شعار قسم ميدان

6 كتب تقدم لك خلاصة ماجستير إدارة الأعمال (MBA) ببساطة

6 كتب تقدم لك خلاصة ماجستير إدارة الأعمال (MBA) ببساطة

"الطريق إلى القيادة ليس مرتبطا دائما بدرجة الماجستير لإدارة الأعمال (MBA)، بل يرتبط بأداء أعمال أخرى مفيدة. يمكن للشخص الحاصل على "MBA" أن يتميز في أمور قيادية بسيطة مثل إلقاء عرض تقديمي جيد، ولكنهم لا يعلمون دائما كيف تعمل الأشياء بالفعل".

(إيلون ماسك) (1)

عندما تقرأ عبارة "شهادة ماجستير إدارة الأعمال" (MBA)، فغالبا ما تستدعي هذه العبارة في ذهنك كل المشاهد البصرية النمطية المعتادة عن عالم الأعمال، بداية من ناطحات السحاب العملاقة، مرورا بالرجال والسيدات الذين يرتدون بذلات أنيقة، وليس انتهاء بالشاشات المليئة بالتحليلات البيانية المالية. وبالطبع -وربما أهم ما في الصورة- الراتب الخيالي الذي يحصده هؤلاء مقارنة بغيرهم من الوظائف.

 

خلال السنوات الماضية، اعتُبرت درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) واحدة من أهم وأفضل الشهادات العلمية، وأعلاها ثمنا أيضا، خصوصا إذا حصل الطالب على هذه الدرجة من إحدى الجامعات الدولية المرموقة. في بعض الجامعات الدولية، تصل تكاليف الحصول على هذه الشهادة الأكاديمية إلى 100 ألف دولار، الأمر الذي جعلها شهادة شبه مقتصرة على الطبقة العُليا، ما لم يتم الحصول عليها عبر منحة دراسية.

 

ومع ذلك، لحُسن الحظ، تعج المكتبات حاليا بآلاف الإصدارات من الكتب الكلاسيكية والحديثة التي تغطي أهم الموضوعات التي يتم تدريسها في هذه الدرجة، مما يتيح الفرصة للجميع لتعلُّم إدارة الأعمال بشكل يكاد يشابه ما يدرسه الطالب الأكاديمي بالضبط. لذلك، اخترنا لكم مجموعة من أهم كتب ماجستير إدارة الأعمال (MBA)، جميعها متاحة باللغة العربية في المكتبات، يمكن أن تصلح بداية جيدة في هذه الرحلة.

 

ماجستير إدارة الأعمال المرئي

دراسة ريادة الأعمال
(شترستوك)

"أنا جيسون بارون، ومنذ طفولتي كنت محبا للرسم. لذلك، عندما حصلت على ماجستير إدارة الأعمال (MBA) من جامعة بريغهام يونغ، واحدة من أفضل 40 كلية إدارة أعمال، كنت أرسم كل ما يقوله البروفيسور في المحاضرة وأُحوِّل جميع المعلومات إلى رسوم بسيطة تحمل خلاصة المفاهيم المعقدة التي درستها".

بهذه الكلمات افتتح المؤلف "جيسون بارون" كتابه "ماجستير إدارة الأعمال المرئي" (The Visual MBA) الذي حمل عنوانا فرعيا يقول فيه: "عامان في كلية إدارة الأعمال تم تعبئتها في كتاب واحد". الكتاب صدر عام 2019، وحقق انتشارا واسعا بين القراء العاديين وأيضا طلاب كليات إدارة الأعمال، وذلك بسبب اختلاف طريقة عرضه للمعلومات مقارنة بالكتب الأخرى الشبيهة في هذا المجال.

 

الكتاب مكوَّن من 20 فصلا، كل فصل منها يحتوي على موضوع محدد من الموضوعات التي تُدرَّس في ماجستير إدارة الأعمال (MBA)، تشمل القيادة وإعداد التقارير ومفاوضات العمل والتمويل والتفكير الاستراتيجي وأدوات قياس الأداء، وغيرها من الموضوعات المتخصصة التي تغطيها الشهادة الدولية على مدار عامين من الدراسة.

 

لكن نقطة القوة الأساسية في هذا الكتاب ليس المعلومات نفسها، وإنما طريقة عرضها الفريدة، فالكتاب لا يحتوي على سطور وفقرات متتالية مثل المفهوم التقليدي للكتب، لكنه في أغلبه عبارة عن رسومات لطيفة تذكرك برسومات الكاريكاتير أو الرسومات البسيطة ذات الطابع الفُكاهي، التي تُلخِّص أهم الأفكار في كل موضوع من هذه الموضوعات بكفاءة كبيرة، دون إرهاق العين أو العقل بالكثير من التنظير الكلامي أو الاستطراد المطوَّل.

 

بالتأكيد كتاب "ماجستير إدارة الأعمال المرئي" يستهدف شرائح واسعة من القراء الذين لم يحصلوا على هذه الشهادة، ويُقدِّم لهم خلاصة أفكار هذا المجال. ولكن ربما من الصعب وصفه بأنه موجَّه للقارئ المُبتدئ الذي لا يحمل أي خلفية سابقة على مستوى المصطلحات أو المبادئ العامة للأعمال، حيث قد يجد صعوبة في فهم هذه الرسومات أو استيعاب معانيها العميقة. أفضل استفادة من هذا الكتاب هو أن يكون لديك خلفية -ولو بسيطة- في عالم الأعمال ومصطلحاته.

 

ماجستير إدارة الأعمال في عشرة أيام

دراسة ريادة الأعمال
(مواقع التواصل الاجتماعي)

عنوان هذا الكتاب مضلل بالطبع، ومؤلفه الإداري والمسوِّق الأميركي "ستيفين سيلبيجر" لم يكن يعني أن بإمكانك الإحاطة بكل موضوعات ماجستير إدارة الأعمال خلال 10 أيام فقط، وإنما يعني بعنوانه: ما يحتاج المبتدئون إلى معرفته حول إدارة الأعمال خلال 10 أيام. الكتاب واحد من الكتب الكلاسيكية الشهيرة في مجال إدارة الأعمال، صدرت طبعته الأولى عام 1993، ولاقى إشادة واسعة من رجال الأعمال والمديرين في مختلف المؤسسات الاقتصادية.

 

فصول الكتاب مُقسَّمة إلى 10 أيام، كل يوم منها يحمل موضوعا مستقلا متكاملا يُسهب الكاتب في ذكر أهم النقاط التي تهم القارئ فيه. في اليوم الأول يتحدث المؤلف عن التسويق، وفي اليوم التالي يفرد فصلا كاملا عن المحاسبة، ثم الفصل الثالث عن إدارة العمليات، ثم الاستراتيجية والماليات، وغيرها من الموضوعات الأساسية في ماجستير إدارة الأعمال. الكتاب من أوله إلى آخره يستخدم لغة مزيجة بين التبسيط واللغة الرسمية المُعتادة في أدبيات الأعمال.

 

من الصعب وصف الكتاب أنه ممتع، باعتباره يعج بالمفاهيم الإدارية بأسلوب مباشر خالٍ من التنميق الأدبي، ولكن من المؤكد يمكن وصفه بأنه مفيد، وأيضا يمكن وصفه بأنه ذائع الشهرة حيث لا يزال يتلقى تقييمات نقدية إيجابية عالية مستمرة حتى الآن بعد مرور 30 عاما على إصداره الأول، وكان سببا في إقبال الآلاف من طلاب ماجستير إدارة الأعمال على اقتنائه قبل وأثناء وبعد الانتهاء من الدراسة الأكاديمية.

 

إدارة الأعمال بالفطرة

دراسة ريادة الأعمال
(مواقع التواصل الاجتماعي)

هنا نتحدث عن نسخة كلاسيكية تماما لمفهوم العمل التجاري التقليدي وكيفية إدارته، ليس من ناحية المصطلحات التجارية والتنظير المؤسسي، ولكن من خلال التجربة الفعلية للسوق. كتاب "إدارة الأعمال بالفطرة" (Common sense Business) هو كتاب صدر عام 2006 بواسطة ستيف جوتري، ولا يمكن وصفه بالكتاب الموجَّه لمديري المؤسسات أو مؤسسي الشركات الناشئة، بل هو كتاب موجَّه لأصحاب المشاريع الصغيرة "التقليدية" بشكل كامل.

 

الكتاب هو أقرب إلى سرد السيرة الذاتية للكاتب في تأسيس شركة دعاية وإعلان مصغرة في التسعينيات، وكيف استطاع تجاوز كل الأزمات والمشكلات الاقتصادية والإدارية في تكبير شركته الصغيرة وتحويلها إلى لاعب أساسي في سوق الإعلانات خلال عدة سنوات. ستلاحظ فورا البيئة القديمة نسبيا في مفاهيم العمل، المختلفة تماما عن طبيعة الأعمال اليوم القائمة على التقنية في تفاصيلها كافة، وإن كانت الأفكار الأساسية التي يقدمها تغطي المفاهيم الإدارية نفسها التي تحتاج إليها المؤسسات كافة مهما كان حجمها.

 

أسلوب الكتاب ممتع، له طابع أدبي واضح وليس سردا تقليديا، ويحكي فيه الكاتب العديد من المواقف التي مرَّ بها في تأسيس وإدارة شركته، بشكل مبالغ فيه أحيانا. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء كبيرة، الأول يتحدث عن "دورة حياة المشروع الصغير"، ثم الجزء الثاني الذي سمَّاه "بناء الأصول"، وأخيرا الجزء الثالث الذي خصَّصه للحديث الموسَّع للتغلب على عقبات وأزمات إدارة المشاريع في مراحلها المختلفة.

 

من مزايا الكتاب أنه أفرد صفحات طويلة للحديث عن إدارة الموظفين وتحسين أدائهم ولعب الدور القيادي الصحيح المطلوب لمؤسس الشركة، ولكن من عيوبه أيضا أنه لم يُفرد الاهتمام نفسه لموضوعات أخرى لها الأهمية نفسها، مثل التعامل الصحيح مع العملاء والمورّدين.

 

كشف خبايا الإدارة

دراسة ريادة الأعمال
(مواقع التواصل الاجتماعي)

"الأمور التي لا يعلّمونك إياها في كليات إدارة الأعمال"، هذا هو العنوان الفرعي لكتاب "كشف خبايا الإدارة" الذي صدر للمرة الأولى عام 2003 بواسطة مؤلفه الإداري المخضرم جو أوين، الذي لاقى استحسانا وقبولا واسعا بين أوساط الإداريين ومؤسسي الشركات ومديري الفرق في مختلف المجالات. يبدأ الكتاب مقدمته بالتأكيد أن مشكلات الإدارة تقريبا واحدة، ومع ذلك لا أحد يسلط الضوء عليها ويكتفي الجميع بالحديث عما ينبغي أن تكون عليه الإدارة.

 

طريقة سرد الكتاب مختلفة تماما عن المعتاد لهذه النوعية من الكتب، وهو مُكوَّن من 26 فصلا، كل فصل يحتوي على عدة موضوعات متفرقة لا يجمعها رابط واحد تقريبا سوى النظر في المشكلات الإدارية المختلفة وسرد حلول لها. الكتاب يعج بالمواقف والقصص والحكم الإدارية، ويضم عددا كبيرا من المواقف التي تمر بها الشركات الكبرى، ولا يخلو من تجارب المؤلف نفسه الذي يتدخل في السرد ليُعطي آراءه ووجهات نظره بحرية كبيرة.

 

الميزة الكبرى التي يقدمها الكتاب هي إمكانية أن تبدأ في قراءة أي موضوع في أي صفحة، بدون الحاجة إلى قراءة الكتاب من بدايته حتى نهايته، حيث تحتوي كل صفحة تقريبا على فكرة إدارية جديدة بشكل عشوائي غير مترابط، مما يجعل الكتاب كله أقرب إلى كبسولات يومية متسارعة مليئة بالأفكار في جميع الجوانب المتعلقة بعالم إدارة الأعمال.

 

مدير الدقيقة الواحدة

دراسة ريادة الأعمال
(مواقع التواصل الاجتماعي)

نحن هنا نتحدث عن واحد من أكثر كتيّبات الإدارة كلاسيكية وتأثيرا، صدر للمرة الأولى عام 1982 نتاجا لجهد ثنائي بين كين بلانشارد وسبنسر جونسون، وكلاهما من أعلام ثقافة التحفيز والإدارة في فترة السبعينيات والثمانينيات. الكتيّب قليل الصفحات تُرجم إلى 37 لغة، وبيع منه أكثر من 15 مليون نسخة، ولا يزال يصدر حتى الآن بطبعات جديدة، فضلا عن صدور أجزاء مُكمِّلة له.

 

بخلاف كتب الإدارة التقليدية، يتناول كتاب "مدير الدقيقة الواحدة" ثلاثة محاور إدارية رئيسية تركز بشكل كامل على إدارة الأعمال من ناحية التوظيف. الجزء الأول أهداف الإدارة، والجزء الثاني مديح الإدارة، والجزء الثالث توبيخات الإدارة. في كل جزء من هذه الأجزاء، من خلال سرد قصصي خيالي بطله شاب موظف حديث السن يقابل مديرا مخضرما، يشرح المؤلفان أهم المبادئ الإدارية وعلى رأسها: وضع الأهداف، وطرق تحفيز الموظفين، ومبادئ العقاب، وغيرها.

 

الكتيب عدد صفحاته 112 صفحة فقط، وهو ما يجعله أقرب إلى حكاية سريعة بعيدة كل البُعد عن أي تنظير أو استطراد، التركيز الكامل هنا على المبادئ الإدارية الأساسية بشكل مباشر وممتع في الوقت نفسه. يمكن إنهاء الكتاب في جلسة واحدة، ولكن بالتأكيد ستعود إليه عدة مرات لإنعاش الأفكار الإدارية التي وردت فيه.

 

ما الذي يريد المدير التنفيذي أن تعرفه؟

دراسة ريادة الأعمال
(مواقع التواصل الاجتماعي)

"كيف يكسب بائع الفاكهة المتجول في قرية هندية صغيرة قوت يومه؟ قد يقول لك شخص حاصل على ماجستير إدارة الأعمال (MBA) بقيمة 250 ألف دولار إنه يتوقع انجذاب العملاء إليه. لكن في الحقيقة، الباعة الجائلون في الهند لا يعرفون العبارات الطنانة، ولا يمتلكون أجهزة حاسوب وبرامج تحليلات مالية، هم فقط يعرفون أساسيات العمل التجاري الحقيقية".

بهذه العبارات يفتتح استشاري الأعمال الهندي – الأميركي رام شاران الصفحات الأولى لكتابه "ما الذي يريد المدير التنفيذي أن تعرفه؟"، الذي صدر للمرة الأولى عام 2001 وأُعيدت طباعته عدة طبعات ليلقى رواجا كبيرا بوصفه واحدا من كتب إدارة الأعمال المهمة في تلك الفترة. أهمية الكتاب أنه صدر وسط ما يسمى "فقاعة الإنترنت"، وهي الفترة ما بين 1999-2001، التي تسارع فيها نمو المشاريع التقنية المرتبطة بشبكة الإنترنت والتحوُّل من مسار الأعمال التقليدية إلى التقنية.

 

بلغة تجمع ما بين الطابع الإداري البحت والأسلوب الأدبي أحيانا، يستعرض رام شاران مجموعة من أهم محاور إدارة الأعمال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، اعتمادا على أبسط قواعد العمل التجاري التي تسري على الجميع، بدءا من الباعة الجائلين في القرى الهندية البسيطة، وانتهاء بأكبر مؤسسات اقتصادية في الولايات المتحدة.

 

الكتاب ينقسم إلى أربعة أجزاء كبيرة، كل منها يشمل عدة فصول. في الجزء الأول يتحدث شاران عما سمَّاه "لغة الأعمال التجارية العالمية"، ثم يتطرق في الجزء الثاني إلى الإبداع التجاري في الأعمال، ثم الجوانب التنفيذية في الجزء الثالث، وأخيرا بعض النصائح الشاملة في الجزء الرابع. حاز الكتاب تقييما نقديا إيجابيا، وعُدَّ من الكتب السريعة التي تركز على جوانب مهمة في عالم إدارة الأعمال والشركات الناشئة.

 

في النهاية، ومع أهمية الاطلاع على أساسياتها ونظرياتها الحديثة، تظل إدارة الأعمال مثلها مثل السباحة وقيادة السيارات، مهما قضيت وقتا طويلا في التبحر في قراءة كتبها أو حضور محاضراتها والتشبُّع بمصطلحاتها واستراتيجياتها، فلا فائدة من ورائها إلا بممارستها عمليا والدخول في نطاق التجربة والخطأ وإعادة المحاولة لإتقانها، وبالتالي الحصول على أفضل نتائج يسعى إليها أي مدير في أي مجال: مؤسسة قوية، وفريق عمل مميز، والأهم أرباح مرتفعة!

———————————————————————–

المصادر:

1 – Elon Musk Just Said MBAs Are Overrated, and He’s Dead Right

**الكتب المذكورة في القائمة ضمن القائمة الشخصية للكاتب، وكل المعلومات الواردة في المقال مُستمَدَّة من الكتب نفسها، أو من تراجم مؤلفيها.

المصدر : الجزيرة