أردنية تبدع بتصميم أزياء تحاكي أصناف وألوان الورود بروح عصرية

عمّان- حب الفن وشغف الخوض في تفاصيله، دفع الشابة حنين عودة لتحريك "البوصلة" في مسار حياتها العملية من الهندسة إلى تصميم الأزياء.
المهندسة ومصممة الأزياء حنين قررت التخلي عن عملها في مجال الهندسة الصناعية بإحدى الشركات الخاصة، ودخلت عالم تصميم الأزياء، لتبدع به وتقدم تصاميم تحاكي جمال الورود في الطبيعة، بأصنافها وألوانها المتنوعة، مع حرصها على اتباع أسلوب "غير تقليدي" يناسب ذوق الفتاة العصرية.

طفولة.. تصميم أزياء "باربي"
تقول مصممة الأزياء حنين (31 عاما) "راودني حلم تصميم الأزياء منذ طفولتي؛ فأنا عاشقة للرسم وللأزياء ولكافة المشغولات اليدوية، وكنت أحرص دائما على تصميم ملابس للعبتي (باربي)، فأخيطها بشكل أنيق، بحيث تشابه الموضة السائدة في ذلك الوقت".
وتبين حنين أن حب الفن ظل ساكنا بداخلها، وصولا للمرحلة الجامعية، حين بدأت بتصميم مشغولات يدوية، منها "الدفاتر الخاصة للخريجين"، وقامت بتزيينها بنقوش وإضافات جميلة، لاقت استحسان زميلاتها وزملائها.
اتجهت حنين لإشغال نفسها بمهارة فنية أخرى في صناعة الحلي، واهتمت بتصميم إكسسوارات يتم تشكيلها من قطع الزجاج وورق المجلات القديمة، وذلك بإعادة تدويرها وتحويلها لقلائد وأساور وأقراط غاية في الإتقان والجمال.

التحدي وتطوير الذات
تقول المصممة حنين "ورغم عملي بتصميم الإكسسوارات، فإن عالم تصميم الأزياء يستهويني منذ الصغر؛ وعليه قررت تطوير ذاتي بالالتحاق بدورات خاصة به، إلى جانب انتسابي إلى دورات متخصصة في كيفية التخطيط لإنشاء مشروع بوقت وآلية ما".
وتتابع، بعد تلقي العديد من الدورات، تفرغت لتطوير موهبتي "بالمحاولة والتجربة مرة تلو الأخرى"، حتى تمكنت من تصميم بعض الأزياء التي نالت إعجاب المتابعين عبر الصفحة التي قمت بإنشائها على الفيسبوك والإنستغرام.
وتضيف "شعرت بأنني غير متفرغة بشكل جيد لتصميم الأزياء وفق طموحي، وعليه كان التحدي صعبا بأن أتخلى عن الوظيفة والدخل الثابت في الشركة التي أعمل لها، إلا أنني قمت بذلك"، مبينة أن الحلم والتعلق بهذا المجال كان أكبر وأقوى.
كلمات الإطراء التي تلقتها حنين من المحيطين بها والمتابعين لتصاميمها، شجعتها على الاستمرار والتطوير، وعليه بدأت تصميم مجموعات متعددة من الأزياء العصرية.
"مجموعات" متنوعة
تسعى المصممة حنين إلى إدراج "اسم" لكل مجموعة من تصاميمها، مثل "عمّان"، "كحل"، "زمردة"، "موج البحر" وغيرها.
وتؤكد أنها تتأنى وتفكر جيدا قبل تنفيذ المجموعة، حتى تظهر بشكل مميز وغير تقليدي، فمثلا، عند تصميم مجموعة "عمّان" قامت بسؤال بعض الأفراد "ماذا يميز العاصمة الأردنية عمان؟"، وكانت الإجابات متفاوتة، إلا أن المشترك بينها، هو تلاصق المباني مع بعضها بعضا، وعليه قامت بتصميم يشابه هذا المضمون، وتمت إضافته لكل قطعة في المجموعة، بحسب قولها.
"زمردة 2022".. تصاميم أنثوية
وتشرح حنين أن مجموعة "زمردة 2022" عبارة عن أصناف الورود، فلكل تصميم اسم وردة ما، مثل: الزنبق، النرجس، البيلسان، الرفيف، توليب، جيهان، أوركيدا، وغيرها.
وتقول حنين "الفتيات يشبهن الورود، وعليه قررت عمل هذه التصاميم، فنحن الآن في فصل الصيف، وألوان الورود منعشة تفيض بالطاقة والفرح".
وتحرص حنين على اختيار الأقمشة بعناية فائقة، وتستعين بخياطات ماهرات لتنفيذ أزيائها، مبينة أن العمل الناجح يتطلب التفرغ والمهارة، وعليه تتولى هي مهمة التصميم، والخياطة تنفذه بالشكل المطلوب.
تصاميم تناسب الفتاة العصرية
تصمم حنين أزياء تناسب الفتاة العصرية، سواء كانت طالبة في المدرسة أو في المرحلة الجامعية أو موظفة أو معلمة، أو لديها مناسبة اجتماعية.
وتحرص في تنفيذ القطع على أن تكون "عملية"، باختياراتها لأنواع الأقمشة والتصميم معا، كما تهتم بأن تكون القطع المصممة للمحجبات "كاملة ومناسبة، وأن يكون الطقم أو الفستان فضفاضا وواسعا وغير شفاف".
وتبين أن مجموعة "زمردة 2022" لاقت إقبالا كبيرا من الفتيات اللواتي يتابعن تصاميمها، إذ تختار كل فتاة القطعة التي تليق بها.

أزياء وسط الطبيعة
تعرض حنين تصاميمها بجلسات تصوير تقوم بتنظيمها وسط أجواء الطبيعة، فترتدي "الموديل" أحد التصاميم، وبجانبها الزهور، وتقف فوق العشب الأخضر، فيبدو المشهد كأنه "لوحة فنية مفعمة بالحياة".
وتهتم المصممة أيضا بتفاصيل إطلالة الفتاة بشكل متكامل، فتقوم باختيار كل من الحقيبة، والشال، والحذاء، لتتناغم جميعها مع تصميم الفستان أو العباءة أو الطقم.
وتقول "قمت بتنفيذ خط آخر للتصاميم، وهو مختص بفساتين الحفلات، فكل فتاة تحب أن تظهر في المناسبات بإطلالة لافتة ومميزة، وهذا ما أحرص على تحقيقه في كل قطعة. وبحمد الله، تم طلب هذه الموديلات محليا، وبعدة دول، مثل فلسطين، والإمارات، وكندا، وبريطانيا".
وأخيرا، تطمح المصممة حنين أن تصبح لها بصمة في عالم الأزياء، بأن تؤسس شركة خاصة لتصاميمها، وتوفر وظائف لدعم الفتيات في العمل، مبينة أن أكثر ما يشغل تفكيرها هو أن تكون إنسانة مؤثرة في المجتمع، ولا تترد في مساعدة أي فتاة تطمح لتطوير موهبتها بفن تصميم الأزياء.