هل هي صديقة للبيئة؟.. الحقائب القماشية تغزو أسواق الموضة النسائية

عزز انتشارَ حقيبة "توت باغ" واسمها، اعتمادُ المشاهير عليها في النزهات البحرية والتنقلات اليومية خلال الصيف (شترستوك)

شهد الصيف الماضي ظهور حقيبة يد قماشية كبيرة تسمى "توت باغ" (Tote bag) في عدد كبير من صور المشاهير وعارضات الأزياء، أشهرها التي حملت توقيع المصمم الأميركي مارك جاكوب الذي كتب اسم الحقيبة بشكل واضح على أحد وجهيها.

منذ ذلك الحين، ذاع صيت تلك الحقيبة، وتم تداول اسمها على نطاق واسع، ونصحت بها عدد من المدارس لتكون برفقة الطلاب بدلا من استخدام أي أكياس بلاستيكية.

 

وعزز انتشار الحقيبة، واسمها، اعتماد المشاهير عليها في النزهات البحرية والتنقلات اليومية خلال الصيف، على الرغم من وجود هذا النوع من الحقائب منذ عقود طويلة.

واعتبر موقع "ماي باغ" أن جاكوب قدم فقط "نسخة فاخرة" من حقيبة معروفة بسيطة وعملية، لافتا إلى أن المصمّم البالغ من العمر 59 عاما طوّر الحقيبة المعروفة سابقا بتقديم أحجام أصغر وأخرى تصلح لحمل الحواسيب النقالة.

ورغم أن سعر النسخة الفاخرة من حقيبة "توت" يتخطى مئات الدولارات لدى بيوت الأزياء الراقية، فإن هناك مصممين محليين قدموا هذه الحقيبة بأشكال متنوعة وأسعار زهيدة لمنح جميع الطبقات الاجتماعية فرصة تجربة هذه الموضة.

وانتشرت أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي المبادرات الفردية القائمة على تفصيل وعرض حقائب "توت".

أصل التسمية والنشأة

ذكر موقع "هوزن كولكشن" للتجارة الإلكترونية أن أصل كلمة "توت باغ" يعود إلى القرن الـ17، وأوضح أن "توت" بالإنجليزية تعني "حمل باليد" أو "الحمل بطريقة رشيقة" لأشياء ثقيلة. وأشار إلى أنه على مدار العصور ظل البشر يستخدمون حقائب تقليدية مصنوعة من القماش لحمل أغراضهم.

وأكد موقع "توت باغ فاكتوري" (totebagfactory) على هذا الطرح، معتبرا أن التاريخ الفعلي للحقيبة "لم يبدأ في القرن الـ17 (…)، فإذا نظرنا إلى المحفوظات التاريخية، سنرى صورا لرجال ونساء في جميع الثقافات تقريبا يرتدون بعض الأشكال السابقة من الحقائب لحمل متعلقاتهم، وكانت الجلود والأقمشة والألياف النباتية الأخرى هي المواد المستخدمة في العصور السابقة لصنع هذه الحقائب".

وشهدت هذه الحقيبة تطورا ملحوظا في عام 1944، عندما قدمت شركة "إل إل بين" حلا للمشكلات المرافقة لنقل الثلج، وقدمت حقيبة قماشية أيضا "توت باغ" (Tote bag)، ولكن مقاومة للماء.

وجاء ذلك الابتكار ليبرز أن الحقيبة التقليدية المخصصة للحمل "توت باغ" صالحة لجميع الأغراض، بدءا من رحلات التسوق العادية ومتاجر البقالة، ووصولا إلى الرحلات والنزهات البحرية والعطلات. وتحوّلت في نهاية المطاف إلى ركن أساسي في أي منزل وفي خزانة أي سيدة.

حقيقة ملاءمتها للبيئة

يعتقد كثيرون أن حقيبة "توت باغ" القماشية من أكثر المستلزمات الشخصية صداقة للبيئة، مقارنة بالأكياس البلاستيكية، في ظل التوجّه السائد عالميا نحو الحد من استخدام الأخيرة لمواجهة مشكلات الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

بيد أن الأكياس الورقية القابلة لإعادة التدوير هي الحقائب التي يمكن فعليا تصنيفها على أنها صديقة للبيئة، وفق مواقع متخصصة بالقضايا البيئية.

في عام 2016، سلطت مجلة "ذي أتلانتيك" (The Atlantic) الضوء على هذه الفكرة، وقالت إنه مع التحرك العالمي لتقييد استهلاك أكياس التسوق البلاستيكية لتجنب الهدر، وتوقف الكثير من الشركات عن تقديم الأكياس البلاستيكية أو توفيرها بسعر متواضع، قد تكون الحقائب والأكياس القماشية "أسوأ بالنسبة إلى البيئة من تلك البلاستيكية التي من المفترض أن تحل محلها".

واعتمدت المجلة في تقريرها على دراسة أجرتها وكالة البيئة البريطانية عام 2008، وخلصت إلى أن الحقائب القطنية القماشية "تزيد من احتمالات الاحترار العالمي إلى حد كبير، كونها تتطلب مزيدا من الموارد لإنتاجها وتوزيعها".

في المقابل، طالب عدد من المعنيين بالحفاظ على البيئة بالنظر إلى الجانب الإيجابي للحقائب القماشية.

وتداولت مواقع عدة آراء خبراء ترحب بها، معتبرة أنها "تعد حلا لتقليل القمامة والتلوث الناجم عن الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، لذا تصنف كخيار أكثر استدامة".

وركز داعمو هذا التوجه على أن الحقيبة القماشية مصنوعة من مواد طبيعية مثل القطن والكتان.

غير أن هذا الطرح لا يلغي حقيقة أن عملية إنتاج وتوزيع هذا النوع من الحقائب تحتوي على جوانب تضر بالبيئة، وفق ما ذكر موقع "تروب لندن" (troop london) البريطاني المعني بالموضة.

المصدر : مواقع إلكترونية