4 أضرار جسدية لتحول الهوس بالبطن المسطحة إلى "متلازمة الساعة الرملية"
بعد عقود من الترويج للبطن المسطحة بأنها أحد معايير الجمال السائدة التي يجب أن تتحلى بها النساء، تحوّل هذا المعيار إلى هوس خطير لدى كثيرات.
"لكننا بحاجة الآن إلى تغيير معايير الجمال الخطرة هذه، وأن يغير الناس نظرتهم إلى أنفسهم"، هذا ما قالته جولي ويبي أستاذة العلاج الطبيعي المساعدة بجامعة ميتشيغان، لصحيفة "يو إس إيه توداي" (USAtoday) الأميركية التي تناولت ظاهرة الهوس بالبطن المُسطّحة وكيف تحولت أخيرا إلى موجة من "متلازمة الساعة الرملية" (Hourglass syndrome).
متلازمة الساعة الرملية
متلازمة الساعة الرملية مشكلة قد يسببها الاستمرار في تقليص عضلات الجزء العلوي من البطن بشكل متكرر ومكثف مدة طويلة من الزمن، من أجل شدها إلى الأعلى وشفطها للداخل، ويقول آدم براوننغ اختصاصي تقويم العمود الفقري في مستشفى المدينة، بأوهايو، إنها حالة "يمكن أن يصاب بها أي شخص، لكنها أكثر شيوعا لدى الإناث من سن المراهقة إلى منتصف الثلاثينيات"، وهي في رأي ويبي "ليست مرضا، لكنها إستراتيجية جمالية، اعتقد كثيرون على مدى سنوات أنها مهمة للحصول على بطن وظهر مشدودين"، وتعتمد على شفط أو تقليص "عضلات البطن" (Abdominal Muscles) على نحو متكرر لأطول فترة ممكنة، سواء من خلال تمارين معينة، أو حتى أثناء الجلوس؛ لتبدو أنحف "كالدمية باربي، بما لها من عضلات بطن علوية مشدودة، ووركين ممتلئين، وعضلات سفلية أضعف"، على حد وصف ألكسيس شوب، خبيرة العلاج الطبيعي.
4 مخاطر صحية لتقليص البطن أكثر من اللازم
يحذر الخبراء مما قد تسببه متلازمة الساعة الرملية من مخاطر صحية بمرور الوقت، مثل:
-
سلس البول
تحذر ويبي، الخبيرة على مدى أكثر من عقدين في صحة الحوض والبطن، من أن الاستمرار في تقليص عضلات البطن لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى الضغط على هياكل الحوض، وقد يُسبب سلس البول.
كما لاحظ دكتور براوننغ أن إمساك المعدة وشفط البطن والحجاب الحاجز قد يؤثر أيضا على عضلات قاع الحوض، ويُضعف الأنسجة الرخوة التي تظل في حالة تمدد ثابتة، من دون قدرة على الانقباض من تلقاء نفسها بنفس القوة الموجودة في الجزء العلوي من البطن، وهو ما يمكن أن يتسبب في تسرب البول أثناء الأنشطة اليومية مثل الضحك أو السعال أو العطس.
-
آلام الرقبة والظهر وتيبس الوركين
وفقا للدكتور براوننغ، يتسبب شفط البطن في تحفيز العضلة البطنية المستقيمة التي تمتد من أسفل أضلاعك إلى حوضك، لتحافظ على أعضائك الداخلية في مكانها، وتضمن توازنك. ثم العضلات الداخلية التي تلعب دورا رئيسا في الاستدارة والالتواء وتحويل الحركات، وكذلك العضلات المُستعرضة التي تساعد على استقرار جذعك، وأخيرا الحجاب الحاجز الذي يقع تحت رئتيك مباشرة ويساعدك على التنفس.
وعندما تتعب عضلات البطن، فإن رقبتك وكتفيك وظهرك تبدأ في الشعور بالألم، فبينما يحاول جسمك إيجاد مساحة لتوسيع أضلاعك تبدأ رئتاك بالضغط للأعلى بدلا من الأسفل، مما يسبب ألما في الرقبة". وعلى الرغم من أن "دور البطن مهم في التحكم بالحركة والحفاظ على التوازن، أثناء ممارسة أنشطتنا طوال اليوم، فإن التركيز عليها فقط يُعد طريقة غير متوازنة، قد تسبب مخاطر إضافية، مثل تيبس الوركين، وآلام الرقبة والظهر".
-
التنفس غير الفعال
وعلى الرغم من أن الاستنشاق العميق أمر مهم لتخفيف التوتر وتقليل الشعور بالألم، فإن تقليص البطن بشدة، في محاولة لأخذ نفس عميق؛ قد يمثل ضغطا على الحجاب الحاجز، ويؤثر على التنفس ويجعله غير فعال.
ويوضح الدكتور براوننغ أن شفط البطن قد يجعل الحجاب الحاجز ينقبض في الاتجاه المعاكس، فيسحب الأضلاع السفلية للأعلى وللداخل، بدلا من سحبها للأسفل، مما يقلل المساحة التي نحتاجها لنقل الأكسجين بنسبة تصل إلى 30%، بل إن شفط البطن باستمرار للظهور بشكل أنحف قد يؤدي إلى ضعف العضلات وآلام الظهر، ومشاكل في التنفس.
-
الاختلالات والترهل
التركيز على عضلات البطن العلوية، بدلا من استخدامها بشكل متوازن، جنبا إلى جنب مع بقية عضلات الجسم الأخرى؛ قد يؤدي إلى اختلال في التوازن العضلي في بطنك، ومن ثم ظهور تجعد أو ترهل أسفل البطن بمرور الوقت.
كما يؤكد الدكتور براوننغ أن متلازمة الساعة الرملية يمكن أن تغير أنماط حركة عضلات البطن، وتؤدي إلى اختلالات تجعل عضلات الجزء العلوي من البطن أكثر توترا أو مشدودة، بينما تصبح عضلات أسفل البطن مترهلة وضعيفة، وأقل استخداما.
التخلص من متلازمة الساعة الرملية
الوعي بالمشكلة هو الخطوة الأولى للتغلب على متلازمة الساعة الرملية والتخلص منها، لكن الخبراء يحذرون من أن من يشفطون بطنهم طوال سنوات لا يمكن أن يتوقعوا تغييرا سريعا، فالأمر قد يستغرق وقتا، لكنه يبدأ بمعرفة كيفية التوقف.
لذلك، ينبه الخبراء على ضرورة التدرب على التنفس السليم الذي يسمح لبطنك بالتمدد الطبيعي مع كل استنشاق، ويوصون بإعادة تدريب عقولنا وأجسامنا على التحسن المتوازن بشكل طبيعي، ومكافحة معايير الجمال التي تروّج لحتمية البطن المسطحة ولو على حساب صحتنا.