أوميكرون يتوغل في المدارس.. كيف تحمي طفلك؟
مستوى الخطر الفعلي المتعلق بالإصابة يعتمد على عدة عوامل من بينها السلوك الفردي للطفل وحجم التواصل المباشر مع أقرانه ومعلميه.

أدرك الآباء خلال الشهور الماضية أن الأطفال أيضا عرضة للإصابة بمتحور أوميكرون، وأن ما اعتقده العلماء بشأن مناعة الأطفال القوية -التي تحميهم من الإصابة بأعراض فيروس كورونا الشرسة- لم يعد قابلا للتطبيق اليوم، تزامنا مع الانتشار الهائل لمتحور أوميكرون.
وأظهرت بيانات للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" (CDC) خضوع 5.3 حالات للعلاج بالمستشفى لكل 100 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 0 و4 سنوات بالولايات المتحدة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsطفلك ليس كأقرانه.. لماذا قد يخطئ الطبيب في تشخيص فرط الحركة؟
كيف تواجهين ارتفاع درجة حرارة طفلك؟ ومتى تتوجهين إلى الطبيب؟
10 علاجات منزلية لتخفيف آلام الأسنان عند الأطفال
وخلال نفس الفترة، تم إدخال 1.4 لكل 100 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما إلى المستشفى.
ومع ذلك، لا يزال البالغون أكثر عرضة للخضوع للعلاج بالمستشفيات، بمعدل 8.6 لكل 100 ألف شخص في سن 18 عاما أو أكثر.
ووفقا لنفس البيانات، تم إدخال 378 طفلا بالمتوسط إلى المستشفيات يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويمثل هذا زيادة تفوق 66% عن الأسبوع الذي سبقه، وهو معدل قياسي مقارنة بنهاية أغسطس/آب وأوائل سبتمبر/أيلول الماضي والذي بلغ 342 حالة دخول يومية إلى المستشفيات.
إذن، نحن أمام فيروس ينتشر بلا هوادة، ويجد من المدارس بيئة خصبة للتوغل، وهو ما يلاحظه غالبية أولياء أمور الأطفال الآن. فما حجم الخطر الذي يتعرض له الأطفال الذين يلتزمون بالحضور اليومي بالمدارس؟ وكيف نحمي الصغار من التعرض للعدوى؟ وهل ستختلف إجراءات الوقاية عن نظيرتها المتبعة خلال العامين الماضيين؟

كيف يؤثر أوميكرون على الأطفال؟
بصفتك أحد الوالدين، ربما يكون السؤال الرئيسي الذي يدور في ذهنك الآن هو كيف يمكن أن يؤثر أوميكرون على طفلك في حالة إصابته به، فكما رأينا خلال الصيف، تسبب متغير دلتا في ارتفاع كبير في الإصابات بين الأطفال.
لسوء الحظ، في الوقت الحالي، لا توجد معلومات كافية حول أوميكرون للتنبؤ بدرجة تأثيره على الأطفال.
وقالت الدكتورة أندريا بيري، طبيبة الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى الأطفال بجامعة ميريلاند والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة ميريلاند، إن انتقال أوميكرون مرتفع في جميع الولايات الأميركية، وأكثر من 10% من الاختبارات كانت إيجابية الأيام السبعة الماضية".
وأضافت "وبالنسبة لغالبية الدول، تزيد إيجابية الاختبار على 25%، فإن هذا يعني أن خطر الإصابة بالفيروس في المدرسة قد ازداد أيضا".
ومع ذلك، تقول بيري "إن مستوى الخطر الفعلي يعتمد على عدة عوامل من بينها السلوك الفردي للطفل وحجم التواصل المباشر مع أقرانه ومعلميه خلال اليوم الدراسي".
وأوصت إدارات المدارس بالالتزام بإجراءات التباعد وتحسين التهوية في المباني المدرسية، والتشجيع على عدم الذهاب إلى المدرسة إذا شعر الطفل بالمرض، والإخطار إذا كانت هناك حالات كوفيد في الفصول الدراسية.
هل طفلي الملقح محمي من أوميكرون؟
مع منح لقاحات (كوفيد-19) لكل من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما والمراهقين بين 12 و15 عاما، تنفس العديد من الآباء الصعداء لأن أطفالنا تمكنوا أخيرا من الحصول على بعض الحماية من الفيروس.
وبحسب مدير مراكز "سي دي سي" دكتور روشيل والينسكي، فإن معدل دخول المراهقين غير المطعمين كان أعلى بحوالي 11 مرة من أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل خلال الأسابيع الماضية.
وحول سلامة اللقاح، قال والينسكي إنه تم إجراء مراجعة لأكثر من 26 مليون جرعة لقاح تم إعطاؤها لهذه الفئة العمرية، وأظهرت "السلامة المطلقة" للتطعيم.
وأوضح والينسكي "بالنسبة لأطفالنا الصغار، الذين لم يصبحوا مؤهلين بعد للتلقيح، من المهم للغاية أن نحيطهم بأشخاص تم تطعيمهم لتوفير الحماية لهم".

تقييم المخاطر
وقال الدكتور إس ويسلي لونغ، الباحث في مستشفى هيوستن ميثوديست بولاية تكساس "يواجه الأطفال العديد من المخاطر نفسها التي يواجهها البالغون".
وأضاف أن حضور الأطفال بالمدارس قد يجعل الالتزام بإجراءات التباعد أمرا صعبا، وكذلك الالتزام بالأقنعة والكمامات مسألة غير مضمونة لدى الصغار.
وإذا كان عليك اختيار التعليم عن بُعد أو التعليم الشخصي لطفلك، فينبغي النظر إلى ما يجري في محيطك الجغرافي.
وتابع لونغ "من المهم النظر في أرقام الإصابات المحلية ومقاييس انتقالها أكثر من المعدلات الوطنية والبيانات الرسمية المعلنة للبلاد التي تعيش فيها، حيث تخبرك الأرقام المحلية حقا بما يحدث في مجتمعك".
وأشار إلى أن "تلقيح الأطفال المؤهلين لذلك هو أفضل وسيلة دفاع لهم، جنبًا إلى جنب مع ارتداء الأقنعة والتباعد قدر الإمكان".