تخمة المعروض ومتاعب لأوبك.. هل يتكرر سيناريو انهيار النفط؟

A 3D printed oil pump jack is seen in front of displayed Opec logo in this illustration picture, April 14, 2020. REUTERS/Dado Ruvic/Illustration
أوبك كانت تعول على تعاف أسرع للطلب عقب جولة من تخفيضات الإنتاج العالمي غير المسبوقة (رويترز)

يدفع تنامي معروض نفط منظمة أوبك (OPEC) والولايات المتحدة، بالتوازي مع تعثر تعافي الاقتصاد والطلب على الخام؛ سوق العقود الآجلة للعودة إلى هيكل ينبئ بفائض في المعروض، كما وقع إبان الانهيار النفطي في أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، في خضم جائحة فيروس كورونا.

هذا التطور مبعث قلق لمنظمة أوبك، التي كانت تعول على تعاف أسرع للطلب عقب جولة من تخفيضات الإنتاج العالمي غير المسبوقة، وفق ما ذكره تقرير لرويترز.

وسيكون على المنظمة إما أن تدرس مزيدا من تخفيضات الإنتاج أو التعايش مع أسعار نفط أقل لفترة أطول.

لكن هيكل فائض السوق -عندما تكون الأسعار الفورية أضعف من الأسعار الآجلة- يمكن أن يعود بالنفع على التجار، إذ يمكنهم تخزين الخام على أمل إعادة بيعه لاحقا بربح.

وأعلنت كل من رويال داتش شل (Royal Dutch Shell) وتوتال (TOTAL) وإيني (ENI) وإكوينور النرويجية (Equinor) أرباحا مجزية من تجارة الخام على مدى الأسبوع الأخير.

وشهد الأسبوع المنقضي تداول خام برنت تسليم سبتمبر/أيلول المقبل بخصم دولارين للبرميل مقارنة بعقد مارس/آذار 2021، وهو أقوى خصم منذ مايو/أيار الماضي، عندما قلصت إجراءات الإغلاق الشامل لمكافحة تفشي الفيروس الطلب العالمي على النفط بمقدار الثلث.

نتائج عكسية

وقال مدير أبحاث سوق النفط في ريستاد إنرجي (Rystad Energy ) بيورنار تونهاوغن إن "تجربة أوبك المتمثلة في زيادة الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب المقبل قد تعود بنتائج عكسية؛ إذ إننا لم نخرج بعد من أزمة الطلب على النفط".

وأضاف "سترتد السوق إلى تخمة معروض محدودة، ولن تعود إلى العجز حتى ديسمبر/كانون الأول 2020".

Oil pump jacks work at sunset near Midland, Texas, U.S., August 21, 2019. Picture taken August 21, 2019. REUTERS/Jessica Lutz
صادرات الخام الأميركي زادت إلى 3.2 ملايين برميل يوميا الأسبوع الماضي (رويترز)

وقال هوي لي، الاقتصادي في بنك أو سي بي سي (OCBC Bank) السنغافوري إن السوق غير مقتنعة بأن الطلب يتعافى؛ ولذا اتجهت إلى الشراء لآجال أبعد بعلاوة سعرية متزايدة.

وتؤجج معدلات الإصابة والوفيات القياسية بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وغيرها المخاوف من أن موجة جديدة من تفشي الفيروس قد تعصف أكثر بالطلب.

ويعمد العديد من صناديق المؤشرات إلى توزيع مراكزها الدائنة بمزيد من التساوي على طول المنحنى، بعدما كان قد حل أجل عقد أقرب استحقاق للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط والأسعار دون الصفر في أبريل /نيسان الماضي، وهو ما كبّد بعض مديري الأصول خسائر.

 الطلب الصيني

وعزا عدة متعاملين تتركز أعمالهم في الصين الضعف الذي حل بطلب المشتري الصيني الكبير إلى تقلص الهوامش وفترات الانتظار الطويلة بالموانئ المزدحمة وفيضانات شديدة وحصص محدودة لاستيراد الخام.

وقال سكوت شيلتون من يونايتد آيكاب (United ICAP) إن "السوق تستشعر بلا ريب أثر انتهاء الشراء الصيني بعد مشتريات هائلة على مدى الأشهر القليلة الماضية".

من جهته، قال وارن باترسون من آي إن جي (ING) إن "المنتجين الأميركيين يعيدون تشغيل آبار أغلقوها من قبل. وفي ضوء الطلب المخيب للآمال، يثير هذا إمكانية عودة السوق إلى بناء المخزونات".

وزادت صادرات الخام الأميركية إلى 3.2 ملايين برميل يوميا الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوياتها منذ منتصف مايو/أيار الماضي.

وكان معظم تقليص الإنتاج الأميركي خلال الربيع من آبار للنفط الصخري سُدت لكن لم تُغلق إغلاقا تاما.

المصدر : رويترز