المقلوبة والبالونات وعلم فلسطين.. بساطة المرابطات تستفز جيش الاحتلال

خديجة خويص وأخريات من المقدسيات لا تمنعهن قيود ولا حراس من الرباط في محيط الأقصى المبارك

المرابطة المقدسية خديجة خويص (الجزيرة)

تعاني 15 مقدسية مرابطة من قرارات الإبعاد التي تمنعهن من دخول ساحات الأقصى المبارك، ومن بينهن خديجة خويص التي اشتهرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع المرابطة هنادي الحلواني في التحدي المعروف باسم تحدي "المقلوبة" الذي وصف بأنه استفزاز لجيش الاحتلال.

ويستمر قرار إبعاد خديجة إلى أغسطس/آب القادم، ولكن عادة ما تتجدد قرارات الإبعاد لأشهر طويلة.

وتواصلت الجزيرة نت مع هذه المرابطة المقدسية للتعرف منها على المزيد، في تلك الفترة العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

إضراب

قبل أيام، أُعلن عن الإضراب في كافة أرجاء فلسطين، وروت خديجة أنها التزمت بإضراب كافة أبناء الشعب في الداخل وفي غزة والمدينة المقدسة، حيث لم يذهب أحد إلى العمل، ولم تفتح المتاجر. ولكنها لم تشارك في المسيرات لأنها فضلت المرابطة على باب الأسباط في حين قضى أولادها الإضراب داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك.

وتقول المرابطة المقدسية "كانت هناك نقاط تماس، وفي كل نقطة وجدنا مواجهات خاصة أمام باب العامود، والذين استخدم ضدهم قوة مفرطة رغم أنهم في مظاهرات سلمية، إذ قامت قوات الاحتلال بالاعتداء بالضرب على المتظاهرين والصحفيين، واعتقلوا فتاتين أيضا، وأغلقوا حي الشيخ جراح بالكامل، وكان القمع بشكل جنوني برغم من أن الجميع كانوا سلميين" وتابعت "حتى من كان يمر في الطريق كان يتعرض للقمع".

إحياء

خديجة وأخريات من المقدسيات المرابطات، لا تمنعهن قيود ولا حراس من الوجود في محيط الأقصى الشريف، ولكن في ذكرى النكبة قررت الدخول، وبالفعل قفزت فوق الأبنية والأسطح حتى وصلت.

تقول "كنت حريصة على قضاء ذكرى النكبة في حي الشيخ جراح، النكبة تمثل بالنسبة لي ما يجري فيه من تهجير وإخراجهم (المواطنين الفلسطينيين) من بيوتهم وطردهم، وهو ما يشبه النكبة الأولى".

وتابعت خديجة أنها ترابط لتؤكد أن إحياء ذكرى النكبة آن له أن يستمر "فوقفت مع المتضامنين مع الحي وأطلقنا بالونات هواء بعلم فلسطين، وفي تلك اللحظة جن جنون الشرطة الإسرائيلية التي تسمح للمستوطنين بالدخول بكامل أسلحتهم وتحت حراستها من أجل استفزازنا، وقاموا بطردنا والاعتداء علينا واستخدام الخيالة، ثم التجأنا إلى بيوت الحي لنحتمي فيها حتى يهدأ القمع. كنا نريد الانتظار لكنهم قاموا بمطاردتنا حتى داخل البيوت واعتدوا علينا وأخرجونا بالقوة من الحي وألقوا بالنساء أرضا، وألقوا علينا قنابل الصوت ولم تمر فاعليات إحياء ذكرى النكبة كما كان مخططا لها".

إبعاد

تحكي المرابطة الفلسطينية للجزيرة أن قرارات الإبعاد الإدارية التي تصدرها قوات الاحتلال تجدد قبل انتهائها بيوم، إذ يقوم الجيش الإسرائيلي عادة بتجديدها تلقائيا، أو يسمح لهم بالدخول أسبوع أو شهر ثم يعتقلهن مرة أخرى لتجديد القرار.

وتقول "إن لم نمتثل لقرارات الإبعاد تكون العقوبة هي السجن، ولذلك نتجنبها تماما، الأمر الذي منعني من مشاهدة الانتهاكات التي حدثت في مسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية، لكنني كنت على أعتاب بواباته، وكان ابني داخل ساحات الأقصى، وقد شاهدت قمع جيش الاحتلال الذي منع سيارات الإسعاف من نقل المصابين، إلى جانب التنكيل بالمصابين ومنع المسعفين من نقلهم، ورأيت وابلا من قنابل الصوت التي رشقتها قوات الاحتلال على المصلين والأبواب".

وتذكر خديجة أنها أصيبت في قدمها يوم 28 رمضان خلال الاعتداءات على الموجودين في باحات المسجد الأقصى، حتى أن المستوطنين كانوا يتعدون عند باب الأسباط على كبار السن الذين يحاولون الدخول للصلاة.

وأضافت "لقد استخدموا القوة المفرطة ضد المصلين، وأطلقوا الرصاص المطاطي وغاز الفلفل، مما أدى إلى وقوع إصابات بالغة، وكان من بين المصابين ابني الذي تعرض للضرب المبرح بالهراوات بجوار باب الرحمة وقد تم تضميد جروحه بـ 4 غرز.

ولم يكتف الاحتلال بإبعاد خديجة عن المسجد الأقصى التي ترابط فيه بل تعرضت للاعتقال عدة مرات، بالإضافة إلى منعها من السفر.

جدير بالذكر أن خديجة لديها 5 أبناء من بينهم صفاء التي شاركتها الاعتقال ذات مرة، حيث شملت عقوبات جيش الاحتلال كل عائلة خويص الذين منعوا من التأمين الصحي، وهو عقاب تستخدمه إسرائيل لكسر إرادة المرابطين والذي لم يثنهم الرصاص والقنابل عن نضالهم.

المصدر : الجزيرة