أفغانستان.. قادة العشرين ملتزمون بتقديم المعونات وحراك دبلوماسي في قطر وكازاخستان

رئيس وزراء إيطاليا يتحدث في مؤتمر صحفي عقب اختتام قمة العشرين الخاصة بأفغانستان (الأوروبية)

قال قادة مجموعة العشرين اليوم الثلاثاء إنهم ملتزمون بتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني مع التركيز على محاربة الإرهاب، وأعلنت المفوضية الأوروبية تخصيصا لأفغانستان بقيمة 1.2 مليار دولار، في حين جرت مباحثات في الدوحة واجتماع وزاري في كازاخستان محورها الوضع الأفغاني وتأثيراته على وسط آسيا.

وذكر البيت الأبيض -في بيان له- قادة مجموعة العشرين جددوا التزامهم الجماعي بتقديم المساعدة الإنسانية مباشرة إلى الشعب الأفغاني عن طريق المنظمات الدولية المستقلة، وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية، بما فيها النساء والفتيات والأقليات.

وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ناقش مع قادة العشرين، خلال الاجتماع الاستثنائي الذي أقيم عن بعد واستضافته إيطاليا، الحاجة الماسة إلى الحفاظ على الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك ضمان المرور الآمن للرعايا الأجانب والشركاء الأفغان الذين يسعون لمغادرة أفغانستان.

وتأتي القمة الاستثنائية للعشرين بعد أقل من شهرين على سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة في أفغانستان، عقب انهيار حكومة كابل بالتزامن مع المرحلة النهائية لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

G20 extraordinary meeting on Afghanistan
قمة العشرين ناقشت الحاجة إلى الاستمرار في جهود مكافحة الإرهاب بأفغانستان عقب انسحاب القوات الأجنبية (الأناضول)

ميركل وأردوغان

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -في تصريحات بمناسبة قمة العشرين- إن بلادها غير مستعدة حتى الآن للاعتراف بحكم طالبان لعدم وفائها بالشروط المطلوبة، ولكنها تعهدت بتقديم بلادها مساعدات لأفغانستان بقيمة 600 مليون دولار.

واقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -خلال مشاركته في قمة العشرين- تشكيل مجموعة عمل من أجل أفغانستان ضمن بنية مجموعة العشرين، وأعرب عن رغبة بلاده في ترؤس المجموعة. وأضاف أردوغان أن بلاده لا يمكنها تحمل موجات جديدة من اللاجئين الأفغان.

واستهل الاتحاد الأوروبي أعمال قمة العشرين بالإعلان عن حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار) للبلد الغارق في أزمة إنسانية، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن حزمة المساعدات ترمي إلى "تجنب انهيار إنساني واجتماعي واقتصادي كبير".

وجاء في بيان المفوضية أن الأموال تضيف 250 مليون يورو إلى مبلغ 300 مليون يورو أعلنه الاتحاد الأوروبي من قبل لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، في حين يذهب الباقي إلى الدول المجاورة لمساعدتها على استقبال الأفغان الفارين من حكم طالبان. وشددت المفوضية على أن أموال الاتحاد الأوروبي هي "دعم مباشر" للأفغان وسيتم إيصالها إلى المنظمات الدولية العاملة على الأرض، وليس إلى حكومة طالبان المؤقتة التي لا تعترف بها بروكسل.

دعوة أمير قطر

وخلال قمة العشرين، دعا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قادة المجموعة إلى انتهاج مقاربة عملية تجاه المسألة الأفغانية، كما دعا أمير دولة قطر إلى اتخاذ موقف دولي موحد والوصول إلى خارطة طريق لمسؤوليات وواجبات الحكومة الأفغانية المؤقتة.

وقال الشيخ تميم إن "المجتمع الدولي تقع عليه مسؤوليات جمة تجاه أفغانستان، في صدارتها المساعدات الإنسانية والإغاثية".

وفي الدوحة، أفاد مراسل الجزيرة بأن اجتماعا موسعا يعقد في العاصمة القطرية، ويجمع وفود الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، ووفد الحكومة الأفغانية المؤقتة.

وكانت الحكومة الأفغانية قد أعلنت في أعقاب اجتماعات أمس الاثنين بالدوحة أن الوفد الألماني أعرب عن رغبته في مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية لأفغانستان.

وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية نبيلة مصرالي إن الاجتماع المنعقد بين ممثلين عن الاتحاد والولايات المتحدة ووفد لحركة طالبان في الدوحة لا يعد اعترافا بالحكومة الأفغانية الجديدة، وأوضحت مصرالي أن المحادثات تدور بشأن تفاصيل فنية، مثل تشكيل حكومة شاملة، والالتزام بحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب.

طالبان والإرهاب

وفي السياق نفسه، قال مطلق بن ماجد القحطاني -المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات- إن حركة طالبان التزمت بمكافحة الإرهاب، والتصدي لتنظيم الدولة، وألا تكون أفغانستان منطلقا لأي عمليات خارجية.

وقال القحطاني -خلال منتدى الأمن العالمي في الدوحة- إنه من مصلحة طالبان التفاعل مع الآخرين في أفغانستان، مؤكدا أن قطر ليست جزءا من النقاشات الداخلية، بل تعمل وسيطا محايدا، وأوضح أن الاجتماعات المنعقدة حاليا في الدوحة بين وفد الحكومة الأفغانية المؤقتة وموفدي الولايات المتحدة والدول الأوروبية "فرصة للتفاعل والوصول إلى توافق بشأن الملفات العالقة".

وفي نور سلطان -عاصمة كازاخستان- اختتم مؤتمر وزراء خارجية "مجلس التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا"، وشارك في المؤتمر ممثلون عن دول عدة، منها قطر وروسيا وإيران والأردن والعراق والصين وكوريا وتركيا وأفغانستان وأوزبكستان ومصر.

وبحث المشاركون ملفات أهمها الشأن الأفغاني، وقال خيرت ساريباي المدير التنفيذي لمجلس التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا إن وزراء خارجية المجلس عبروا عن قلقهم إزاء الأوضاع في أفغانستان، وعن توافقهم على أن انتهاء المرحلة الانتقالية في وقت قريب سيتيح لأفغانستان الانخراط في محيطها الإقليمي.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالسعي إلى إعادة نشر قواته في آسيا، وإرسال اللاجئين الأفغان إلى المنطقة، وإذكاء التوتر في القارة، بعد انسحاب الحلف من أفغانستان.

المصدر : الجزيرة + وكالات