بعد تدنيس هندوسي مصحفا بوضعه على ركبة تمثال يعبده.. الاحتجاجات في بنغلاديش لم تهدأ

أدت إلى مقتل 10 أشخاص وجرح المئات وإضرام النار في العديد من المنازل

الاحتجاجات في بنغلاديش على تدنيس المصحف كانت واسعة (الأوروبية)

لم تهدأ حتى الآن كليا الاحتجاجات التي عمّت بنغلاديش، بعد انتشار لقطات فيديو تظهر تدنيس نسخة من المصحف الشريف بوضعها على ركبة تمثال هندوسي خلال الاحتفال بمهرجان دورغا بوجا الهندوسي.

وكان المقطع الذي صور في كوميلا شرقي بنغلاديش، قد نشر في شبكات التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما أدى في الساعات التي تلت ذلك إلى إضرام النيران في مئات المنازل المملوكة لعائلات هندوسية، ودور عبادة وأشكال أخرى من التخريب في جميع أنحاء البلاد.

وقد قُتل حوالي 10 أشخاص وجُرح المئات، واستمر العنف قرابة أسبوع، ولا يزال الوضع متوترا للغاية لدرجة أن الأمم المتحدة دعت دكا إلى التحرك بسرعة "لضمان حماية الأقليات وإجراء تحقيق نزيه".

وفي تقرير لها عن الموضوع، قالت صوفي لاندرين مراسلة صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية في نيو دلهي إن الحكومة نشرت أعدادًا كبيرة من القوات شبه العسكرية والشرطة التي اعتقلت في 22 أكتوبر/تشرين الأول الرجل الذي زُعم أنه وضع المصحف عن عمد في المعبد الهندوسي.

ويمثل المسلمون 90% من سكان بنغلاديش، بينما يمثل الهندوس 9% فقط. وتقول لاندرين إنه على الرغم من أن التوترات الدينية شائعة في البلاد، فإن ممثلي الهندوس يؤكدون أنهم كانوا يتعرضون لبعض المضايقات، لكن ما يجري الآن هو أسوأ أعمال عنف تُرتكب على نطاق واسع ضدهم.

ونقلت المراسلة مطالبة صحيفة دكا تريبيون اليومية -في مقال افتتاحي- الحكومة بالتصدي لهذه الأعمال، عبر "اتخاذ موقف حازم من أولئك الذين يشجعون التطاحن بين فئات المجتمع، وترجمة ذلك بتقديمهم إلى العدالة، ولكن أيضًا ينبغي توعية السكان من خلال برامج محددة تستهدف حمايتهم من التلاعب بعقولهم".

كل يوم تظهر أدلة جديدة على تأسيس "الهندوتفا" -أي أيديولوجيا التفوق الهندوسي في الهند- ولا شك أن أدنى شرارة هناك يمكن أن تسبب حريقًا في الإمبراطورية الهندية السابقة التي تضم الهند وباكستان وبنغلاديش، وفقا لمراسلة لوموند

وتعتبر بنغلاديش رسميا دولة علمانية، على عكس باكستان التي كانت ملحقة بها حتى عام 1971، ولكن في يونيو/حزيران 1988 أدخل الجيش -الذي كان في السلطة آنذاك- تعديلا على الدستور يعتبر الإسلام دينا للدولة.

وتقول المراسلة إن المحللين يرون أن تصاعد العنف في بنغلاديش ليس منفصلا عن الهجمات على المسلمين عبر الحدود في ولاية آسام الهندية، حيث يتعرض المسلمون على أيدي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم للإهانة والتشريد، ويهدد هذا الحزب بتجريد ما يقرب من مليوني مسلم في هذه الولاية من جنسيتهم بوصفهم من بنغلاديش.

وتنقل المراسلة عن الخبير السياسي براتاب بهانو ميهتا المدير السابق لجامعة أشوكا بالقرب من نيودلهي، قوله إن هناك عدوى في أعمال العنف بين الدول الثلاث الهند وباكستان وبنغلاديش، فالأصولية العرقية تتغذى من بعضها، مؤكدا مثلا أن القومية الهندوسية في الهند "تبحث عن ذرائع لاستهداف المسلمين وتعميق الانقسامات الداخلية وإبقاء شبح التهديد الإسلامي ماثلا"، بحسب قوله.

ويأتي كل يوم بأدلة جديدة على تأسيس "الهندوتفا"، أي أيديولوجيا التفوق الهندوسي في الهند، ولا شك أن أدنى شرارة هناك يمكن أن تسبب حريقا في الإمبراطورية الهندية السابقة التي تضمّ الهند وباكستان وبنغلاديش، وفقا للمراسلة.

المصدر : لوموند