أيهما أصعب.. تربية الأطفال الصغار أم المراهقين؟
لم تجد الأبحاث فروقا في مستويات التوتر بين آباء الأطفال الصغار وآباء المراهقين. إلا أن آباء الأطفال الصغار يشعرون بمزيد من الإرهاق ويقضون وقتا أقل ويعانون من خلافات زوجية أكثر. في الوقت نفسه، يُظهر آباء الأطفال الصغار رضاء وسعادة أكبر في علاقتهم بأطفالهم مقارنة بآباء المراهقين.
الأبوة والأمومة في حد ذاتها هي وظيفة بدوام كامل تتطلب تخطيطا دقيقا واهتماما مضاعفا، سواء كنت والدا لأول مرة أو لثاني مرة، سواء كنت تربي طفلا صغيرا أو مراهقا كبيرا، في كل الأحوال ستواجه مجموعة مختلفة من التحديات كل يوم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاكتشفي قدرات طفلك.. 6 مفاتيح لتحديد سقف التحديات المطلوبة منه
تغيير المدرسة يؤثر نفسيا على الطفل.. إليكِ كيفية التغلب على هذه الأزمة
صديق له تأثير سيئ على طفلك.. كيف تتصرفين بذكاء؟
ما يزيد الأمر سوءا، أنه لا توجد قاعدة ثابتة لتربية الأبناء ليكونوا ناجحين وعطوفين. وعلى الآباء أن يتطوروا ويتأقلموا مع أطفالهم لرعايتهم بشكل صحيح. ولكن هناك دائما نقاش بين تحديات تربية المراهقين والأطفال الصغار.
وفقا لموقع "تايمز أوف إنديا" (Timesofindia)، يعتقد العديد من الآباء، الذين يعانون خلال سنوات الطفولة المبكرة، أن تربية المراهقين يمكن أن تكون أفضل، لكن آباء المراهقين يشعرون بخلاف ذلك. وهذا ما يجعل آباء المراهقين يحذرون آباء الأطفال الصغار، في لغة تحمل الكثير من الخوف من المجهول وصعوبة القادم "هل تعتقد أن هذا صعب؟ فقط انتظر حتى يصبح أطفالك مراهقين، وسترى الصعوبة الحقيقية!".
قد يكون هذا الحديث محبطا ومخيفا لآباء الأطفال الأصغر سنا، ولكن هل تدعم الدراسات والبحوث العلمية هذا الكلام؟
أيهما أكثر إرهاقا، الأبوة والأمومة لطفل صغير أم تربية الأبناء المراهقين؟
تحاول كارا غودوين، الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس السريري للأطفال والأخصائية النفسية الإكلينيكية المرخصة، الإجابة عن هذا السؤال من خلال مقالها على موقع "سيكولوجي توداي" (sychology today)، وتقول، لم تجد الأبحاث بشكل مستمر أي فروق ذات دلالة إحصائية في مستويات التوتر بين آباء الأطفال الصغار وآباء المراهقين.
ومع ذلك، أظهرت إحدى الدراسات أن "عبء الدور"، المعروف أيضا باسم "الشعور بالإرهاق كوالد بسبب ما عليك القيام به"، يكون أعلى لدى آباء الأطفال الصغار مقارنة بآباء المراهقين.
ترتبط تربية الأطفال الصغار بمتطلبات مثل الحاجة إلى توفير وقت أكبر من قبل الوالدين من أجل الرعاية، وكذلك زيادة الصراع بين الزوجين في هذه الفترة، وصعوبة عمل توازن بين ما يحتاجه العمل وما تتطلبه الأسرة، وكذلك صعوبة الحصول على وقت شخصي كاف. وقد توصلت الأبحاث كذلك إلى أن جودة العلاقة الزوجية تتدهور منذ الطفولة ثم تتحسن عندما يبدأ الطفل بالالتحاق بالمدرسة الابتدائية.
ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، يُظهر الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال دون سن الخامسة رضا متزايدا عن العلاقة مع أطفالهم، وزيادة احترام الذات، وثقة أكبر كوالد، وأعراض اكتئاب أقل مقارنة بوالدي الأطفال المراهقين أو الأطفال في سن المدرسة. كما يُظهر آباء الأطفال الصغار أيضا سعادة أكبر عند التفاعل مع أطفالهم مقارنة بآباء المراهقين.
أبوة المراهقين الصعبة
الأبوة والأمومة للمراهقين هي أيضا صعبة بطريقتها الخاصة، وقد وجدت الأبحاث أنه في حين أن الأطفال الصغار لديهم المزيد من المطالب والاحتياجات، وعادة ما يتم تلبية احتياجاتهم بالطريقة نفسها، فإنه من الناحية الأخرى، يطلب المراهقون من والديهم تلبية احتياجاتهم بطرق مختلفة وأكثر فردية. بمعنى آخر، قد يحتاج الأطفال الصغار كثيرا ولكن قد يكون من الأسهل تلبية احتياجاتهم.
باختصار، تعتبر ممارسة الأبوة والأمومة صعبة لكل من الأطفال الصغار والمراهقين، ولكن لكلٍّ صعوبته الخاصة.
ومن المثير للاهتمام أن تربية الأطفال الصغار تبدو من "أفضل الأوقات" و"أسوأ الأوقات" في الوقت ذاته، وهذا يعني أنها قد تكون المرحلة الأكثر إفادة ولكنها أيضا أكثر مراحل الأبوة صعوبة وتطلبا.
ماذا عليك أن تفعل؟
إذا كانت الأبوة والأمومة مرهقة للغاية، ولا يمكنك تغيير سن طفلك، فقد تتساءل: ماذا أفعل الآن؟".
تقول غودوين، مع الأطفال الصغار أو المراهقين، حاول تركيز انتباهك على الجوانب الإيجابية لمرحلة النمو التي يمرون بها. مع الأطفال الصغار، قد تحاول التركيز على مدى حبهم لك أو تقديرك لوجوههم الصغيرة الرائعة.
أما مع المراهقين، فيمكنك التركيز على أنهم أصبحوا مستقلين ويقومون بأغلب شؤونهم دون مساعدة من قبلك وأنه يمكنك مغادرة المنزل والحصول على بعض الوقت لنفسك دون الحاجة إلى القلق تقريبا من أن تتركهم وحدهم.
تضيف غودوين، سواء نجحت هذه الإستراتيجية أم لا، يرجى عدم إخبار الآباء الآخرين بأنك في مرحلة أكثر صعوبة من الأبوة والأمومة مقارنة بما يمرون به، لأن هذه الأنواع من التحذيرات من المرجح أن تجعل الجميع يشعر بالسوء.
وتتابع أنه بدلا من ذلك، ومن خلال الحديث عن الجوانب الإيجابية لمراحل الأبوة والأمومة المختلفة، فمن المحتمل أن يشعر الجميع بتحسّن بعد المحادثة.