لماذا يجب عليك التحدث مع طفلك عن إعاقته؟
عمّان- في بعض الأحيان يتجنب أولياء الأمور الحديث عن إعاقة الطفل، إنهم يخشون أن يؤدي طرح الموضوع إلى جعل طفلهم يشعر بالسوء، أو يجعله يعتقد أنه لا يستطيع النجاح.
لكن تجاهل الموضوع يؤدي إلى ضرر كبير للأطفال من ذوي الهمم، فقد لا يفهم الطفل الذي لم يتم إخباره أنه مصاب بالتوحد سبب معاناته في العلاقات مع أقرانه، وقد يضع افتراضات غير صحيحة عن نفسه ويعتقد أنه غير محبوب.
تقول المتخصصة النفسية الدكتورة سلام عاشور إن الإعاقة تعد جزءا من الحياة، وهناك العديد من أنواع الإعاقات المختلفة التي يمكن أن تؤثر على الأطفال، كما يمكن أن يكون من الصعب على الأطفال فهم وإدراك إعاقتهم، مما قد يؤدي إلى مخاوف ومشاعر سلبية.
وتضيف عاشور في حديث للجزيرة نت أنه "من المهم أن يتحدث الآباء والأمهات مع أطفالهم عن إعاقتهم حتى يتمكنوا من فهمها بشكل أفضل ويطوروا ثقتهم بنفسهم".
وتتضح أهمية الحديث والحوار مع الأبناء في المساعدة على فهم طبيعة الإعاقة وكيفية التعامل معها، مما يسهم في تقليل الخوف والارتباك، ويعمل على بناء الثقة بالنفس، علاوة على بناء علاقات صحية مع الآخرين، وفق الدكتورة عاشور.
وتتابع عاشور أن "التحدث عن الإعاقة يمكن أن يساعد الأطفال على التكيف مع التحديات التي تواجههم، ويمكن أن يساعدهم ذلك على تطوير إستراتيجيات للتعامل مع الصعوبات، كما أن الآخرين عندما يتعرفون إلى إعاقة الطفل يمكنهم أن يكونوا أكثر تفهما ودعما".
آثار سلبية لتجاهل المحادثة
قد يؤدي تجاهل التحدث مع الطفل عن إعاقته إلى آثار سلبية عليه تجملها عاشور بما يلي:
- تكوين افتراضات غير صحيحة عن نفسه: إذا لم يكن الطفل قادرا على التحدث عن إعاقته فقد يطور افتراضات غير صحيحة عنها، فعلى سبيل المثال قد يعتقد أن الإعاقة تعني أنه أقل قيمة أو أقل قدرة من الآخرين.
- مشاعر منعزلة أو غريبة: إذا لم يكن الطفل قادرا على التحدث عن إعاقته فقد يشعر أنه منعزل أو غريب عن الآخرين، وقد يشعر بأنه لا يستطيع أن يفهم العالم من حوله أو أنه لا يستطيع أن يكون جزءا منه.
- سلوكيات غير صحية: إذا لم يكن الطفل قادرا على التحدث عن إعاقته فقد يطور سلوكيات غير صحية للتعامل مع المشاعر الصعبة التي قد تنتج عنها، فعلى سبيل المثال قد يلجأ إلى العنف أو الإدمان.
- طلب المساعدة من المتخصصين: إذا فشل الحديث مع الطفل عن الإعاقة فقد يكون من المفيد طلب المساعدة من المتخصصين، ويمكن للمعالج أو الاختصاصي الاجتماعي المساعدة في تثقيف الطفل عن الإعاقة وكيفية التعامل معها، ويمكنه أيضا تقديم الدعم للوالدين أو مقدمي الرعاية الآخرين.
تعزيز القدرات
بدوره، يقول المستشار التربوي الدكتور عايش النوايسة "يعد التعامل الإيجابي مع الأطفال ذوي الإعاقة هو مفتاح النجاح في الحياة لهم، لذا تعد عمليات تواصل الأهل الإيجابي معهم على درجة كبيرة من الأهمية".
ويوضح الدكتور النوايسة في حديث للجزيرة نت أنه عادة ما يكون هناك لكل نوع من الإعاقة أسلوب للتعامل، وعلى الأهل معرفته بشكل تفصيلي وتطبيقي حتى ينجحوا في تجنيب الطفل المعاق الضرر النفسي، وبالتالي إدخاله في حالة اكتئاب قد تسبب له ضررا كبيرا.
ويذكر أن أغلب مشاكل الأطفال ذوي الإعاقة ناتجة عن فشل في عملية التواصل السليم والفعال.
والأصل في عملية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة هو تأهيلهم من خلال أنشطة وبرامج منسقة ومنظمة ومتواصلة وبمشاركة فاعلة من الأهل بهدف تدريبهم أو إعادة تدريبهم، لمساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم الجسمية أو العقلية أو النفسية أو الاجتماعية والتعليمية، وفق النوايسة.
نصائح مهمة عند تدريب الأطفال ذوي الإعاقة
ووفق النوايسة، يساعد التدريب الأطفال ذوي الإعاقة على ممارسة حياتهم اليومية باستقلالية وطمأنينة، وفي جانب التعليم -يؤكد النوايسة- على أهمية الممارسة التعليمية التي تراعي قدرات ودرجة الإعاقات الجسمية والعقلية، مع تزويد هؤلاء الأطفال بالمهارات الأكاديمية اللازمة التي تفيدهم في حياتهم العملية، كإجادة القراءة والكتابة والحساب أو نشاطات الحياة اليومية.
ويؤكد النوايسة على ما يلي عند تدريبهم:
- يجب عدم التقليل من القدرات العقلية للأفراد ذوي الإعاقة عند التعامل معهم، خاصة عند ممارسة عمليات التعلم.
- مراعاة القدرات المطلوبة من الأفراد ذوي الإعاقة، ومن الضروري أن تنسجم مع طبيعة الإعاقة.
- أن تتاح لهم أنشطة تخرجهم من محيط الخوف إلى محيط التفاعل الإيجابي.
كيف تتحدث مع طفلك عن إعاقته؟
اشتمل تقرير بعنوان "كيف تتحدث مع طفلك عن إعاقته؟" نشره موقع "فري ويل مايند" على بعض النصائح المهمة، ومنها:
- كن واقعيا في محادثاتك: اعرض معلومات عن إعاقة طفلك بطريقة واقعية، وتحدث عن السبب العلمي وراء الإعاقة وابتعد عن المحاضرات الطويلة.
- شجع طفلك على طرح الأسئلة: بيّن لطفلك أنك سعيد بالإجابة عن الأسئلة في أي وقت، وتأكد من أنه يعرف أنه يمكنه طرح أسئلة على الآخرين أيضا.
- ساعد طفلك على تحديد ما سيقوله للآخرين: قد يطرح أطفال آخرون في المدرسة على طفلك أسئلة عن إعاقته، وعلى الرغم من أن طفلك غير مطالب بأي تفسيرات فإن مساعدته على تطوير نص للرد على الأسئلة يمكن أن تساعده على الشعور براحة أكبر إذا اختار الرد.
- ركز على نقاط القوة لدى طفلك: استثمر الكثير من الوقت في الحديث عن نقاط القوة لدى طفلك، أخبره أنه جيد في الرياضيات أو أنه فنان موهوب أو أي موهبة أو مهارة أخرى يمتلكها أو يمكنه تطويرها.