إسرائيل.. دولة أسستها حركات صهيونية بعد تهجير شعب فلسطين
دولة أعلنت قيامها قيادات في الحركة الصهيونية يوم 14 مايو/أيار عام 1948 على الأراضي الفلسطينية المحتلة بعيد انسحاب الانتداب البريطاني منها، وبعد مجازر وجرائم إبادة وتهجير للسكان الفلسطينيين من مدنهم وقراهم. ودعت هذه القيادات اليهود في العالم إلى دعم "الدولة الوليدة"، والهجرة إليها باعتبارها "الوطن القومي"، الذي وعدت به بريطانيا اليهود على لسان وزيرها في الخارجية بداية القرن العشرين آرثر جيمس بلفور بعد إصداره ما عرف بوعد بلفور عام 1917.
تقع شمال غرب قارة آسيا، وتشكلت على أرض فلسطين التاريخية. وتسمية إسرائيل تحوير لكلمة "يشرائيل"، وهي التسمية العبرية لنبي الله يعقوب عليه السلام. وهي الدولة الوحيدة في العالم المعاصر التي قامت على أساس ديني بوصفها "وطنا قوميا لليهود".
تعتبر إسرائيل قوة عسكرية كبرى في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمتلك مفاعل ديمونا النووي، ويعد جيشها ضمن أقوى 18 جيشا في العالم والأكثر تسليحا في المنطقة، وهو ما خلق كثيرا من التوتر الإقليمي ينضاف إلى المشاكل التي خلقها تأسيس الدولة أصلا.
الاسم الرسمي: دولة إسرائيل
الاسم المختصر: إسرائيل
العاصمة: تل أبيب
التقسيمات الإدارية: المنطقة الشمالية، القدس، المنطقة الجنوبية، تل أبيب، حيفا، المنطقة الوسطى.
اللغة: العبرية: لغة رسمية، العربية: كانت لغة رسمية سابقا، ولكن مع إقرار القانون الأساسي (إسرائيل كدولة أمة للشعب اليهودي) تحولت اللغة العربية من لغة رسمية إلى لغة ذات وضع خاص يُنظم استخدامها بموجب القانون.
تاريخ التأسيس: 14مايو 1948، وهو نفسه تاريخ "النكبة" الذي يوثق الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في المصادر العربية.
العملة: الشيكل
الموقع
تقع إسرائيل في غرب قارة آسيا وعلى الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، تطل على الساحل الشمالي للبحر الأحمر، يحدها من الشمال لبنان ومن الشمال الشرقي سوريا ومن الشرق الأردن والضفة الغربية ومن الجنوب الغربي مصر وقطاع غزة، ولم ترسُ حدودها بعد على إحداثيات متفق عليها.
المساحة:
تبلغ مساحة إسرائيل 20770 كلم2، وهي تمثل 78% من المساحة الإجمالية لفلسطين التاريخية البالغة 27027كلم2.
السكان:
بلغ عدد سكان إسرائيل 9.7 ملايين نسمة بينهم 2.048 مليون من العرب، بحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية عام 2023.
الجغرافيا
تتميز الأرض التي قامت عليها إسرائيل (فلسطين التاريخية) بتنوع تضاريسها، وهو ما انعكس على تنوع النبات والحيوان فيها، وتنقسم بشكل عام إلى أربعة أقسام رئيسية:
- السهول، ومنها: سهول ساحلية كسهل عكا وسهل الكرمل والسهل الساحلي الجنوبي، وسهول داخلية كسهل البطوف، وسهل مرج بن عامر.
- المرتفعات الجبلية، ومنها جبال الجليل والكرمل.
- وادي الأردن والأغوار.
- النقب، وهي صحراء شاسعة تشكل نصف مساحة إسرائيل (فلسطين التاريخية).
الاقتصاد
تعتبر إسرائيل قوة اقتصادية لا يستهان بها رغم فقرها النسبي إلى الموارد الطبيعية، ومن بين المجالات التي يعتمد عليها اقتصادها: الصناعات الذكية والتكنولوجية، صناعة الغذاء، صناعة الألماس والزراعة التي تشكل 2.5% من مجموع الناتج المحلي و3.5 من صادراتها. ويعتبر الغاز رافدا حديثا للاقتصاد الإسرائيلي، حيث بدأ تصديره في 2009.
النظام السياسي
ديمقراطي برلماني، يتكون من ثلاث سلطات أساسية: السلطة التشريعية (الكنيست)، السلطة التنفيذية (الحكومة)، السلطة القضائية (المحاكم).
يعد النظام السياسي الإسرائيلي من الناحية الإجرائية نظاما ديمقراطيا، إلا أن هناك نقاشا أكاديميا نقديا في شأن ماهية النظام السياسي في إسرائيل الذي تحيط به الكثير من الإشكاليات، مثل: مكانة الدين في الدولة والتمييز ضد المواطنين العرب، فضلا عن المشكلة الجوهرية المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية.
وتشهد إسرائيل من حين لآخر نقاشات واحتجاجات حول مسألة "الإصلاحات القضائية" نتيجة غياب دستور يحتكم إليه الفرقاء، إذ اكتفت إسرائيل منذ قيامها بنص إعلان تأسيس الدولة كوثيقة حددت هوية "الدولة الناشئة".
وكان من المنتظر أن تتولى الجمعية التأسيسية إعداد دستور للبلاد بحلول الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1948 وهو ما لم يحصل حتى اليوم، مما أفرز توترات داخلية تتأجج بين الحين والآخر. وتنقسم التيارات الحزبية والسياسية والدينية والاجتماعية بشأن الدعوات لصياغة الدستور وفقا لما تسميه "إعلان الاستقلال" في 14 مايو/أيار 1948.
فعلى الرغم من الإجماع بين مختلف التيارات السياسية على ما في وثيقة التأسيس من أفكار، إلا أن الإسرائيليين لم يستطيعوا حتى الآن الوقوف على أرضية مشتركة تمكنهم من صياغة دستور ينظم الحقوق والواجبات والحريات والواقع القضائي والسياسي والاجتماعي والديني.
محطات التشكل
تدين إسرائيل في قيامها بالكثير للحركة الصهيونية التي كانت مهندسة قيام الدولة. والصهيونية هي حركة قومية تسعى لإقامة دولة لليهود وتعتبر أن إسرائيل هي "أرض اليهود"، وتهدف إلى جمعهم في "الأرض الموعودة" أو "أرض اللبن والعسل" حسب المعتقد اليهودي.
تعود جذور تأسيس إسرائيل إلى المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في مدينة بازل السويسرية سنة 1897، وهو المؤتمر الذي تبنى تأسيس وطن معترف به للشعب اليهودي على "أرض الميعاد". ثم جاءت اتفاقية سايس بيكو في عام 1916 لتعزز ما أوصى به المؤتمر الصهيوني، فتعهدت بإنشاء دولة لليهود.
وجاءت الخطوة الأهم عام 1917، حينما أصدر بلفور وعده الذي تعهد فيه بـ"إنشاء وطن قومي لليهود" على أرض فلسطين التاريخية، وورد في خطابه "… إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
منذ بدء الانتداب البريطاني على فلسطين، بدأت معه خطوات تنفيذ ما ورد في وعد بلفور، إذ سهلت بريطانيا دخول اليهود بأعداد كبيرة إلى فلسطين. ففي سنوات الحرب العالمية الثانية وحدها وصل إلى فلسطين نحو 55 ألف مهاجر بطرق غير شرعية، حيث كان الأسطول البريطاني مكلفا بإرشاد سفن المهاجرين اليهود وإمدادها بالماء والتموين والوقود وقيادتها إلى السواحل الفلسطينية.
وإلى جانب ذلك دخل فلسطين من اليهود بين عامي 1940 و1948م نحو 120 ألفا، ومع انتهاء فترة الانتداب البريطاني كان عدد اليهود قد وصل إلى 625 ألفا، أي ما يقارب ثلث السكان في البلاد.
في عام 1947 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين، دولة عربية على نسبة 42.3% من الأراضي الفلسطينية ودولة يهودية تغطي مساحة 57.7% من أرض فلسطين التاريخية، مع الإبقاء على منطقة دولية تضم القدس وبيت لحم.
وفي 14 مايو 1948، أٌعلنت قيادات من حركات صهيونية عن ميلاد دولة إسرائيل بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، لتكون أول دولة تقوم على أساس ديني "يهودي" وعرقي "صهيوني" صرف.
وقد شكل ميلادها حالة غير مألوفة من ناحية التخطيط الذي مهد لإقامتها والبنية الدينية والعرقية التي تأسست عليها وتمسكت بها، والانقسام العالمي حول شرعية وجودها، إذ لا تزال كثير من دول العالم حتى الآن ترفض الاعتراف بإسرائيل وتعتبرها كيانا محتلا، منها دول عربية وأفريقية وأخرى من أميركا الجنوبية وغيرها.
في عام 1948، اندلعت حرب فلسطين التي تسميها إسرائيل "حرب الاستقلال"، والتي تأججت مع إعلان قيام دولة إسرائيل. وقد انتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية والاحتلال الرسمي لفلسطين، ما جعلها ترتبط في الذاكرة العربية بمسمى "النكبة".
فحسب بعض الدراسات تم تدمير حوالي 418 قرية ومدينة فلسطينية وتشريد أكثر من 750 ألف لاجئ فلسطيني خارج ديارهم. توقفت الحرب سنة 1949م بعد الاستيلاء على مزيد من الأراضي العربية وتهجير الكثير من سكانها الفلسطينيين. في حين تضاعفت الهجرات اليهودية إلى إسرائيل عدة مرات بعد إعلان قيام الدولة.
وفي عام 1967، وسّعت إسرائيل رقعتها التي كانت تقارب 60% من أرض فلسطين عام 1948، فضمت قطاع غزة والضفة الغربية -بما فيها القدس الشرقية– وسيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية، وتسببت في تهجير المزيد من الفلسطينيين من منازلهم.
احتدم الصراع العربي الإسرائيلي بعد نكسة عام 1967 وبلغ أوجه باندلاع حرب أكتوبر 1973 التي انتهت بانتصار الجيوش العربية بقيادة الجيش المصري، وعلى إثر هذا الانتصار استعادت مصر أرض سيناء بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1978.
وضع مدينة القدس
تحمل مدينة القدس رمزية خاصة في الديانات الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام)، وهي مدينة عريقة شهدت قيام حضارات وزوال أخرى. وقد شكلت تاريخيا مكانا للتعايش والائتلاف بين الطوائف والأديان المختلفة، وتحتضن اليوم ثلاثة من أهم المواقع المقدسة في اليهودية والمسيحية والإسلام.
وقد خضعت عبر تاريخها لممالك كثيرة، كاليونانيين والبابليين والفرس والرومان والمسلمين. وقد ظل الحكم الإسلامي قائما في القدس بعد استرجاعها من الصليبيين عام 1244 إلى أن وقعت تحت الانتداب البريطاني، الذي هيأ الظروف لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.
في 17 يوليو/تموز 1948 أعلنت إسرائيل القدس الغربية جزءا من أراضي الدولة بعد أن قسم الخط الأخضر (خط الهدنة) المدينة إلى قسمين، ورفضت نهائيا مطالبة الأمم المتحدة بجعل منطقة القدس وبيت لحم منطقة دولية.
في ذلك الحين كانت مدينة تل أبيب عاصمة مؤقتة لإسرائيل. وفي نهاية عام 1949 قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون طلبا رسميا للكنيست الإسرائيلي لعقد جلساته في القدس، وبعد إقرار الطلب انتقل الكنيست إلى القدس. أما السفارات الأجنبية لدى إسرائيل فبقيت في تل أبيب حيث رفضت معظم الدول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي حرب يونيو/ حزيران 1967 بسطت إسرائيل سيطرتها الكاملة على القدس وأعلنتها "عاصمة موحدة" لها. لكن الأمم المتحدة -التي أصدرت قرار تقسيم القدس- لا تزال تعتبر القدس الشرقية محتلة. ويطمح الفلسطينيون الذين وافقوا على حل الدولتين إلى إقامة عاصمة لهم في القدس الشرقية، لكن هذا الطموح مازال معلقا بالإرادة الدولية التي أقرت حل الدولتين دون أن تفرضه.
ومع تولي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكم، اتجهت سياسته إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين في القدس وتشجيع الاستيطان، الذي شهد معدلات غير مسبوقة في العقد الثاني من القرن العشرين.
وضع غزة والضفة الغربية في ظل الاحتلال
في صيف 2005 أقدمت إسرائيل على الانسحاب من قطاع غزة ضمن خطة أعدها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون، وأطلق عليها "خطة فك الارتباط الأحادية". وتتضمن الخطة إخلاء المستوطنات اليهودية والثكنات العسكرية داخل القطاع، وإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة. وقد جاءت خطة شارون هذه نتيجة "معركة أيام الغضب" التي فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها منها.
وفي مطلع 2006 أجريت انتخابات فلسطينية فازت فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، وشكلت حكومة وحدة وطنية مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وبعض الفصائل الأخرى.
لكنّ خلافا بين حماس وجناح في السلطة الفلسطينية أدى إلى اشتباكات مسلحة انتهت بسيطرة عسكرية لحماس على القطاع. ومنذ 2007 وقطاع غزة يخضع لحصار خانق تفرضه السلطات الإسرائيلية.
أما في الضفة الغربية، فلم تكن الأمور أفضل حالا من قطاع غزة، حيث تصاعد الاستيطان غير القانوني، وأصبح يخنق البلدات والأحياء العربية ويساهم في عزلها عن بعضها من خلال الجدار العازل وشبكات الطرق الجديدة.