شاهد: رغم قصر قامتها.. سيدة مصرية تمتهن صيانة وبيع قطع غيار الجرارات الثقيلة

مع أنها سيدة لا يتجاوز طولها 120 سنتيمترا إلا أن المصرية أمل الزناتي (50 عاما) لم تستسلم لا لكونها من قصار القامة ولا لعادات الريف المصري وتقاليده، وقررت أن تثبت لنفسها أنها قادرة على فعل أي شيء مثلها مثل عموم الناس، وعلى تحقيق ذاتها في المجال الذي طالما أرادت العمل فيه.
نشأت أمل الزناتي في إحدى قرى مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ شمالي مصر، في أسرة كبيرة ضمّت الأب والأم و10 أشقاء، لم يعان أحد غيرها قصر القامة، وذلك دعا والدها إلى دعمها فكان يستشيرها ويأخذ برأيها في مختلف الأمور كما لو كانت أكبرهم مع أنها لم تكن كذلك، فزاد دعمه ثقتها بنفسها وأعطاها الطاقة التي استعانت بها في إكمال مشوار والدها في التجارة.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsتحديات جمة وخطاب كراهية.. هكذا انتصرت العراقية انتظار حسن على تنمر مجتمعها
وتبين أمل أنها قررت بعد سفر شقيقها أن تكمل مسيرة والدها في بيع قطع غيار الجرارات الزراعية وصيانتها، مؤكدة -للجزيرة نت- أنها كانت قد قطعت على نفسها عهدا ألا تلتفت إلى تقاليد الريف المصري والأفكار الخاطئة عن المرأة وعملها، قائلة "قررت أن أكسر القاعدة وأبين أنه لا يوجد فارق بين رجل وامرأة، أو طويل وقصير".
وتقضي أمل أغلب وقتها في العمل بين محل بيع قطع الغيار الذي تملكه والذي أطلقت عليه اسم عائلة أبيها "الزناتي" وبين ورشة إصلاح الجرارات في قريتها، وتشير إلى أنها اكتسبت قدرا من الخبرة في إصلاح الجرارات في أثناء رحلة عملها التي بلغت نحو 30 عامًا منذ بداية عملها في بيع قطع الغيار وإصلاح الجرارات الزراعية.
أمل التي لم تتزوج تبدأ يومها مبكرا بين السابعة والثامنة صباحا بأعمال المنزل وتجهيز الفطور لأسرتها الموجودة معها في المنزل المتاخم لمكان عملها بالمحل والورشة، ثم تقضي اليوم كله بين المحل والورشة حتى الثامنة مساء.
كسب الاحترام
ورغم ما تواجهه أمل من منافسة في مجال عملها فإنها، بحسب تصريحاتها للجزيرة نت، استطاعت اكتساب احترام الزبائن بتقديم خدمة متميزة، مشيرة إلى أن الزبائن في البداية كانوا يفاجؤون بوجودها في المحل أو الورشة، وربما يسخر منها بعضهم، لكنهم مع الوقت اعتادوا التعامل معها.
ومثلها مثل غيرها من قصار القامة، تعاني أمل الإهمال الحكومي لها فمع أنه سبق لها التقديم من أجل الحصول على شقة وسيارة مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة لكنها لم تحصل عليها، وما زالت تأمل الحصول عليها، من أجل مساعدتها على أداء أعمالها وتوسيع مشروعها.
وفي ختام تصريحاتها -للجزيرة نت- وجهت أمل رسالة لإخوانها قصار القامة، ناصحة إياهم ألا يستسلموا للظروف وأن يعتمدوا على أنفسهم في العمل والكفاح من أجل حياة كريمة، قائلة "أحب أن أوجه رسالة لإخواني قصار القامة ميقعدوش (لا يقعدوا) في البيت، لا .. ينزلوا يشتغلوا لا يعتمدوا على أحد ولا ينتظروا شيئا من أحد".