كاتي وفيفي.. مهرّجتان في سباق للظفر بابتسامة الأطفال في الجزائر
الجزائر- تقف كاتيا أمام المرآة تتجهز لعرضها الذي سيحضره مئات الأطفال مع آبائهم، تمسح بشرتها لتزيل ما تبقى من مكياج، وتبدأ بالرسم على وجهها تفاصيل جديدة لطفلة ستعتلي المسرح لتسعد القلوب.
كاتيا أو كما يلقبها أطفال مدينتها بجاية شرق الجزائر "كاتي كلونيت" (Katty clownette)، واحدة من أشهر النساء الممارسات لمهنة "المهرج" التي اقتصرت لسنوات عديدة على الرجل، لكن النسوة كسرن القاعدة كما في كل المجالات "ليهرجن" أيضا على طريقتهن.
اقرأ أيضا
list of 1 itemالعزيمة
تعدّل كاتيا من طرحة حجابها، تضع فوقها الشعر المستعار المموج باللون الوردي، دون أن تتخلى عن أنف المهرج الكبير الأحمر، تلبس حذاءها الكبير الحجم، تغير من صوتها وهي تخاطب نفسها في المرآة مستمعة لأصوات الأطفال وهم يرددون اسمها.
بدأت قصة المهرجة قبل 5 سنوات، حينما التقت الفنان المسرحي المهرج حسان بوغنجور، الذي شجعها على اقتحام المجال ومرافقته في العروض بعدما اكتشف موهبتها.
تمرّ السنوات ويكبر الثنائي الفني ويصبح الأكثر طلبا في ولاية (محافظة) بجاية ومناطق أخرى بالجزائر، ليكتشف المهرج أن شريكته في المسرح يجب أن تشاركه حياته أيضا.
يروي المهرج حسان يوميات عمله مع زوجته وزميلته كاتيا، ويقول "المرأة المهرجة تفوقت على الرجل في هذا المجال، باعتبار أن الأطفال يميلون للمهرجة المرأة أكثر، كما أن العائلات الجزائرية محافظة وتفضل العنصر النسوي في حفلاتها الخاصة".
وعن الفرق بين المهرجات النساء والرجال، يقول المتحدث "كسرت المهرجة المرأة فوبيا الأطفال، وهذا الأمر مهم جدا في مجالنا، لأننا نواجه بشكل كبير صغارا برهاب أصحاب الأنف الأحمر".
أعداء النون
من جهتها، تروي المهرجة شيماء زهير المعروفة باسم "فيفي كلونيت" (Fifi clownette) تجربتها مع المجال، وتعتقد -هذه الشابة التي تزاول مهنة التهريج منذ 3 سنوات- أنه لا يوجد مجال فني محصور على الرجل.
تقول شيماء في حديثها للجزيرة نت "المرأة خلاقة بطبعها حتى في مجالنا الذي يعتقد الكثيرون أنه سطحي"، وتروي قصص المنافسة "غير الشريفة" -كما تصفها- من قبل زملائها الرجال في المجال، وتقول "حاربوني فقط لأنني امرأة".
تحكي الشابة التي لم تتجاوز العشرين من عمرها عن أشهرها الأولى في فن التهريج، قائلة "في بدايتي شجعني زميل لي على دخول المجال، حتى أنه أعارني لباسه الخاص بالعروض، وبدأت العمل فعلا وفي ظرف قياسي أصبحت أجوب مختلف التظاهرات، ففاجأني بالعداوة وطلب مني استرجاع اللباس".
تقول المهرجة الشابة إن تزايد عروض العمل عليها في مجال التهريج دفع البعض لاستهدافها، لكنها واصلت من أجل حبّ الأطفال وإسعادهم.
تصمم هذه الشابة اليوم لباس العروض بنفسها، وبدل البدلة الواحدة أصبحت تملك بدلات بأشكال وأنواع مختلفة خاطتها من عائدات التهريج، وتقول إنها سعيدة ومكتفية بهذه العائدات القليلة "لأنها نابعة من ابتسامات الأطفال التي أقطفها بعد كل عرض أقدمه".
لا تحلم هذه الشابة اليوم بأكثر من رد الاعتبار للمرأة المهرجة ومنحها مكانة الفنان، لأنها كذلك، وتقول في الختام "المرأة ابتسامة خلقت لتوزع بالتهريج أو بالطب أو بالإعلام أو الهندسة، كلها مجالات تؤنث كما بنيت للمذكر".