لهذه الأسباب يجب قراءة القصص لأطفالك بانتظام
تختبر الحكواتية إيزابيل سوير كل يوم أهمية سرد القصص للأطفال لتعزيز خيالهم الخصب، وفي حوار نقلته صحيفة "لاكروا" (la-croix) الفرنسية معها تساءلت الكاتبة إيمانويل لوكاس عن مدى حاجة الأطفال إلى القصص.
وعلى ضوء ذلك، بينت سوير أن الأطفال يحبون القصص لأنهم يحبون ما تطلعهم عليه الكلمات، مشيرة إلى أنها تشعر بذلك خلال الجلسات التي تروي فيها القصص بصوت عال، من دون مرافقة موسيقية. وتقول إنها عندما تبدأ الحديث شيئًا فشيئًا تصبح المجموعة بأكملها واحدة، ورغم أنها تخاطب الجميع فإن كل فرد يشعر بأن القصة موجهة له بمفرده.
القرب بين الطفل والبطل
وتضيف الحكواتية إيزابيل -حسب الكاتبة- أن هذا لا يمكن إلا إذا كان الجمهور يتماهى مع البطل، أي الشخص الذي يدور حوله كل شيء، لكن هذا القرب بين الطفل والبطل لا ينبغي أن يكون واضحًا أيضًا؛ فقبل كل شيء يجب ألا يشبه البطل الجيد الطفل بشكل صريح. ومن أجل تثبيت هذا الغموض يحاول الراوي خلق حالة من الغموض عبر الإشارة إلى أنه لا أحد يعرف بالضبط أين تدور أحداث القصة ومتى.
وعلى حد تعبير الحكواتية، فإنه عندما تتم حياكة هذا الرابط يمكنه عندئذ معالجة الموضوعات الأبدية: الحياة، والموت، وصعوبة النمو، والتنافس بين الإخوة والأخوات. في هذه الحالة، يتصور الطفل نفسه في قصص مكتوبة في العصور الوسطى وكذلك في القصص المعاصرة، في الحكايات الأميركية الهندية والأسترالية، لأن الموضوعات التي تم تناولها عالمية.
متعة اللغة في تنمية الخيال
وفي ما يتعلق بالدور الذي تلعبه متعة اللغة في تنمية الخيال، أكدت سوير أن اللغة أساسية في مثل هذه الحالات، فمن خلالها -ومن خلال إيقاعها- تنطلق الحكاية في خيال يسحر الأطفال الصغار، وتفسر ذلك قائلة "من ناحيتي، لا أحاول أبدًا -على سبيل المثال- تبسيط النصوص أكثر من اللازم لأن الأطفال يحبون الكلمات المعقدة بعض الشيء.
وهكذا أستخدم الماضي البسيط، رغم أنه نادرًا ما يستخدم في الحياة اليومية، وألاحظ أن الأطفال الذين يحاولون سرد قصتهم -بشكل عفوي- يستخدمون هذا الزمن أيضًا، كما يبدؤون أيضًا التحدث بتركيز لأنهم يعيدون إنتاج النبرة، وموقف البالغين الذين يقرؤون لهم بصوت عال".
وتساءلت الكاتبة عما إذا كان الأطفال يروون أيضًا قصصًا لبعضهم البعض؟ فتجيب إيزابيل إن "الأطفال الذين لديهم أكبر قدر من الخيال هم أولئك الذين تم سرد العديد من القصص لهم، لأنهم مُنحوا حرية إعادة تجميع القصص التي سمعوها".
وتضيف أن "خيال الطفل -حتى لو قيل إنه وفير- يحتاج إلى التغذية، وأرى هذا بوضوح شديد عندما أعمل مع أولئك الذين لا يكتبون كثيرًا؛ في البداية لا تثير القصة شيئًا بالنسبة لهم، ثم شيئًا فشيئًا عندما يكون هناك شخص بالغ يسعى إلى تنمية مهاراتهم اللغوية وتعزيزها يزداد اهتمامهم بذلك".