9 طرق علمية لتعليم طفلك تهدئة نفسه عندما لا تكون بجواره؟

الخيال والإبداع جزآن مهمان من التهدئة الذاتية، بما لهما من تأثير قوي على الصحة العاطفية للطفل (بيكسابي)

كل البشر يحتاجون إلى تهدئة أنفسهم في أوقات الخوف أو القلق أو الارتباك، "لمواجهة ما يسببه الاضطراب العاطفي من زيادة في معدل ضربات القلب، وتوتر العضلات، وتسارع التنفس، وعدم القدرة على التركيز"، وغيرها من الأعراض التي "تُسهم التهدئة الذاتية في التغلب عليها، وإعادة الهدوء للجسم والجهاز العصبي"، كما تقول الكاتبة المتخصصة في الصحة العقلية والأبوة والأمومة، آنا لي باير.

ولأن التعرض للمشاعر الشديدة والصعبة، أصبح من طبيعة حياة الإنسان في هذا العالم، بغض النظر عن عمره؛ تُشدد الكاتبة الصحفية، روبن رافين، في كتابها "التهدئة الذاتية" الصادر مطلع هذا العام، على "أهمية مهارات التهدئة الذاتية لجميع الأعمار، للمساعدة في تحقيق الشعور بالراحة".

ورغم أنه، قد يكون من السهل تهدئة الأطفال وإسكات بكائهم، ما دمنا بجوارهم ونستطيع أن نشغلهم بلعبة أو قطعة حلوى، أو نكتفي باحتضانهم؛ باعتبار أن عناق الوالدين لا يزال أفضل الطرق لتهدئة مشاعر الأطفال في أوقات الضيق العاطفي. ولكن، ماذا لو لم يكن الأبوان بالقرب من الطفل في هذا الوقت؟

هنا يوصي الخبراء بالبدء في "تعليم الأطفال الصغار فن التهدئة الذاتية، لإكسابهم المهارات اللازمة لمساعدتهم على تنظيم عواطفهم؛ في مراحل النضج".

الأطفال لا يستطيعون تطوير مهارات التهدئة الذاتية للتعامل مع المواقف الصعبة بأنفسهم ما لم يتلقوا الدعم اللازم (بيكسلز)

التهدئة الذاتية ضرورية للأطفال

تقول الكاتبة باميلا لي، صاحبة العديد من الكتب في مجال الأبوة والأمومة "إن التهدئة الذاتية ضرورية للأطفال، ليس فقط للنوم في منتصف الليل أو تهدئة أنفسهم في نوبات الغضب، ولكن أيضا لتطوير مهارات التأقلم الفعالة التي تكون مفيدة طوال حياتهم".

فعلى الرغم من أن الأطفال قد ينخرطون في بعض السلوكيات المهدئة للذات، مثل مص الإبهام عندما يكونون منزعجين؛ فإنهم لا يستطيعون تطوير مهارات التهدئة الذاتية، للتعامل مع المواقف الصعبة بأنفسهم، ما لم يتلقوا الدعم اللازم.

والتهدئة الذاتية بشكل عام، هي إستراتيجية تأقلم مؤقتة قصيرة المدى، للتغلب على المشاعر السلبية والمواقف الصعبة؛ بالانخراط في أنشطة ممتعة ومريحة ومهدئة، تُركز على الحواس الخمس لتخفيف التوتر، وإبعاد الأفكار والمشاعر والدوافع غير المرغوب فيها، عن طريق تقنيات عملية، يمكن ممارستها فرديا، أو بدعم من متخصص.

وتشتمل على فوائد من بينها تقليل أعراض القلق، وإبطاء الحوافز الاندفاعية، وزيادة القدرة على تحمل الضيق والانزعاج، وإعادة تركيز الاهتمام على اللحظة الحالية؛ وكلها تأثيرات تمنع الشخص من اتخاذ إجراءات تجعل وضعه أسوأ. ومن الأفضل تفعيل سلوكياتها من سن 8 إلى 9 أشهر، وفقا لموقع "هيلث لاين" (Healthline).

وهذه 9 من تقنيات التهدئة، التي توصي روبن رافين، بمشاركتها مع الطفل، لمعرفة ما يناسبه منها.

  • إبطاء الإيقاع

فليس من المفيد للطفل أن يبدو مسرعا، يتسابق قلبه وعقله طوال الوقت، والأفضل "أن يفعل كل شيء ببطء قدر الإمكان؛ لمساعدته على إعادة تهدئة جسمه، وتوجيه تركيزه"، بحسب رافين، التي توضح أن إبطاء إيقاع الطفل، "يمكن أن يُلهمه الفرح، من خلال منحه الفرصة لاستخدام خياله، بالتزامن مع تهدئة نفسه".

  • صُنع وجوه مضحكة

لأن أي طفل ينبهر من رؤية وجهه في المرآة، ولأن "الضحك ترياق طبيعي للتذمر"، كما تقول رافين؛ فلم لا نتركه يتحدى نفسه، ويصنع صورا مضحكة أو عابسة أمام المرآة؟

التهدئة الذاتية بشكل عام، هي إستراتيجية تأقلم مؤقتة قصيرة المدى، للتغلب على المشاعر السلبية (بيكسابي)
  • تخصيص صوت لكل عاطفة

فقد يكون التعبير عن العواطف أمرا صعبا، لكن محاولة تمييزها، قد يزيد من قدرة الطفل على التعبير عما لا يستطيع قوله بالكلمات، ويطمئنه أن كل شعور صعب ليس كارثة، وذلك من خلال مساعدة الطفل على تحديد صوت خاص، يرتبط بكل عاطفة من العواطف الأساسية، كالفرح والحب والخوف والغضب والمفاجأة والحزن، وفقا لرافين. كأن يستخدم الأصوات المعبرة عن السعادة، كالصفير -على سبيل المثال- للحصول على مشاعر أكثر هدوءا.

  • تدوير المشاعر الإيجابية

فالأفضل أن نطلب من الطفل وصف ما يشعر به من سعادة وطمأنينة، ونترك له الفرصة لإنشاء مساحة آمنة في خياله؛ ليتذكرها ويستفيد منها في تهدئة نفسه عندما يشعر بالضيق.

لذلك، تنصح رافين بتعليم الطفل التهدئة الذاتية وهو في حالة هدوء، "ليكون مسترخيا وسعيدا وأكثر قدرة على اكتساب المهارات؛ التي تساعده على استدعاء هذه المشاعر الإيجابية عندما ينزعج، حتى لو لم تكن الأم قريبة منه".

  • الإمساك بالقلب أثناء التوتر

فجعل الطفل يضع يده على صدره، قد يُشعره بالراحة؛ بحسب دراسة أجريت عام 2021، أشار فيها الباحثون إلى أن "وضع اليد على القلب، يقلل من التوتر، تماما مثل تلقي عناق من شخص آخر"؛ وهو ما تؤيده رافين قائلة "أعتقد أن ذلك سيكون مفيدا مع الآباء الذين يرغبون في تعليم أطفالهم".

  •  لمس أصابع القدمين

حيث يمكن لتمدد الطفل أن يساعد عضلاته على الاسترخاء، عندما يجرب لمس أصابع القدم جالسا أو راكعا؛ وتقترح رافين لمس الطفل لأصابع قدمه باليد المعاكسة لها، بالتناوب مثل طاحونة الهواء؛ قائلة إنه "من السهل على الأطفال القيام بالحركات الجسدية البسيطة، لتشتيت الانتباه والتهدئة".

  • وصف الملمس

وصف إحساس اللمس، "قد يهدئ الطفل، ويعيد التناغم بين عقله وجسمه"؛ كما تقول رافين، موصية بالبدء بتعليمه وصف شعوره بملمس الملابس أو الطاولة أو الأرضية أو الدُمى المحشوة؛ قبل الانتقال إلى الحواس الأخرى، وسؤاله عما يراه ويسمعه ويشمه ويتذوقه.

وصف إحساس اللمس، قد يهدئ الطفل، ويعيد التناغم بين عقله وجسمه (بيكسلز)
  • التركيز على الإبداع

ذكرت رافين، أن بعض الأفكار المهدئة للذات التي وردت في كتابها، مستوحاة من مساعدة الفنون في تهدئتها عندما كانت طفلة؛ معتبرة أن "الخيال والإبداع، ركنان مهمان في التهدئة الذاتية".

وحذرت من الاستهانة بدور الفنون، وقالت "إن الخيال والإبداع جزآن مهمان من التهدئة الذاتية، بما لهما من تأثير قوي على الصحة العاطفية للطفل".

  • الاحتفال بالفوز

فتشجيع الطفل على التأرجح وتحريك جسمه على إيقاع "موسيقى النصر"، احتفالا بنجاحه في أمر ما؛ "يمكن أن يؤدي إلى تهدئة جهازه العصبي، ويصرف انتباهه بعيدا عما يزعجه؛ ويجعله أكثر تركيزا على الفوز الذي حققه"، كما تقول رافين.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان