كيف أثرت الإصابة بفيروس كورونا على 14 ألف امرأة أثناء الولادة؟
الإصابة بكوفيد-19 زادت من مخاطر التعرّض لمضاعفات الحمل الشائعة بنسبة 95%.
لم يكن من المعروف حتى وقت قريب ما إذا كانت الإصابة بعدوى كوفيد-19 تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الحمل والولادة الخطيرة، حتى نشرت مجلة الجمعية الطبية الأميركية نتيجة أول دراسة واسعة تقيم تلك العلاقة.
كوفيد-19 يقيد نمو الأجنة
استمرت الدراسة لما يقرب من عام، وخضعت لها 14 ألفا و104 حوامل تمت متابعتهن أثناء الولادة وبعدها، ووضعن أبناءهن في الفترة بين 1 مارس/آذار 2020 و31 ديسمبر/كانون الأول 2020، قبل أن يتوفر لقاح لفيروس كوفيد-19، واستمرت متابعتهن حتى 11 فبراير/شباط 2021، وجرت عمليات الرعاية والولادة في 17 مستشفى مختلفا بأميركا، تحت إشراف معهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، و19 معهدا وطنيا أميركيا للصحة، ووكالة الأبحاث الطبية (NIH)، ووحدات طبّ الأم والجنين (MFMU) التابعة لشبكة أبحاث الحمل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإليكِ 10 نصائح لتخفيف تورم الساقين أثناء الحمل
نصائح ذهبية للنساء المسافرات في أثناء الحمل
حامل ولا تستطيعين الاستغناء عنها.. إليك 6 بدائل للقهوة تستمتعين بها خلال فترة الحمل
كانت 2352 امرأة من المشاركات أصبن بعدوى كوفيد-19 خلال فترة حملهن، ولم تظهر لدى 11 ألفا و752 امرأة نتائج إيجابية للمرض.
عند مقارنة النساء اللواتي أصبن بالفيروس بغير المصابات، كانت المجموعة الأولى أكثر عرضة للولادة القيصرية بنسبة 29% أو المبكرة بنسبة 50%، وارتفعت احتمالات وفاة الجنين أو حديثي الولادة حتى 3.5%، مقابل 1.8% في الحالات الطبيعية، وكانت الأعراض الأسوأ تحدث عادة للنساء اللواتي أصبن بكوفيد-19 في الثلث الأول أو الثاني من الحمل، بسبب التأثيرات السلبية للالتهابات المرتبطة بالفيروس على المشيمة، كما أظهرت الدراسة معدلات أعلى من سوء ضخ الأوعية الدموية في المشيمة، والتخثر، والالتهاب بين المصابات، مما قيد نمو الجنين.
وفاة الأم والطفل من مضاعفات كوفيد-19
تسببت الإصابة بكوفيد-19 في حالات اعتلال شديدة ووفاة للنساء خلال الدراسة بنسبة 13.3%، مقابل 1.4% في الوضع الطبيعي. وبالفعل توفيت 5 نساء من المجموعة التي أصيبت بفيروس كوفيد-19 في بداية حملهن، ولم يكن لوفاتهن علاقة بعدوى الولادة القيصرية، لكنهن أصبن بجلطات دموية وريدية قبل الولادة.
وأشارت الدراسة في نتائجها إلى أن الإصابة بكوفيد-19 زادت من مخاطر التعرض لمضاعفات الحمل الشائعة بنسبة 95%، فكانت المصابات بعدوى متوسطة إلى شديدة أكثر عرضة للولادة القيصرية، أو الولادة المبكرة (أقل من 37 أسبوعا من الحمل)، أو الوفاة في وقت قريب من موعد الولادة، أو المرور بحالات صحية خطيرة، مثل: اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو نزيف ما بعد الولادة، كما كنّ أكثر عرضة لفقدان الحمل، أو وفاة الطفل الحديث الولادة، أو الحاجة للحجز بوحدات العناية المركزية، أو انحلال الدم، وارتفاع إنزيمات الكبد، ومتلازمة انخفاض الصفائح الدموية، واعتلال عضلة القلب.
ولم تترافق الإصابة بعدوى كوفيد-19 الخفيفة أو العديمة الأعراض مع زيادة مخاطر مضاعفات الحمل، ومع ذلك، ارتبطت هاتان الحالتان بشكل كبير مع مخاطر أعلى لعدوى موقع الجراحة السطحي أو العميق، وهي التهابات قد تحصل حول شق الولادة، أو بالعضلات والأنسجة المحيطة بها، أو بعضو في الجسم قريب من شق الولادة، وفق تعريف جامعة جونز هوبكنز.
الحوامل لا يثقن باللقاح
وعندما أتيحت اللقاحات المضادة لكوفيد-19 أول مرة للعامة في أواخر عام 2020، لم يعرف أحد الكثير عن تأثيرها على الحوامل اللائي لم يتم تمثيلهن في التجارب السريرية التي اختبرت اللقاحات. وبما أنهن لا يتم تمثيلهن عادة في الاختبارات، فإن ذلك ترك الحوامل في حيرة لمعرفة ما إذا كان الحصول على اللقاح هو أفضل قرار لهن ولأجنتهن، أم أن قرار أخذ اللقاح سيمنعهن من احتضان أطفالهن في المستقبل.
لم تمرّ أشهر حتى أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) على ضرورة تلقيح الحوامل، وعدم حاجة النساء لإجراء اختبار الحمل قبل التطعيم، أو تأخير الحمل أو إجهاضه بسبب التطعيم. كما أوصت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في بريطانيا بلقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) أو "مودرنا" (Moderna)، وهما المستخدمان على نطاق واسع أثناء الحمل في عدة بلدان، ولم ترتبط بهما أية ردود أفعال تحسسية.
وزادت أهمية لقاح الحوامل بعد معرفة مدى خطورة الإصابة بكوفيد-19 خلال الحمل، فنصحت ديانا بيانكي مديرة معهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني للصحة -بناء على نتائج الدراسة الأخيرة- بضرورة تلقيح النساء في سن الإنجاب، والحوامل، واتخاذ الاحتياطات الأخرى ضد الإصابة بفيروس كوفيد-19، مع اعتبار أن اللقاح أفضل طريقة لحماية النساء الحوامل وأطفالهن.
رغم ذلك، يبدو أن الحوامل لم يثقن باللقاح بعد؛ فوفقا لبيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تم تطعيم حوالي 40% فقط من الحوامل في الولايات المتحدة، وتنخفض الأعداد بالمثل حول العالم، مما يتسبب في كثرة أعداد الحوامل في المستشفيات، بعد ما تسبب حملهن في إجهاد نظام القلب والأوعية الدموية وضيق التنفس، وكان ما يقرب من 20% من الحالات الحرجة في المستشفيات البريطانية من الحوامل.