لا يتحمل سماع كلمة "لا".. واحدة من 6 علامات على أن طفلك يحتاج للانضباط

تحذر ميشيل بوربا عالمة النفس التربوية، ومؤلفة كتاب "آنسيلفي" (UnSelfie)؛ من أن طفلك "يمكن أن يفسد ويُصبح غير منضبط عندما تقضين معظم الوقت في العمل، وتستسلمين لرغباته تحت ضغط الإرهاق والتعب، وتخافين من قول لا له".
وهو ما توضحه اختصاصية علم النفس الإكلينيكي لورا ماركهام بقولها "إن الآباء قد يُفسدون أطفالهم بحسن نية غالبا عندما يكونون مرهقين للغاية، وغير قادرين على فرض القواعد"، فيختارون أن يوفروا لهم أفضل حياة ممكنة، ويمنحوهم كل ما لم ينالوه هم في طفولتهم، ويشعرون بالقلق من قول "لا" بحزم؛ "ظنا منهم أن هذا سيؤذي مشاعر الطفل، أو يهز ثقته في نفسه"، علما بأن استطلاعا للرأي أجري في عام 2011 أظهر أن 59% من الآباء يرون أن أطفالهم مدللون أكثر مما كانوا هم عليه في العمر نفسه.
ولأنه لا أحد يحب أن يربي طفلا غير منضبط، يحاول معظمنا الهروب أحيانا عبر تقديم بعض التنازلات، أو تمرير بعض المكافآت، طمعا في تسهيل الأمور؛ "دون أن نتوقع أن تنفجر في وجوهنا تأثيرات عدم تأديب الطفل، ونشعر بالانزعاج والإحباط عندما نجده أصبح خارج السيطرة"، كما تقول نانسي سمالين، اختصاصية التربية، ومؤلفة كتاب "محبة بدون تدليل".
ما سبق يجعلنا نستعرض أهم علامات الطفل غير المنضبط، والحلول العملية للتأديب الإيجابي لدى الخبراء؛ لتشجيع الطفل على الاستماع والتعاون، "بدلا من التهديد، أو الرشوة، أو الصراخ، أو العقاب، أو الأوامر، أو الهجوم، أو الشتائم، أو الجدال، أو الانتقاد"، على حد قول نانسي سمالين لموقع "فاذرلي" (Fatherly).

لا يتحمل سماع كلمة "لا"
تُخبرنا بوربا أن الطفل غير المنضبط "لا يستطيع التعامل مع كلمة "لا"، فهو يتوقع الحصول على ما يريد، ويُصر على ذلك".
فنوبات الغضب العابرة التي تنتاب معظم الأطفال عندما يُقال لهم "لا"، لتناول طعامهم المفضّل، على سبيل المثال؛ "قد تكون مناسبة لهم -من الناحية التنموية- وهم صغار لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بشكل مناسب"، كما تقول لينايا سميث كروفورد، خبيرة الزواج والأسرة. لكنها تضيف أن "الطفل الذي يجد صعوبة في عدم إجابة طلباته، ولم يهدأ رد فعله مع تقدمه في السن قد يكون في الغالب غير منضبط".
لذا تنصح المعالجة السلوكية جيسيكا ليشتويز بمواصلة تعويد الطفل على سماع كلمة "لا"، مُشبهة ذلك ببناء العضلة، "فكلما سمعها الأطفال كان ذلك أفضل لهم". وتضيف بوربا "أضف (لا) إلى مفرداتك من دون أن تشعر بالذنب لاستخدامها مع أطفالك، ولا تستسلم لكل ضغط".
لا يعرف الصبر أو الرضا
تقول بوربا إنه عندما يريد الطفل المدلل شيئا فهو يريده الآن، "مما يجعل الاستسلام لرغباته أسهل وأقل كلفة من تأجيل طلبه".
وتضيف لينايا سميث كروفورد "أنه يبدي القليل من (شكرا)، والكثير من (أريد)"؛ فجميع الألعاب والملابس في العالم قد لا تكفي أبدا لإرضائه، فهو يريد المزيد والمزيد والمزيد. وتعود بوربا وتوضح أنه "رغم أن لديهم الكثير، فإنهم يميلون إلى عدم التقدير"، وبدلا من التعبير عن امتنانهم لما لديهم يركزون أكثر على الحصول على الشيء التالي.
لذلك، توصي بقضاء بضع دقائق في التوضيح للطفل "أن العطاء أفضل من الأخذ، وتدريبه على الشعور بالامتنان، ومساعدته على تقدير الأشياء الصغيرة في الحياة".

لا يهتم لمشاعر الآخرين
ترى اختصاصية رعاية الأسرة كلير باربر أن "عدم غرس سمة التفكير في الآخرين يُعد من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء، وتكون لها تداعيات سلبية على سلوك الطفل"، تجعله يميل إلى التركيز على الذات، ويهتم فقط بإزعاج الآخرين.
كما تخبرنا بوربا عن الأطفال غير المنضبطين أنهم "يتوقعون معاملة خاصة، ويفكرون في أنفسهم أكثر من الآخرين".
لذلك، تنصح سمالين بأن "نوضح للطفل تأثيرات أفعاله على مشاعر الآخرين، ونمنحه الفرصة لرؤية الأشياء من وجهة نظرهم، من دون أن نهاجمه أو نُحصي له أخطاءه". كما توصي بوربا "بالبحث عن فرص يومية لتعويده أن يسأل صديقه عما يحب أن يلعب".
يشعر بالاستحقاق
كما تقول ميشيل بوربا إن كل شيء "يدور حول احتياجات الطفل غير المنضبط واهتماماته ومشاعره ورغباته قبل أي أحد؛ لشعوره بأنه يستحق الحصول على ما يريد، وقتما يريده"، وعندما يُقال له "لا"، يصرخ بصوت عال: "أنا أكرهك"، قبل انخراطه في الركل والبكاء.
لذا، تقول بوربا "عندما يكون كل شيء في حياة طفلك هو (أنا، أنا، أنا) حوّل التركيز إلى (نحن)". وتضيف أنه "لا يوجد جين لعدم الانضباط والشعور بالاستحقاق، فهو سلوك مُكتسب يمكن منعه من خلال التعلم، رغم مقاومة الطفل؛ وكلما كان التعليم أسرع كان ذلك أفضل".
يرفض اتباع القواعد
وفقا للمعالجة الأسرية نيكول أرزت، فإن الطفل غير المنضبط "لا يعتقد في كثير من الأحيان أن القواعد تنطبق عليه على الإطلاق"، لذلك لا يقدم المساعدة أبدا، كما تقول لينايا كروفورد "فهو يرفض القيام بأشياء بسيطة للغاية بشكل متكرر، كإزالة الأطباق من على مائدة العشاء، على سبيل المثال، ولا يفعلها حتى نتوسل إليه أو نحفزه بالمال أو المكافآت أو الألعاب".
ولمواجهة ذلك، تقترح كاثرين رينولدز لويس، "تعليم الطفل مهارة منزلية تجعله متحمسا لاستعراض خبراته الجديدة أمام العائلة".

يلوم الآخرين على أخطائه
يشعر الطفل غير المنضبط بخيبة الأمل، ويواجه صعوبة في تقبل الخسارة؛ وبدلا من ذلك "يلوم الآخرين دائما على أدائه الضعيف، ويتوقع الثناء على كل ما يفعله، ويعترض على من لا يتصرفون مثله، ولا يعترف بنجاح زملائه أو منافسيه"، كما تقول الخبيرة الأسرية فيرجينيا ويليامسون.
ولأنه من الصعب تأديب طفل بناء على أفعال لا يعترف بمسؤوليته عنها، ويكتفي بقول "هذا ليس خطئي". فبدلا من إلقاء اللوم عليه، الأفضل تعليمه أن يتحمل المسؤولية عن اختياراته، سواء كانت جيدة أو سيئة، من خلال رسم الإشارات وتدوين الملاحظات في كل مكان يمكن أن يلاحظها فيه، مع تذييلها بعبارة " شكرا لمساعدتك"، كما تقول سمالين.