نصائح لتجنب رائحة قدميه الكريهة.. كيف تعلمين طفلك قواعد النظافة؟

لا تؤثر رائحة القدمين على البالغين فقط، وإنما يمكن أن يعاني الأطفال أيضا من هذه المشكلة المحرجة. وعادة ما تؤثر على العلاقات الاجتماعية عند الأطفال، فأحيانا يخجلون من خلع أحذيتهم في الأماكن العامة، مما يحد من أنشطتهم اليومية ويؤثر على علاقاتهم مع أصدقائهم.
ويكمن المفتاح في تطبيق قواعد النظافة الجيدة للقدمين بشكل يومي، كما تقول الكاتبة ماريا ديل كارمن هيرنانديز، في تقرير نشرته مجلة "إتر بارون" (etreparents) الفرنسية، ذلك أن رائحة القدمين الكريهة عند الأطفال قد يكون سببها التعرق المفرط الذي يمثل بيئة مواتية لتكاثر البكتيريا والفطريات.
ما أسباب رائحة القدمين الكريهة عند الأطفال؟
يشير الخبراء -وفق الكاتبة- إلى أن رائحة القدمين الكريهة لدى الأطفال ترجع إلى عمليات التمثيل الغذائي التي تقوم بها البكتيريا على سطح الجلد، مثل عنقودية الجلد الخارجي، وهي كائن حي دقيق يعيش على جلد الرضع والأطفال والشباب والبالغين. وعندما تكسر البكتيريا الليوسين الموجود في العرق، فإنها تنتج حمض الإيزوفاليريك كنفايات أيضية (أي ناتجة عن عملية التمثيل الغذائي).
ورائحة الجوارب والأحذية والقدمين المتعرقة سببها هذا المركب العضوي. وكلما زاد عدد البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، زاد إنتاج هذا المركب.
وأكدت الكاتبة أن سوء النظافة يعد محفزا لانبعاث رائحة كريهة من القدمين عند الأطفال، وهي ظاهرة يمكن معالجتها في معظم الحالات باتباع عادات يومية معينة.

نصائح لتجنب رائحة القدمين الكريهة عند الأطفال
انبعاث رائحة كريهة من القدمين أمر محرج للطفل والوالدين على حد سواء. ولكنه عادة ما يكون من الحالات الخفيفة التي لا تتطلب سوى اتباع بعض النصائح التقليدية ومنها:
ارتداء جوارب قطنية
تمتص الجوارب العرق، ويفضل أن تكون مصنوعة من مادة القطن، لأنها تكون قادرة على امتصاص الكثير من العرق. كما يجب تغيير الجوارب يوميا.
الحفاظ على نظافة القدمين وتجفيفهما جيدا
يوصي الخبراء بغسل القدمين بالماء والصابون مرتين في اليوم لإزالة الأوساخ أو البكتيريا. ولا يتعلق الأمر بمجرد سكب الماء على القدمين فحسب، بل ينبغي فركهما وتنظيفهما، وبعد ذلك، يجب تجفيفهما جيدا والحرص على مسح المياه من بين أصابع القدم.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال عادة ما يميلون إلى تخطي مرحلة تجفيف ما بين الأصابع، وهذا ما قد يتسبب في ظهور الفطريات.

استخدام علاج الفطريات
من أسباب الرائحة الكريهة للقدمين نمو الفطريات بين الأصابع أو حتى في باطن القدم، وتنتشر عدوى بكتيريا القدم عبر الأرضيات والمغاسل والحمامات. ويمكن تجنب الإصابة بهذه الحالة الطبية من خلال اتباع نظام نظافة يومي جيد للقدمين والحرص على تجفيفها وعدم التغاضي عن المنطقة بين الأصابع، ناهيك عن تقليل ارتداء الأحذية المغلقة.
تطهير الأحذية
إن الاستخدام المستمر للأحذية -بالإضافة إلى التعرق- يسبب رائحة كريهة وتراكم أوساخ بالداخل. في هذه الحالة، يوصَى باستخدام الأحذية بالتناوب لمنحها الوقت للتهوية وشطف صلالة كل واحد منها. ويمكن استخدام بودرة "التلك" وصودا الخبز لامتصاص الرطوبة ووضع حد لرائحة القدمين.

اختيار الأحذية المناسبة
أكدت الكاتبة أن اختيار الأحذية أمر مهم لمنع الروائح الكريهة في القدمين. وينبغي تجنب ارتداء أحذية مغلقة كل يوم وطوال اليوم قدر الإمكان، ويستحسن أيضا تجنب ارتداء الأحذية الضيقة جدا لأنها تزيد من التعرق، وعند العودة إلى المنزل بعد ممارسة الأنشطة بهذه الأحذية، من الأفضل اختيار الأحذية المفتوحة لتهوية قدميك وتجنب الرطوبة.
ابني لا يحبّ الاستحمام.. إليكِ الحل
من المحتمل أن طفلك لا يدرك لماذا عليه أن يستحم، لذا عليك التوصل إلى اتفاق معه حول أهم ممارسات النظافة الشخصية التي عليه اتباعها، وأن تجدي طريقة لإقناعه أن عليه الاستحمام فور العودة من المدرسة للتخلص من الجراثيم والميكروبات التي علقت به عند اللعب مع أصدقائه.
وعلى الأم تجنب تحويل وقت الاستحمام إلى مواجهة مفتوحة مع الطفل، لأن إجباره على ذلك بالقوة سوف يجعله أكثر عنادا.

تحديد جدول للاستحمام
لكن إذا لم يبذل الطفل جهدا كبيرا ولم يتعرّض للأوساخ ولم يتعرّق، يمكنك التغاضي عن عدم استحمامه، وإذا خرج للعب كرة القدم مع أصدقائه، أخبريه أن عليه الاستحمام وليس هناك مجال للتأجيل هذه المرة.
التحدث مع الطفل حول أهمية النظافة الشخصية
يمر الأطفال قبل سنّ المراهقة بالكثير من التغييرات الجسدية، ولكن قد لا يكونون ناضجين بما يكفي لفهم أو إدراك أهمية النظافة الشخصية. يمكننا في المقابل أن نجعلهم يشمون رائحة مزيل العرق بنكهة الفاكهة ليدركوا أهمية النظافة وضرورة أن تنبعث منهم رائحة جيدة.

كيف ومتى تعلّمين طفلك قواعد النظافة؟
تعد النظافة من أساسيات الحياة التي يجب تعويد الأطفال على المواظبة عليها منذ الصغر. لكن، غالبا ما تراود الآباء أسئلة حول السن المثالية لتعليم الأطفال قواعد النظافة، والطرق المعتمدة في ذلك وغيرها من الجوانب الأخرى المتعلقة بهذه المسألة.
وأوردت الكاتبة والدكتورة نادية غانيير، في تقرير نشره موقع "كنال في" (canalvie) الكندي، أنه في حال رغب الأولياء في أن تكون عملية تعلم قواعد النظافة سريعة نسبيا وفعالة، يجب التحلي بالصبر حتى يظهر الطفل علامات تؤكد أنه جاهز للتعلم.
وأضافت الكاتبة أن عملية تعليم أسس النظافة وقواعدها تحتاج إلى أن يتمتع الطفل بقدرات لغوية سواء للتعبير أو استقبال المعلومة، حتى يتمكن من فهم التعليمات الموجهة إليه. وفي هذا الصدد، تلعب التنمية الاجتماعية دورا بالغ الأهمية في تعليم الطفل قواعد النظافة.

أهمية الكتب والقراءة
وذكرت الكاتبة أن قراءة قصص تسرد أحداثا مشابهة لواقع الطفل، على غرار شخصية تسعى إلى تعلم قواعد النظافة، أمر يساعد على تعويده على هذا السلوك.