الكويتية نورة المطيري تحطم الصورة النمطية عن الملاكمة والرياضة القتالية
حققت الملاكمة الكويتية العديد من الميداليات، وكان آخرها الحصول على ذهبية بطولة الملاكمة التي أقيمت مؤخرا في السعودية
الكويت- ليس سهلا في العالم العربي بشكل عام والخليجي المحافظ بشكل خاص أن تجد فتاة تخوض مجال الملاكمة، كونها رياضة قتالية بالدرجة الأولى.
وبما أن الصورة النمطية السائدة تربط في الغالب الفنون القتالية بالرجل، فهذا يعني صعوبة دخول الفتيات عالم الملاكمة. ولكن هذا الأمر لم يحطم عزيمة وإصرار الملاكمة الكويتية نورة قشيعان المطيري التي باتت اليوم واحدة من أبرز الملاكمات في العالم العربي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتحديات رياضية.. عراقية تعلّم الألعاب القتالية
تطمح لتأسيس مدرسة خاصة.. هدى القناعي أول كويتية تروض الخيل بلغة الجسد
الدستور ساوى بينها وبين الرجل.. هل حصلت المرأة الكويتية على حقوقها الكاملة؟
في حديث خاص للجزيرة نت، تروي المطيري كيف بدأت مسيرتها الطموحة، وكيف تحولت هذه المسيرة من مجرّد هواية رياضية فقط إلى مشوار من الإنجازات والبطولات الاحترافية.
بداية المشوار
وتقول نورة إنها بدأت ممارسة الرياضة بشكل عام كنمط حياة يومي صحي ومفيد لكل شخص، ولكنها شيئا فشيئا بدأت تشعر بنوع من الملل، فأصبحت تبحث عن رياضة فيها نوع من التنافس يخرجها من روتين ممارسة الرياضة التقليدية كالمشي والركض.
ومن هنا بدأت نورة مشوارها مع ألعاب الفنون القتالية المختلفة، ومنها على سبيل المثال "الكيغ بوكسينغ" و"موتاي" وغيرها، بيد أنها بعد مرور نحو 4 سنوات، وأثناء وجودها في فرنسا، شاركت في بطولتين محليتين للهواة، فشعرت بالفرق الهائل بين مجرد ممارسة أي رياضة -وتحديدا في مجال الفنون القتالية كتدريب عابر- وبين ممارستها في إطار منافسة حقيقية بشكل يزيد من وتيرة التحدي ومستوى كل لاعبة أو لاعب.
عقب مشاركة نورة في تلك البطولات المحلية، تم التواصل معها من قبل منتخب الكويت الوطني للملاكمة فور قرارهم تأسيس الفريق النسائي، لتنضم إلى منتخب بلادها وتبدأ مسيرة الاحتراف في عالم الملاكمة الواسع.
اللاعبون الأكثر تأثيرا
ومن أهم وأبرز الملاكمات والملاكمين الذين أثروا في مسيرة نورة وشغفها بهذه اللعبة: ليلى محمد علي، ومايك تايسون، ومحمد علي كلاي، ورملة علي، إلى جانب الملاكمة الألمانية ذات الأصل الفلسطيني زينة، وغيرهم الكثير من البطلات والأبطال العالميين.
وشدّدت المطيري -في حديثها للجزيرة نت- على أنه لم يكن هناك سبب معين لدخولها المجال الرياضي من بوابة الملاكمة تحديدا، موضحة أنها دائما كانت تسأل نفسها السؤال ذاته: "ليش مو ملاكمة؟"، معتبرة أن المجتمع هو الذي يحدد صورة نمطية مفادها أن الملاكمة هي رياضة خاصة بالرجال، على الرغم من أن الفتيات والنساء يلعبن هذه الرياضة منذ زمن بعيد، وحققن فيها بطولات عالمية.
وقالت "مجتمعنا العربي هو الذي يضع النمطية السائدة بأنها لعبة الرجال، على الرغم من أنها لعبة تستطيع النساء والفتيات ممارستها مثلها مثل بقية الألعاب والرياضات الأخرى".
أوضحت نورة أنها لم تدرك مدى حبها وشغفها بالملاكمة إلا عندما خاضت أول نزال وقتال حقيقي ضمن هذه اللعبة، وفي إطار بطولة آسيا التي أقيمت في دبي، حيث أدركت لحظتها أنها وجدت شيئا لطالما بحثت عنه يتعلق بالتحدي والمنافسة والصعود إلى الحلبة والقتال والتتويج والحماس.
من ناحية أخرى، بينت نورة المطيري أن ممارسة الرياضة والملاكمة لم تؤثر سلبا على دارستها، مشيرة إلى أنها تحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال الدولية، كما أن لديها مشروعها وعملها الخاص الذي يعطيها الأريحية في تنسيق أوقاتها بين التمرين والعمل بطريقة منظمة.
بطولة لا تُنسى
كشفت نورة المطيري أنها لن تنسى بطولة الملاكمة الأخيرة للسيدات التي أقيمت في ديسمبر/كانون الأول الماضي في المملكة العربية السعودية، إذ إنها تمكنت للمرة الأولى في مسيرتها الاحترافية من حصد ميدالية ذهبية، وهو إنجاز جعلها تشعر بالكثير من الفرح والسعادة لكونها حققت فوزا مستحقا.
ونبهت إلى أنه كان لهذه البطولة نكهة خاصة إلى جانب التتويج بالذهبية، وهي متعلقة بعدد الفتيات الخليجيات المشاركات في البطولة، وهو ما يعكس الإقبال الكبير من الفتيات الخليجيات على هذه اللعبة مشاركة وتشجيعا، معتبرة أن بعض البطلات العربيات والخليجيات يبشرن بمستقبل واعد على مستوى البطولات العالمية في حال توفر لهن الدعم الرسمي اللازم.
وانتقدت المطيري طريقة تفكير البعض في المجتمعات العربية والخليجية، خصوصا الذين يضعون تصنيفات معينة ومحددة للصورة التي ينبغي أن تكون الفتاة العربية عليها، وما يجب أن تفعل هذه الفتاة وما الذي يجب ألا تفعله، لافتة إلى أنها لا تكترث لآراء هؤلاء ونظرتهم إليها كونها تمارس رياضة الملاكمة.
أما عن طموحها المستقبلي، فتقول إنه ينصب على تطوير كافة مجالات الرياضة بشكل عام والملاكمة النسائية بشكل خاص في العالم العربي، معربة عن أملها في أن ترى كل فتاة عربية وخليجية لديها حلم أو طموح بممارسة رياضة ما، وأن تعبر عن نفسها وتواجه كل الصعوبات والتحديات وتمارس شغفها وتحقق أحلامها.
ميداليات عديدة
من الألقاب والميداليات التي سبق أن فازت بها نورة المطيري: الميدالية البرونزية في بطولة آسيا للسيدات والرجال والتي أقيمت في مايو/أيار الماضي في دبي، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في بطولة المملكة العربية السعودية الأولى للسيدات نهاية العام الماضي، إلى جانب الميدالية الذهبية في البطولة التجريبية الأولى للسيدات في الكويت.
وقد ذكرت أن المسيرة الرياضية الاحترافية تحتاج جهودا مضنية وصبرا ووقتا طويلا يتخلله تحضير مكثف للاعبات، مبدية تفاؤلها بزيادة عدد اللاعبات الكويتيات المحترفات في لعبة الملاكمة في المستقبل القريب.
أما عن أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهها نورة، فهي قلة اللاعبات المحترفات والملاكمات الكويتيات في الوقت الراهن، إلى جانب نقص الإمكانيات والتجهيزات المرتبطة برفع مستويات التدريب، مشددة على أنها لا تعتزم في حال تزوجت وأسست أسرة التوقف عن ممارسة الملاكمة، لأنها لم تعد مجرد رياضة فقط بالنسبة لها، وإنما هي جزء أساسي من حياتها.