شخشوخة وبركوكس وزفيطي.. الجزائريات يقاومن صقيع الشتاء بأطباق شهية ومفيدة
الجزائر- "يا ويلكم من جامبر"، هكذا تحذر مسنّة جزائرية أبناءها من الفترة التي تبدأ -وفق الموروث الشعبي- في 25 ديسمبر/كانون الأول وتمتد 40 يوما، وتحرص العائلات مع اشتداد البرد فيها على إعداد طبخات خاصة لمقاومة الصقيع.
تخرج العائلات ألبستها الشتوية الثقيلة وتعد أطعمة ترفع درجة حرارة الجسم، ولعل أبرزها طبق "الشخشوخة" الحار، وهو عبارة عن رقائق العجين المسقية بمرق متبل بالثوم والبصل والطماطم المجففة والمصبرة (معجون الطماطم).
ويُضاف إلى مرق الشخشوخة التقليدي الفلفل الحار الأحمر المجفف والأخضر والمشمش المجفف، إلى جانب تشكيلة من التوابل التي تجعل منه ملك الأطباق الشتوية في مختلف مناطق الجزائر.
كما يتربّع طبق "العيش" -أو كما يسمّيه البعض "المردود" أو "البركوكس"- على المائدة الجزائرية في فصل الشتاء، وهو عبارة عن حساء يقدّم ساخنا ويتميّز بمذاقه الحار، وتعدّه ربات البيوت مقاوما للبرد ونزلاته، بسبب احتوائه على مجموعة من الحبوب الجافة.
ويتكوّن طبق "المردود" من حبيبات العجين، وتعدها النساء في البيت وتجففها لتصبح جاهزة للطهو، وتوضع في المرق مع الفول المجفف والحمص والقليل من البازلاء، إلى جانب الطماطم والثوم والكزبرة. ويشبّه الجزائريون هذا الطبق بالمضادات الحيوية.
ينافس الرجل المرأة في إعداد أكلة "الزفيطي" التقليدية، التي ترتبط بفصل الشتاء والأيام الباردة، وهو عبارة عن مزج لفطيرة مالحة تحضّر بعجن الدقيق مع الماء والملح من دون خميرة، وطهوها ليتم مزجها داخل ما يُعرف "بالمهراس".
و"المهراس" عبارة عن إناء خشبي خاص، لا يمكن تحضير "الزفيطي" في غيره، حيث توضع مكونات هذا الطبق داخل "المهراس"، ويتشارك أفراد العائلة في مزج مكوّناته، من فلفل حار وطماطم وكزبرة وثوم، من دون توابل.
حساء الشتاء
ومن أبرز الأكلات الساخنة المرتبطة بالبرد في الجزائر، حساء "المقطعة"، وهو عبارة عن خيوط العجين التي تشبه "السباغيتي" (المعكرونة)، ولكنّها أكثر سماكة، وتعدّها النسوة في البيت لتضاف إلى المرق المتبّل بالفلفل الحار المجفف والزنجبيل المعروف برفعه درجة حرارة الجسم إلى جانب الكركم والفلفل الحار والطماطم.
كما يتشارك الجزائريون في إعداد حساء العدس والفاصولياء بأرجل الخروف أو البقر، أو ما يعرف بـ"لوبيا بالكرعين"، وهو طبق يرتبط بفصل الشتاء عند سكان العاصمة تحديدا، إلى جانب طبق "الببّوش" في غرب البلاد، حيث يطبخ الحلزون في المرق.
وتنصح الجدات في اللقاءات العائلية أحفادهن بتوخي الحذر من فترة "الجامبر" حيثُ يُمنع "أكل البارد" خلاله، ويوصينَ باللبس الثقيل، ويُحذّرن من ترك أي إناء من دون غطاء، فيربطن فترة "الجامبر" بنزول الأوبئة، إذ يُقال إن "المرض جاء برّا"، كناية عن قدوم الوباء "بمكر".