لن يقرأ أفكارك.. لماذا ينبغي طلب الاهتمام من زوجكِ بدلا من انتظاره؟
تنسحب النساء أحيانا في صمت من علاقاتهن الزوجية، فتتفادى الزوجة الحديث عن مشاعرها واحتياجاتها، وتعتقد أن في صمتها إشارة لزوجها إلى حاجتها العاطفية، لأن "الاهتمام لا يُطلب" كما يُشاع، لكن عدم شعور الزوج بما تمر به زوجته، يعمق مشاعرها اليائسة، ويقوي دافعها لعدم التعبير عن احتياجاتها.
لذلك، إذا كنتِ من المؤمنات بمقولة "الاهتمام لا يُطلب"، فربما تغير النقاط التالية وجهة نظركِ.
زوجكِ لن يقرأ أفكارك
يعجز الأزواج عادة عن تحديد مشاعر زوجاتهم، ما قد يؤخر الدعم الذي تحتاجه المرأة ليوم أو يومين، إلى أن يلاحظ احتياجها. باحثون في قسم علم نفس الأسرة في جامعة ميثوديست الجنوبية في دالاس الأميركية، وجدوا في دراسة أجريت في العام 2018، أن الزوج قد يعرف أن زوجته غاضبة أو سعيدة، لكنه لن يفهم إذا ما كانت حزينة، أو محبطة، أو خائفة، إلا إذا عبّرت عن شعورها بوضوح.
وتوصل الباحثون لهذه النتيجة بعدما طلبوا من 51 زوجا من الجنسين، تدوين مذكراتهم اليومية عن مزاجهم، لمدة 7 أيام متتالية، ثم قارن الباحثون بين انطباعات الزوج والزوجة عن مزاج الآخر.
نوّه الباحثون إلى أن العجز عن تمييز مشاعر الزوج أو الزوجة ليست مشكلة تستدعي حلا، ومع ذلك، نصحوا الأزواج بالتوقف عن افتراض أنهم يعرفون مشاعر زوجاتهم، والتصرف وفق ذلك الافتراض، كما حذروا الزوجة من افتراض أن زوجها قادر على قراءة أفكارها.
كما اعتبر باحثو الجامعة الأميركية التواصل الإيجابي وسيلة مثالية لدعم التعاطف بين الزوجين، ونصحت لورين إم باب -مؤلفة الدراسة وأستاذة علم نفس العلاقات في جامعة ويسكونسن ماديسون الأميركية- الزوجات بالتعبير عن مشاعرهن الحزينة، إذا شعرن بحاجتهن لاهتمام إضافي.
وأشارت إلى أن السؤال عن مشاعر الزوج أو الزوجة، والتحقق من صحة الإجابة، جزء من الأساليب العلاجية لدى استشاري العلاقات الزوجية.
وفي تقرير الدراسة المنشورة في مجلة "العمليات الأسرية"، أشار الباحثون إلى نتائج أبحاث سابقة، ناقشت ما عرّفوه بـ "التحيز الإدراكي"، وهو افتراض الزوج أو الزوجة أن الآخر يشاركهم المشاعر والأفكار نفسها، وبالتالي، يعتمدون على مشاعرهم الخاصة، للحكم على شعوره.
تفادي خسائر عاطفية ومناعية
وفي دراسة أخرى، اختبر باحثون في معهد أبحاث الطب السلوكي التابع لكلية الطب في جامعة ولاية أوهايو الأميركية، 42 زوجا من الجنسين، أتمت علاقتهم 12 عاما. وجمع الباحثون شقين من البيانات، الأول حيوي والآخر نفسي؛ فتابعوا مستوى البروتين المسبب للالتهابات في دم المشاركين، في حين أكمل المشاركون استبيانات، بغرض تقييم أنماط تواصلهم مع أزواجهم.
وتم تسجيل البيانات في زيارتين منفصلتين لكل زوج، دارت الأولى حول الدعم، والأوقات السعيدة بين الزوجين، لكن الثانية كانت حول موضوع شائك في علاقتهما، مثل ميزانية المنزل، أو العمل، أو الأصهار.
وقيّم الباحثون أنماط الاتصال بين الأزواج في كلتا الزيارتين، واعتبروا عبارات الدعم والتعاطف دليلا على نمط تواصل إيجابي، في حين تضمن نمط التواصل السلبي أشكالا، مثل: تجنب أحد أو كلا الزوجين للحوار مع الآخر، أو تجاهل مطالبه، أو الانسحاب من المناقشة.
ولم يتسبب تجنب النقاشات الصعبة، أو الانسحاب منها، في شعور الأزواج بالضيق واليأس فحسب، بل أيضا عانوا من مشكلات مناعية وزادت نسب التهاب الدم، وحذر الباحثون من إمكانية تدهور الصحة العامة، خاصة إذا كان الزوج أو الزوجة مصابين بخلل في الجهاز المناعي، أو الغدد الصماء.
وأعادت نتيجة الدراسة النظر في بيانات من دراسة أخرى أجرتها جامعة ولاية أوهايو في العام 2005، أكد فيها الباحثون أن الضغط النفسي الذي يشعر به الأزواج، خلال مناقشة قصيرة، يمكن أن يعطل الجهاز المناعي، ويبطئ من قدرة أجسامهم على التعافي من الجروح الجسدية لمدة يوم واحد على الأقل، لكن أضاف الباحثون أن أجساد النساء المشتركات عانت من أعراض التهاب الدم، وتعطل وظائفها المناعية، لوقت أطول.
كيف تطلبين الاهتمام؟
ينبغي عليكِ التخلص من توقعاتك السلبية عن زوجكِ؛ إذ حذرت جانيس غلاسر، مديرة معهد ولاية أوهايو لأبحاث الطب السلوكي، من التوقعات السلبية، لأننا إذا اعتقدنا أن علاقتنا الزوجية سيئة، سنعتبر سلوك شريكنا السلبي دليلا على صحة توقعنا، بينما إذا اعتقدنا أن علاقتنا جيدة، فسنعتبر سلوكه السلبي علامة على مروره بمحنة.
وتوقعت غلاسر أن تغيير توقعاتنا كتغيير قطار مسرع لمساره، لكن لدى الزوجين كثير من الخيارات، مثل تعلم مهارات التواصل، أو متابعة العلاج مع استشاري علاقات زوجية.
وقد يكون لتوقعاتكِ السلبية أثر على نقاشاتك مع زوجك، فتفضلين الانسحاب أو تفادي الحوار، لظنكِ أنه لا أمل من النقاش، لكن ينبغي عليك التعبير عن ضيقك وجرح مشاعرك، أو طلب بعض الوقت، ثم العودة لاستكمال النقاش.
كما جاء في تقرير على موقع "ميديكال نيوز توداي" (Medical News Today)، أن الإفصاح عن مشاعرنا لمن نحبهم أمر مهم؛ فلا ينبغي علينا توقع أن يلاحظوا صراعاتنا العاطفية، بل علينا الحديث عنها إذا ما أردنا ذلك، لأن الاهتمام والتواصل مسؤولية مشتركة.
وقد يصعب عليكِ أحيانا طلب المساعدة والدعم من زوجكِ، خاصة إذا كنت تحملين ذكرى سيئة تخلى عنك فيها، لكن قد يساعدكِ تذكر مرات كان فيها عونا لك.
إذا لاحظت أنك تعتمدين على زوجك للشعور بالسعادة والرضا عن نفسك، أو تضحين من أجل سعادته، وتسعدين عند التضحية في سبيل ذلك؛ فينصحك الخبراء بالتعبير عن احتياجاتك ورغباتك الشخصية، وإيلاء اهتمام كاف لنفسك.