الانتخابات اللبنانية.. غائبون وممتنعون وصراع محتدم بين القوائم

تجري الانتخابات النيابية اللبنانية وسط مقاطعة غير مسبوقة لزعماء سنة وحضور قياسي للوائح، ويأمل اللبنانيون أن يفتح هذا الاستحقاق نافذة للتغيير.

انتخابات المغتربين اللبنانيين شهدت مشاركة نحو 60% من الناخبين المسجلين (الجزيرة)
انتخابات المغتربين اللبنانيين شهدت مشاركة نحو 60% من الناخبين المسجلين (الجزيرة)

يختار اللبنانيون يوم 15 مايو/أيار 2022 ممثليهم في البرلمان وسط كثافة ملحوظة في أعداد المرشحين، واللوائح الائتلافية. ولأول مرة منذ تأسيسه قبل 3 عقود، سيغيب "تيار المستقبل" عن الاستحقاق الانتخابي الذي يجري كل 4 أعوام، إلى جانب غياب قادة الصف الأول في الطائفة السنية.

وتأتي الانتخابات في خضم أزمة اقتصادية حادة وتدهور شديد في نوعية الحياة خلال العامين الماضيين، وبعيد انتفاضة شعبية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 عرفت بـ"انتفاضة 17 أكتوبر" رفضا لتوجهات حكومية لرفع بعض الضرائب آنذاك، وتوسعت للمطالبة بتنحي الطبقة السياسية وحملتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي وتفشي الفساد.

ويأمل البعض في أن تؤدي الانتخابات إلى تغيير في تركيبة البرلمان على خلفية الأزمة المستمرة التي تشهدها البلاد، والتي عمقها انفجار بيروت في الرابع من أغسطس/ آب 2020 وتداعياته، بينما يرى البعض الآخر أن فرصة التغيير ضئيلة في ظل تحكم المحاصصة والتوازنات الطائفية في البنى الاجتماعية والسياسية في لبنان.

ويتنافس في هذه الانتخابات، التي تجرى هذه المرة بنظام القائمة النسبية، 718 مرشحا على 103 قوائم في 15 دائرة انتخابية بمختلف أنحاء لبنان، لاختيار 128 نائبا في البرلمان الجديد الذي يتسلم مهامه بعد انتهاء مهمة المجلس الحالي في 21 مايو/أيار الجاري.

وفي مرحلتي اقتراع المغتربين في 58 دولة يومي السادس والثامن من مايو/ أيار، بلغت نسبة المشاركة نحو 60% من بين حوالي 225 ألف ناخب، وكانت انتخابات عام 2018 قد شهدت مشاركة حوالي 56%، أي 50 ألفا من بين 90 ألف ناخب مسجل، وفق وزارة الخارجية اللبنانية.

ويتوقع أن تشتد المنافسة في الدوائر التي تحضر فيها القوى السياسية المسيحية، بينما تبدو أكثر انضباطا في الدوائر التي يحضر فيها الثنائي الشيعي المكون من حزب الله وحركة أمل. وتخوض قوى المعارضة المنبثقة من "حراك 17 أكتوبر″ الانتخابات بعدد كبير من اللوائح.

وكان رئيس الوزراء السابق سعد رفيق الحريري قد أعلن في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي انسحابه من السباق الانتخابي و"تعليق عمله وعمل حزب "تيار المستقبل" لأول مرة منذ دخوله المعترك السياسي وريثا لوالده الراحل عام 2005. وسبق ذلك إعلان مشابه لرئيس الوزراء الأسبق تمام سلام في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، تلاه قرار مماثل لوزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق.

وفي 14 و15 مارس/آذار الماضي، قرر كل من رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي والأسبق فؤاد السنيورة الانسحاب، إلا أن المسؤولين المذكورين لم يبقيا بمنأى عن تشكيل لوائح من قبل شخصيات مقربة منهما حسب ما لاحظه مراقبون للشأن اللبناني. ويبقى السؤال الأبرز: من سيملأ الفراغ الكبير الذي سيتركه "تيار المستقبل" وسعد الحريري والشخصيات السنية الوازنة في المشهد السياسي وبالتالي الانتخابي؟

المصدر : الجزيرة