تسلمتها من أمير قطر.. الهديفي: جائزة "المدرسة المتميزة" اعتراف سام بجهودنا في عام استثنائي
ترى علياء الهديفي أن تتويج مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية التي تديرها بجائزة التميز العلمي ضمن فئة "المدرسة المتميزة" في دورتها 14 سنة 2021، يعد اعترافا متجددا من دولة قطر بالكفاءات والجهود التي يبذلها جميع العاملين في المنظومة التعليمية في قطر وداعما قويا نحو تحقيق الأفضل.
وتصف الهديفي -في حوار خاص مع الجزيرة نت- لحظة تسلمها الجائزة من يد سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنها لحظة مؤثرة، يختلط فيها إحساس عظيم بالفخر والاعتزاز والتقدير للجهود التي يبذلها مديرو المدارس لأجل تجويد البيئة التعليمية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالقطرية إيمان الحمد: "نجوم العلوم" انطلاقتي الحقيقية وأطور ابتكارات لتجويد التعليم عن بعد
الكاتبة القطرية شعاع اليوسف: التنمية الذاتية ارتقاء بالقدرات البشرية
الناطقة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة حنان الفياض: الجائزة عززت دور الترجمة عربيا وعالميا
وتعتبر أن وصفة نجاح أي مسؤول تربوي تكمن في الحوار والعمل بروح الفريق وتبادل المقترحات والإصرار على مواجهة التحديات مهما عظمت، خاصة إذا كانت قاهرة وفي سنة دراسية استثنائية جراء وباء كورونا وما استدعته من تعبئة لكل الطاقات.
وتدعو مديرة مدرسة موزة بنت محمد إلى استشراف توجهات التعليم دوليا ومستقبله، وصياغة المخرجات التي تواكب التطور السريع في مجال المناهج وتكنولوجيا التعليم، وتطوير القدرات والإمكانات التي تسايره، لأن هذه هي السبيل الوحيدة لتقوية المنظومة التعليمية والتربوية ومواكبة تحديات المستقبل.
وفيما يأتي نص الحوار:
-
كيف تعرّفين نفسك في بضع كلمات؟
علياء صالح سلطان الهديفي، خريجة قسم اللغة العربية بكلية التربية في جامعة قطر، وأشغل حاليا مديرة مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية. تدرجت في وظائف التعليم منذ عام 2000، بدءا من معلمة إلى منسقة، فنائبة أكاديمية ثم نائبة مدرسة، وهذا حفزني على الالتحاق ببرنامج القيادات الحكومية لمدة سنة كاملة عام 2018.
أنا أم لـ3 أبناء، محبة جدا لعملي وأسرتي الصغيرة، ومحبة لرسالة التعليم والتجديد والتطوير المستمر في أداء واجباتي ومهامي المهنية.
-
خلال الأسبوع الماضي وفي حفل كبير، أعلن عن فوز مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية التي تديرينها بجائزة التميز العلمي كأفضل مدرسة متميزة في قطر، كيف تصفين شعورك بعد تكريمك والمدرسة من طرف سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؟
شعور وفرحة لا توصفان، عشنا أفضل اللحظات خلال حفل إعلان الفائزين بجوائز التميز العلمي برعاية وحضور سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، فقد كان ذلك تثمينا للجهود التي بذلناها والتحديات التي تغلبنا عليها في سنة تعليمية استثنائية بكل المقاييس، تخللها غياب مستمر لبعض أعضاء هيئة التدريس بسبب الحجر.
في الحقيقة تتويج الفائزين بجوائز التميز العلمي هو تجديد لحرص دولة قطر الدائم على دعم الأشخاص المتميزين والكيانات المتميزة والعاملين بإخلاص وإتقان. بالنسبة لنا، فعلى الرغم من أن الحيز الزمني الذي كان يجب أن نترشح فيه للجائزة كان ضيقا للغاية ولم يسعفنا، فإننا عززنا الأدوار لإنجاز المهمة في وقت قياسي.
لكن وبعد إعلان تتويجنا بحضور سمو الأمير، شعرنا بفخر كبير أنسانا أيام التعب، وكافأ جهودنا كفريق واحد، يجد في نفسه استعدادا أكبر للاستحقاقات القادمة مستقبلا.
-
هل بات هذا التتويج يفرض عليكم مسؤوليات أكبر تجاه الأجيال القادمة للحفاظ عليه وتطويره؟
هذا صحيح، كما عزز لدينا إيمانا أكبر بنشر ثقافة التميز وسط المجتمع للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالجائزة وشروط التقديم لها، خاصة في محيط العمل والأسرة وأولياء الأمور، كما نرى ضرورة غرس ثقافة التميز في صفوف طلاب الجامعات، ولهذا بدأنا نعمل على تخصصات أخرى، وتقريب الخدمات الممكنة لتحقيق ذلك.
-
معلوم أن لكل مدير وصفته الخاصة لتحقيق الانسجام بين إدارته وبين فريق العمل، ما النهج الذي سرت عليه؟
نحن في المدرسة نعمل كأصدقاء، ولا يوجد رئيس أو مرؤوس. نناقش التفاصيل الكبيرة والصغيرة، ونتبادل المقترحات برؤية واضحة، كما ندقق أهدافنا قبل تحقيقها ورؤيتها في أفضل صورة، شرط أن نكون مختلفين عن الباقين ولنا بصمتنا الخاصة. وبكل بساطة هذه هي وصفة النجاح لدينا والتي يدركها فريقنا الواعي جدا لتوجيهات مديرة المدرسة والمتطلبات التي يراد تحقيقها.
-
ما الإنجازات التي حققتها مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية في المجالات التربوية المختلفة؟
منذ توليت إدارة المدرسة، كنت حريصة على انضمامنا إلى منظمة اليونسكو، وهذا ما كان ولله الحمد، بعد أن استوفينا شروط التقديم والمعايير المعتمدة بين مدارس قطر، كما حصلنا على مراكز متقدمة في البحوث الإجرائية والعلمية، وأيضا حصلنا على المراكز الأولى وجوائز خاصة في البحوث المتنافسة على جوائز النادي العلمي.
لدينا حرص على تطوير مهارات المعلمات في المدرسة من خلال الورشات المختلفة، وترشيحهن للمناصب القيادية، واليوم لدينا ما يقارب من 32 معلمة حصلن على الرخص المهنية، والعمل جار مع البقية للتقديم حتى حصولهن جميعا على الرخص، كما لدينا 9 معلمات حصلن على شهادة مدرب معتمد في مايكروسوفت، والعمل مستمر لبلوغ 20 شهادة، حتى تحصل المدرسة بصفة رسمية على شهادة مايكروسوفت المعتمدة.
كما أننا في المدرسة نعتبر من مراكز الدمج في قطر، ولدينا طالبات الدعم، ونوفر لهن كافة وسائل الدعم الخاص بهن، ونشركهن في كافة المسابقات.
-
ما الجوانب السلبية التي استطعت التغلب عليها فأوصلتك إلى تحقيق هذا التتويج؟
أرى أن أكبر عقبة كانت حركة الانتقالات وترقية الموظفات للمرحلة الإعدادية، وسد الشواغر في المدارس الأخرى. وبحكم أن العمل مع الفريق يمتد إلى 3 سنوات، فقد تسبب ذلك في عدم استقرار الفريق، ثم ما خلفته كورونا من تداعيات وحالات حجر عدد من المعلمات ذوات الخبرة، إلا أننا قدمنا للجائزة رغم ذلك، وحققنا الإنجاز.
#جائزة_التميز_العلمي | عليا الهديفي مديرة مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية عن فئة المدرسة المتميزة. pic.twitter.com/ChseaONGIp
— وزارة التعليم (@Qatar_Edu) March 1, 2021
-
هل تتفقين مع من يقول إن هناك خصوصيات في الإدارة التعليمية بين الرجل والمرأة؟
صراحة لا أرى خصوصية في الإدارة بين الرجل والمرأة، لكن هناك فروقا. أنا أرى أن إدارة الرجل فيها استقرار وثبات، أما إدارة المرأة فتتخللها تحديات وصعوبات، فهي أم ومسؤولة عن أسرة، وتضطر أحيانا لأخذ إجازة مرضية، وغيابها يسبب خللا في سد الشواغر، كما أنها مرهونة بتغيرات أخرى، كالأمومة والرضاعة، أما في بيئة العمل، فالمرأة أكثر قدرة على ابتكار الحلول، وتوفير البدائل في المساحات الضيقة.
-
تعيش المنظومة التعليمية حول العالم حالة استثنائية بسبب وباء كورونا، عاش معها المدرسون والطلاب تأثيرات نفسية وتربوية، كيف يمكن برأيكم -كمسؤولة تربوية- مواجهة تلك التداعيات مستقبلا؟
لقد أثرت جائحة كورونا بقوة في البيئة المدرسية، تلك البيئة التي يحتاج فيها الطالب الصغير السن إلى اللعب واغتنام اللحظات التي تجمعه برفاقه وتبقى عالقة في ذاكرته.
لكن اليوم وبسبب الوباء، فقد فرضت عدة إجراءات أثرت في البيئة الدراسية لصغير السن، فهو محكوم بالتباعد الاجتماعي مع أصدقائه ومعلماته، وغائب عن الطابور الصباحي، ومضطر للتعقيم المستمر، وكل هذا أشعر الطالب بالملل والإحباط والتأفف من الذهاب إلى المدرسة، ولهذا يجب علينا بعد زوال الجائحة الحرص على تكييف الطالب نفسيا، وبحث ما يشعر به من تفاصيل دقيقة معه.
-
تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس/آذار، كيف ترين إسهامات المرأة في تجويد أداء المنظومة التعليمية في قطر؟
إسهاماتها مشهودة بكل تأكيد، فالمرأة هي العمود الأساسي في البيت والعمل، وتساهم في بناء المجتمع وأداء دورها التعليمي، وبشكل لافت في هذه الظروف التي ضاعفت فيها جهودها، خاصة ما يتعلق بالتعليم عن بعد، الذي يحتاج إلى متابعة وإعادة شرح، وتوجيه مستمر، وخلق ظروف نفسية استثنائية. وإذ يحتفى اليوم بالمرأة في يومها العالمي، أقول كان الله في عونها وشكر جهودها.
-
كيف ترين صورة المعلمة القطرية بين الأمس واليوم، هل أصبحت أكثر انفتاحا على هذا المجال وإيمانا برسالة المدرس؟
معلمات الأمس قدمن أفضل ما كان لديهن بحب وإخلاص تبعا للإمكانات التي كانت متاحة لهن وقتها، لكن اليوم تبدل الوضع، المعلمة اليوم لا بد أن تكون متمكنة من أدوات العصر، خاصة من المهارات التكنولوجية، ولا مكان لأي أحد لا يستطيع أن يتعلم أو ينفتح على العالم، أنا أرى أن معلمات اليوم جاهزات لأي تطوير وقادرات على مواكبة لغة العصر ومواجهة التحديات بإصرار.
-
في كثير من المناسبات ينظر للمناهج الدراسية على أنها الأرضية المناسبة لزرع قيم حقوق الإنسان والتربية الإعلامية، بل حتى التوعية بالقضايا التربوية والأسرية وغير ذلك، هل برأيك يمكنها تحمل كل هذا الثقل ولعب أدوار الآخرين؟
الجميع ينظر للمناهج الدراسية على أنها التربة الخصبة لزرع القيم وتحفيز الوعي، لكن لا يخفى أن الإعلام بات يلعب الأدوار الكبرى، فالطالب قد يستفيد من المناهج بكل ما تحمله من قيم وأفكار نبيلة، لكنه قد ينساها، ما دام خاضعا للتأثير الإعلامي بشكل مستمر، وبما يدور حوله من أحداث.
أنا أعتقد أن المنظومة التربوية يجب أن تكون متكاملة الأدوار ولا تقتصر فقط على المناهج، فنحن مثلا في المدرسة نحرص عل تفعيل القيم لدى الطلاب من خلال الإذاعة الصباحية والمسابقات والدورات وغيرها، لكن هذا كله لا يكفي، وهنا يجب أن تتبلور أدوار الآخرين.
-
إذا كانت لديك كلمة تهمسين بها في أذن صانع القرار التربوي في قطر، وتستشرفين بها مستقبل التعليم، فماذا تقولين له؟
نحن نعرف أن التعليم في قطر يسير وفق منظومة ممتازة والدولة حريصة على ضخ الموارد التي تعزز قاعدة تعليمية متينة تتطور باستمرار، مثلما أصبح لدينا قيادات متميزة في الميدان، لكن علينا تطوير التعليم الافتراضي والتعليم عن بعد، خاصة تطوير أداء أولياء الأمور، وأن تفتح لهم بشكل اختياري دورات مسائية لتعلم آليات التعامل مع الطلاب والواجبات الإلكترونية، حتى يتمكنوا من مرافقة أبنائهم مدرسيا.
كذلك علينا تطوير مناهج الحاسب الآلي ومناهج تكنولوجيا التعليم المقررة في المدارس، والنظر فيها بدءا من الصف الأول إلى السادس، فهي لا تواكب احتياجات الطالب خلال السنوات المقبلة، حيث يجب أن ينهي الطالب جميع المهارات المتعلقة بالحاسوب بانتهاء المسار الابتدائي، كذلك علينا إعادة النظر في استقرار المعلمين لما لا يقل عن 5 سنوات، حتى يستفيد منهم الطلاب، وبعد هذا كله، يمكننا أن نقول إننا قطعنا شوطا في سبيل تحديث وسائل العمل وتجويد المخرجات، وثبتنا أقدامنا خدمة لأجيال المستقبل.