علامات مبكرة للتوحد قد لا تدركها الأمهات
يلاحظ ما بين 80% و90% من الآباء العلامات في عمر عامين. وتأتي المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل والتخاطب في مقدمة تلك العلامات.
يواجه كثير من الآباء والأمهات حالة الإنكار بشأن إصابة أطفالهما باضطراب التوحد، على الرغم من زيادة فرص إصابة ملايين الأطفال به في العقد الأخير، حيث بات طفل من بين كل 54 طفلا معرضا للإصابة بدرجة من درجات التوحد؛ لكن الكشف المبكر عن وجوده قد يفيد الطفل بصورة كبيرة؛ لإعداده حتى يصبح طفلا مستقلا قادرا على التكيف مع الأمر، مع إمكانية تطوير مهاراته الفردية وقدراته على التعلم واكتساب المعرفة.
هناك مجموعة من العلامات التي تعد بمثابة إشارات إنذار واضحة، ينبغي على الأبوين الانتباه لها واتخاذ اللازم حيالها، واللازم هنا هو استشارة طبيب مختص، لتوجيه الأسرة نحو الطريق الصحيح لبدء أساليب العلاج، علما بأنه ليس للتوحد علاج شاف، وإنما تنمية لقدرات الطفل.
اقرأ أيضا
list of 4 items7 أسئلة حول فوائد تعليم المنتسوري لأطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة
مداحة النبي.. الطفلة التي هزمت التوحد بالإنشاد الديني
اكتشفوا إصابتهم في سن متقدمة.. 7 مشاهير يعانون من التوحد
يبدأ آباء الأطفال، الذين يعانون من طيف التوحد، بملاحظة بعض العلامات الواضحة من بداية عمر 12 شهرا، بينما قد يتطور بعض الأطفال بشكل طبيعي في الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من حياتهم، ثم تبدأ الأعراض في الظهور.
ويلاحظ ما بين 80% و90% من الآباء العلامات في عمر عامين، وتأتي المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل والتخاطب في مقدمة تلك العلامات.
المهارات الاجتماعية
يواجه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد صعوبة في التفاعل مع الآخرين. وتعد مشاكل المهارات الاجتماعية من أكثر العلامات شيوعا، وقد يرغبون في إقامة علاقات وثيقة؛ لكنهم لا يعرفون كيف.
المشكلة الأكبر التي قد لا تلاحظها الأمهات، هي أن بعض أطفال التوحد لديهم علاقات اجتماعية طيبة بالبالغين؛ لكنهم في الوقت نفسه لا يستطيعون بناء العلاقة ذاتها مع أقرانهم في المرحلة العمرية نفسها؛ لذلك يحذر الأطباء من تصور بعض الأمهات أن قبول الطفل المصاب بالتوحد للتدليل من قبل البالغين، دليل على المهارات الاجتماعية لدى الطفل.
يجب أن تجيب الأم على هذه الأسئلة بوضوح هل طفلك يتواصل بصورة إيجابية مع أقرانه؟ هل يحب اللعب المتبادل معهم؟ ما هي اللعبة المفضلة التي يحب أن يتشارك بها مع أقرانه؟.
إن كان طفلك يواجه مشكلة في قبول طفل آخر داخل دائرته، ولا يمرح مع الأطفال أثناء اللقاءات العائلية، فهي علامة إنذار واضحة لا يجب إنكارها.
علامات اجتماعية أخرى
ينبغي على الأم أيضا أن تنتبه إلى هذه العلامات حول مهارات الطفل الاجتماعية.
- لا يستجيب لاسمه بحلول عيد ميلاده الأول.
- الدعوة للعب أو المشاركة أو التحدث مع الآخرين لا تثير اهتمامه.
- يفضل أن يكون بمفرده.
- يتجنب الاتصال الجسدي والأحضان.
- يتجنب الاتصال بالعين لثوان.
- سريع الغضب ولا يعرف كيف يعبر عما يريد.
- لا يفهم العواطف.
- لا يمد ذراعيه ليتم حمله.
مهارات التخاطب والتواصل
حوالي 40% من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد لا يتحدثون على الإطلاق، وما بين 25% و30% يطورون بعض المهارات اللغوية أثناء الطفولة، ثم يفقدونها لاحقا؛ لكن الجانب الإيجابي أنه قد يبدأ كثير من أطفال التوحد في تطوير مهاراتهم اللغوية في وقت لاحق من حياتهم.
لكن العلامة التي لا تنتبه إليها الأمهات أيضا، أن نطق وإدراك الطفل لـ"القوائم" في مرحلة مبكرة من حياته لا يعني أنه غير مصاب بالتوحد، والقوائم تتضمن معرفته للألوان وأسماء بعض الأشياء والحيوانات والأشكال والأرقام والحروف وبعض الأغاني التي اعتاد سماعها.
نعم هذا الأمر ربما يصبح خادعا إلى حد كبير، عندما يسأل الطبيب هل طفلك ناطق؟ فتجيب الأمهات بالإيجاب.
لكن في الحقيقة، معرفة أسماء بعض الأشياء والأغاني لا تعني أن الطفل غير مصاب بالتوحد، ربما يوصف بأنه "طفل توحد ناطق".
وما ينفي عن الطفل أنه غير مصاب بالتوحد، تفاعله بالكلمات، واستجابته بالرد على الأسئلة، والتعبير عن احتياجاته بالكلمات وليس بالإشارة أو الغضب.
ولذلك على الأم أن تنتبه إلى أن تكرار الكلمات أو الجمل أكثر من مرة إشارة واضحة، قد تنذر بضرورة زيارة الطبيب لهذا الشأن، وكذلك إذا لم يفهم الطفل المزاح والمشاعر، ولم يستطع التعبير عن آلامه أو احتياجاته، فهذا يعني أنه لا يجيد توظيف حصيلته اللغوية.
أنماط السلوك
يتصرف الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد أيضا بطرق تبدو غير عادية يمكن أن تشمل الأمثلة على ذلك.
- سلوكيات متكررة مثل الخفقان باليد (الرفرفة)، أو التأرجح، أو القفز، أو الدوران.
- الحركة المستمرة، الجري المفرط من وإلى مكان محدد، أو الهروب لا سيما في الأماكن المفتوحة.
- حساسية شديدة للمس والضوء والصوت والملابس.
- عدم المشاركة في التمثيل أو تقليد سلوكيات الآخرين.
- عادات الأكل المزعجة، وتناول الطعام بباطن اليد وليس بالأصابع أو أدوات المائدة.
- الاندفاع (التصرف بدون تفكير).
- السلوك العدواني سواء مع النفس أو مع الآخرين.
- المشي على أطراف الأصابع.
يعتبر بعض أولياء الأمور هذه السلوكيات، لا سيما في سنوات الطفل الأولى، أنه طفل نموذجي؛ لكنه غير هادئ (طفل شقي)، ومن ثم يتأخر الكثيرون في تقديم المساعدة لأطفالهم؛ لكن بطرق علاج متعددة يمكن السيطرة على هذه السلوكيات، كارتداء جاكيت رملي (جاكيت ثقيل مملوء بالرمال مخصص للأطفال للحد من السلوكيات العنيفة).
وكذلك ارتداء حذاء ثقيل داخل المنزل للحد من الجري المتواصل والمشي على أصابع القدمين، إلى جانب مجموعة من التدريبات التي تحد من السلوكيات العنيفة السابقة من خلال خبراء العلاج السلوكي لتدريب الطفل على السيطرة على انفعالاته، وتعليمه الصبر والانتظار، ومن ثم يستطيع أن يندمج مع مجتمعه ومدرسته.