"النساء في مناطق النزاع".. مبادرة قطرية لتمكين المرأة في أماكن الصراع
المبادرة تأتي في إطار دور قطر الداعم لتمكين النساء والفتيات في المجتمعات المتأثرة بالصراعات والحروب والفقر، وتحفيزهن على إحداث تغيير إيجابي في مواجهة الأزمات.

بهدف دعم وتمكين النساء والفتيات في المناطق التي تشهد نزاعات وحروبا حول العالم، أطلق صندوق قطر للتنمية مبادرة "النساء في مناطق النزاع"، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
المبادرة التي يقودها صندوق قطر للتنمية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تأتي في إطار دور قطر الداعم لتمكين النساء والفتيات في المجتمعات المتأثرة بالصراعات والحروب والفقر، وتحفيزهن على إحداث تغيير إيجابي في مواجهة الأزمات.
وتعكس مبادرة "النساء في مناطق النزاع" التزام دولة قطر بتعزيز جهود حماية المرأة أثناء الصراعات، وضمان مشاركتها الحيوية في بناء الاستقرار وحفظ السلام كما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، وهو القرار التاريخي لأجندة المرأة والسلام والأمن، وقرارات مجلس الأمن اللاحقة.
وتأتي هذه المبادرة في سياق سلسلة من المشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها قطر ممثلة في صندوق قطر للتنمية ومؤسسات وطنية أخرى في مناطق النزاعات حول العالم، بما في ذلك مبادرة "علّم طفلاً"، التي تتيح إمكانية الوصول إلى التعليم الجيد للمجتمعات المهمشة في 42 دولة.

معاناة مستمرة
وخلال حفل خاص أقيم في نيويورك لإطلاق المبادرة، قالت لولوة الخاطر مساعدة وزير الخارجية القطري "إننا بالفعل نعيش في عالم تستمر فيه النساء في التعرض لمستوى عال من العنف والفقر والإقصاء على وجه الخصوص لاسيما في ظروف النزاعات والسياقات الهشة"، مشددة على أن مبادرة "النساء في مناطق النزاع" ستشكل منصة لتسليط الضوء على القضايا الرئيسية مثل التهميش والفقر والنتائج الحتمية للنزاعات المسلحة.
ولفتت الخاطر إلى أن الهدف من إطلاق دولة قطر لهذه المبادرة هو القضاء على الآثار السلبية التي تنشأ نتيجة الأزمات مثل التعليم والرعاية الصحية والمهارات الأساسية.
كما سلطت مساعدة وزير الخارجية القطري الضوء على المعاناة التي تعيشها النساء حول العالم نتيجة الصراعات والحروب، بالإضافة إلى كيفية تأثر النساء بشكل غير متناسب بالنزاع والعنف، مما يدفعهن إلى المزيد من الضعف والفقر.
وأضافت الخاطر أنه غالبا ما تترك النساء في البيئات الهشة أو التي تشهد صراعات وراء الركب ويتم تهميشها، مشيرة إلى أنه خلال الفترة ما بين عامي 1990 و2017 كانت معظم جهود الوساطة لا تشارك فيها أي امرأة، على الرغم من حقيقة أنهن الأكثر تضررا.
وكشفت مساعدة وزير الخارجية القطري أن إحدى شراكات المبادرة بين صندوق قطر للتنمية وصندوق المواطن الرقمي الأفغاني تهدف إلى تدريب 90 فتاة داخل أفغانستان للعمل في القطاع الصحي.

نهج قطري لمساعدة النساء
من جهتها أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة القطرية مريم بنت علي بن ناصر المسند أن بلادها مستمرة في حماية ورعاية ضحايا النزاعات والحروب بغض النظر عن عرقهم وديانتهم وجنسياتهم.
وقالت المسند -في كلمة خلال الحفل- إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أرسى نهج قطر في المساواة ورؤية شاملة لدور المرأة، لذلك نسعى لمساعدة النساء والفتيات في مناطق النزاع اللاتي يعتبرن الضحايا الأكثر ضعفا.
أما مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر فقد أعرب عن شكره لدولة قطر على إطلاق هذه المبادرة التي تسعى لدعم النساء المتضررات من الحروب والنزاعات حول العالم، والاستجابة لاحتياجات المرأة في حالات الأزمات.
وأكد شتاينر خلال الحفل أن النساء اللواتي يمثلن نصف السكان المتضررين لا يجلسن حتى على الطاولة عند تصميم البرامج، ولا يوجدن على طاولة المفاوضات عند إجراء مفاوضات السلام، ومن المؤكد أنهن غالبا لا يشاركن عندما يتم تنفيذ هذه البرامج.
وشدد المسؤول الأممي على أن مبادرة "النساء في مناطق النزاع" تسعى إلى تمكين المرأة في مناطق الصراع من خلال المساعدات الإنسانية والمساعدة الإنمائية.

تغيير إيجابي
بدوره، قال المدير العام لصندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري إن جوهر رسالتنا يقوم على حق كل شخص أينما كان، حتى في مناطق النزاع، في عيش حياة كريمة بما في ذلك المساواة في الوصول إلى الحريات الأساسية للإنسان مثل التعليم والصحة والفرص الاقتصادية.
وأضاف الكواري في كلمة خلال حفل إطلاق مبادرة "النساء في مناطق النزاع"، أطلقنا المبادرة لمواجهة العنف القائم على التفرقة الاجتماعية والتحرش الجنسي وضمان الحقوق الأساسية للنساء والفتيات في مناطق النزاعات بما في ذلك الحق في التعليم والعمل.
ويؤكد المدير العام لصندوق قطر للتنمية أن هذه المبادرة تسعى لتمكين المرأة من إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات المثقلة بالصراعات، وتوفير حماية كبرى لها، وتشجيعها على المشاركة الفاعلة في الدورة الاقتصادية كوسيلة لحمايتها.
وأشار الكواري إلى أن مبادرة صندوق قطر للتنمية تشدد على أن مشاركة المرأة في حل ومنع الصراع ليست خيارا، بل هي مكون أساسي وفاعل في بناء الاستقرار واستدامته، كما تؤكد أنه لا يجب النظر للنساء والفتيات على أنهن ضحايا للصراع، وإنما يتوجب مساعدتهن وتمكينهن وإشراكهن في إحداث أي تحول داخل المجتمع.
وشهدت الجلسة الخاصة بإطلاق مبادرة "النساء في مناطق النزاع" عرض فيلم قصير بشأن المشاريع التي تنفذها دولة قطر لدعم النساء المتضررات في مناطق الصراع، ومساعدتهن على الوصول للخدمات الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى مشاركات لسيدات من فلسطين وأفغانستان قدمن خلالها تجاربهن رغم الصعوبات التي عايشنها نتيجة الصراعات في بلديْهن.
يذكر أن صندوق قطر للتنمية، وبالتعاون مع صندوق المواطن الرقمي، وقع في أبريل/نيسان من العام الماضي على اتفاقية منحة لتمويل تدريب النساء والفتيات بشكل مهني في أفغانستان لتمكينهن من مواكبة سوق العمل.