مونديال قطر 2022 ينعش القطاعات الاقتصادية في الأردن

المنتجات الغذائية تحظى بقبول القطريين نظرا لجودتها. الجزيرة أرشيفية
ارتفاع الصادرات الأردنية لقطر يشير إلى مدى جودة وإتقان تلك الصادرات وقبولها لدى المستهلك القطري (الجزيرة)

عمان– لم يكن يتوقع المزارع عبد الله الزريقات أن ينعكس مونديال كأس العالم في قطر على مزروعاته بشكل إيجابي، وذلك بعدما تلقى طلبًا خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي من شركة زراعية لزراعة أصناف محددة من الخضروات، وبمواصفات معينة لتصديرها للدوحة.

ويضيف الزريقات للجزيرة نت أن الطلب على الخضروات المنتجة -حسب طرق الزراعة المائية والمتميزة بخصائصها الغذائية والبعيدة عن المبيدات الكيماوية- لاقى ارتفاعًا من قِبل المصدّرين لقطر، مع توافد جماهير كأس العالم لحضور المباريات.

ويشارك الزريقات فعاليات اقتصادية وتجارية متعددة حصلت على عطاءات إنشائية أو تقديم خدمات لوجستية وتجهيزات للملاعب، وفرق أمنية تشارك بحفظ الأمن وتأمين حماية الجمهور بالملاعب القطرية.

ووفق أرقام رسمية، فإن صادرات الأردن من المنتجات الزراعية تجاوزت حاجز الـ1700 طن شهريًا منذ بداية العام 2022، في حين كانت تتراوح حول 1500 طن شهرًيا خلال العام الماضي 2021، ويتم التصدير من خلال البرادات عبر النقل البري، والطيران التجاري.

اترفعت الصادرات الأردنية لقطر 10% خلال أول 8 أشهر الأولى من 2022 . الجزيرة أرشيفية
الصادرات الأردنية لقطر ارتفعت 10% خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2022 (الجزيرة)

جودة المنتجات الزراعية والغذائية

وتصدّر الأردن لقطر الخضروات والفواكه، واللحوم والدواجن والأجبان والألبان الطازجة ومشتقاتها، والحبوب والتمور والزيوت والسمنة وغيرها من الأصناف، بينما تستورد الأردن من قطر المواد الكيماوية المتنوعة، وقوالب الألمنيوم وقضبان الحديد والأسمدة الكيماوية والأسمدة العضوية والمحاليل الطبية، إضافة إلى سلع ومنتجات غذائية.

وقال رئيس الجمعية الأردنية لمصدّري ومنتجي الخضروات والفواكه عبد الله الزبن إن الطلب القطري على منتجات الخضروات والفواكه الأردنية ارتفع خلال الفترة الماضية مع انطلاق مباريات المونديال وتدفق المشجعين، مما انعكس بشكل إيجابي على المزارع الأردني، مؤكدًا جودة المنتجات الأردنية الزراعية والغذائية.

وأضاف للجزيرة نت أن المنتجات الأردنية تلقى طلبًا وقبولًا من قِبل القطريين، وتتوافر بالأسواق القطرية العديد من أصناف الخضروات والفواكه الأردنية المتميزة بجودة إنتاجها، وأشار إلى أن تصدير المنتجات الخضرية تواجه تحديات؛ من أبرزها: التصدير عبر الطائرات، مما يرفع من تكاليف النقل على المنتجات الأردنية، لافتًا إلى  أن المنتجات الأردنية تتمتع بمواصفات زراعية وإنتاجية عالية الجودة.

وسجّل حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر ارتفاعًا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنسبة 63%، -حسب مختصين- متجاوزًا 105 مليون دينار (148 مليون دولار)، في حين سجّل خلال الفترة ذاتها من العام الماضي 64 مليون دينار (90 مليون دولار).

وقال مدير غرفة صناعة عمّان نائل الحسامي للجزيرة نت إن الميزان التجاري بين البلدين سجّل ارتفاعًا بنسبة 10%، وارتفعت الصادرات الأردنية لقطر خلال الأشهر الـ8 الأولى من 2022 بنسبة 43% مسجلة زيادة من 52 إلى 74 مليون دينار (73 – 104 مليون دولار) .

ويؤشّر ارتفاع الصادرات الأردنية لقطر إلى مدى جودة وإتقان تلك الصادرات وقبولها لدى المستهلك القطري، إضافة لترويج وتسويق الصناعات الأردنية لدى جمهور كأس العالم، الذي تجاوز المليون من جميع أنحاء العالم، خاصة المنتجات الغذائية والخضروات والفواكه وزيت الزيتون الأردني، حسب الحسامي.

وخلال العام الماضي 2021 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 115 مليون دينار (162 مليون دولار)، وسجّلت الصادرات الأردنية نحو 91 مليون دينار (128 مليون دولار)، وتعمل الغرف الصناعية والتجارية الأردنية لزيادة التعاون والتبادل التجاري مع قطر؛ من خلال الزيارات المتبادلة بين المعنيين من كلا البلدين، وجذب مزيد من الاستثمارات القطرية للمملكة الأردنية.

وخلال السنوات العشر الأخيرة سجّل حجم التبادل التجاري بين عمّان والدوحة نحو 627 مليون دولار، وبلغت الصادرات الأردنية منها حوالي 420 مليون دولار، في حين بلغت المستوردات حوالي 230 مليون دولار.

الخضار المنتجة من خلال الزراعات المائية الصديقة للبيئة تلقى قبولا لدى القطريين. الجزيرة . أرشيفية
الطلب على الخضروات المنتجة حسب طرق الزراعة المائية والبعيدة عن المبيدات الكيماوية لاقت ارتفاعا بالطلب من قبل المصدّرين لقطر (الجزيرة)

انتعاش إيجابي

وحسب اقتصاديين ورجال أعمال؛ فقد حقّقت قطاعات اقتصادية وخدمية انتعاشًا مع بطولة كأس العالم المقامة بقطر، وانعكس المونديال بشكل إيجابي على قطاعات اقتصادية متنوعة، خاصة الزراعية والمنتجات الغذائية؛ لتعلّقها بالوجبات الغذائية والمأكولات المقدّمة للمشاركين بكأس العالم، والاعتماد على السوق الأردني، ضمن أحد المصادر الغذائية المهمة لقطر.

ويرى الخبير الاقتصادي حسام عايش أن الأردن استفاد من تنظيم كأس العالم من جوانب عدة؛ وأبرزها: تقديم خدمات أمنية ولوجستية كبيرة.

وقدّمت شركات ومصانع خدمات لوجستية لتجهيز الملاعب وغرف الملابس وغيرها، وحقّق الناقل الوطني -طيران الملكية الأردنية- ومطار الملكة علياء الدولي زيادة في حركة النقل الجوي، مما انعكس على ارتفاع أرباح شركة المطار، مما ينعكس على إيرادات الخزينة العامة بشكل إيجابي.

إضافة لذلك يتوقّع أن يمرّ من عمّان "ترانزيت" إلى الدوحة ما يقارب مليون زائر، وقد يبقى بعضهم في الأردن أيامًا، مما سيسهم في انتعاش الحركة السياحية، مع زيادة في رواد المطاعم والمقاهي التي حقّقت مردودًا جيدًا بزيادة مرتاديها لحضور مباريات كأس العالم.

ويرى عايش أن العوائد على الأردن من كأس العالم متعددة ومتنوعة، وتتعلّق تلك العوائد بالجهات والأفراد والمؤسسات التي استفادت منها، لكن تبدو الإشكالية أن المواطن الأردني لم يشعر بتلك العوائد بشكل يمسّ شؤون حياته.

وشهدت حوالات الأردنيين العاملين في قطر زيادة لهذا العام بنسبة 5%، مرتفعة من 190 إلى 200 مليون دينار (267 – 282 مليون دولار)، خلال النصف الأول من العام الحالي.

وارتفعت أعداد العاملين في قطر 10 آلاف أردني خلال السنوات الثلاث الماضية، مسجّلة 70 ألف أردني، والعدد مرشّح للزيادة نظرًا لاستقطاب الكفاءات الأردنية.

المصدر : الجزيرة