جميلة الشنطي عضوة المكتب السياسي لحماس بغزة: تضاعفت حصة النساء من المناصب العليا في حكومة غزة 3 مرات

رائد موسى/غزة/مرأة أو سياسة/ جميلة الشنطي أول امرأة تفوز بعضوية المكتب السياسي لحماس في غزة - انتخابات حماس الداخلية تتمتع بشفافية عالية -رائد موسى-الجزيرة نت
جميلة الشنطي أول امرأة تفوز بعضوية المكتب السياسي لحماس في غزة (الجزيرة)

كشفت الدكتورة جميلة الشنطي أول امرأة تنتخب لعضوية المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن أنه لا يوجد في النظام الداخلي للحركة ما يمنع وصول المراة إلى أعلى منصب تنظيمي، وحتى أن تكون رئيسة للمكتب السياسي.

وقالت الشنطي -في حوار خاص بالجزيرة نت- إنه "لا يوجد نص في النظام الداخلي لحماس يمنع المرأة من رئاسة المكتب السياسي، لكننا نحن النساء لا نزاحم الرجال على هذا المنصب الحسّاس لما له وعليه من أعباء كثيرة، لا تخلو من مخاطر نظرًا لظروف الحركة سياسيًا وأمنيًا".

التحقت الشنطي (66 عامًا) بجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراستها الجامعية في جامعة عين شمس بمصر عام 1977، وكانت من الجيل الأول عند تأسيس حماس عام 1987، وتولّت رئاسة مجلس الشورى الخاص بالنساء في الحركة لدورتين متتاليتين.

وفي ما يأتي نص الحوار

  • بعد وصولك إلى المكتب السياسي لحماس كأول امرأة، هل تتطلعين إلى رئاسة المكتب في المستقبل؟

بداية ليس هناك ما يمنع وصول امرأة إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، لكنني لو رُشّحت لذلك سأرفض، هناك مهمات لا تستطيع المرأة القيام بها، ليس عجزًا جسديًا أو عقليًا، وإنما نظرًا لما يقتضيه هذا المنصب من مهام صعبة ومعقدة، لا تخلو من خطورة بحكم الواقع السياسي والأمني للحركة وظروف الاحتلال.

وجرت العادة أن تتنازل الأخوات اللواتي يصلن إلى عضوية مجلس الشورى في الحركة عن حق المنافسة على منصب رئيس المكتب السياسي، وهو ما حدث في الانتخابات الحالية.. بعضهم سجل على ورق الترشيح أسماء نساء لرئاسة المكتب (ضحكت) يبدو أنها على سبيل الدعابة، لكننا -كما قلت لك- نتفهم الضرورات، وننسحب فورًا، ونترك المجال للإخوة فهم الأقدر على تحمّل أعباء هذا المنصب.

  • من حيث التوقيت، ما الذي أخّر وصول امرأة إلى عضوية المكتب السياسي لحماس؟

نحن كنساء في حماس لم نكن يومًا مغيّبات عن مراكز صنع القرار في الحركة، ويؤخذ برأينا ونشارك في القرار، ونحن نمارس العمل السياسي ومنتظمات فيه منذ مدة طويلة، وأنا شخصيًا كنت عضوة في المكتب السياسي لحزب الخلاص الإسلامي الذي أسّسته الحركة في تسعينيات القرن الماضي.

أما عن عضوية المكتب السياسي لحماس وتأخّر وصول المرأة إليه، فقد كان غياب المرأة في السابق لدواع أمنية، والإخوة في قيادة الحركة كانوا يفضلون بقاءنا كنساء في مأمن بعيدًا عن الاستهداف الإسرائيلي، لكن الأمر اختلف بعد تجربة الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، اختلفت الأمور وأصبح الكل مستهدفًا، ولم يعد هناك ما يعيق وصول المرأة إلى أعلى المناصب التنظيمية.

  • هل لك أن تطلعينا على موقع المرأة في مراكز صنع القرار في حماس؟

المرأة في حماس تتبوّأ مكانة مرموقة تليق بها، وتمثل نسبة كبيرة من قوام التنظيم وقوته البشرية، ولدينا كقيادة نسائية مؤسساتنا التنظيمية والشورية الموازية للرجال، ونلتقي معهم في مجلس الشورى العام.

وقد أولت حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية الماضية المرأة اهتمامًا كبيرًا، وأسندت إليها مناصب ومراكز في الوزارات بنسبة تفوق بنحو 3 أضعاف ما كانت تتمتع به في الحكومات التي تشكلت منذ تأسيس السلطة عام 1994.

جميلة الشنطي أول امرأة تفوز بعضوية المكتب السياسي لحماس في غزة -المرأة الفلسطينية مؤهلة لأرفع المناصب والمراكز القيادية -رائد موسى-الجزيرة نت
الشنطي: المرأة الفلسطينية مؤهلة لأرفع المناصب والمراكز القيادية (الجزيرة)
  • وكيف تتم العملية الانتخابية في حماس؟

الانتخابات في حماس تتمتع بكثير من الشفافية، وعملية الاقتراع والتصويت سرّية، وعلى سبيل المثال تبدأ حماس انتخاباتها في قطاع غزة بانتخابات مجالس الشورى الفرعية في المناطق، ومن ثم انتخاب مجلس الشورى العام المكون عند الإخوة من 71 عضوًا، ومن ثم تبدأ عملية انتخاب المكتب السياسي.

  • ماذا تقصدين بمجلس شورى الإخوة، هل هناك مجلس خاص بالنساء؟

نعم، هناك انتخابات موازية للنساء، وتتم بالآليات المعتمدة نفسها لدى الإخوة الرجال، ويحقّ لكل أخت مضى على عضويتها في حماس أكثر من 8 سنوات المشاركة في العملية الانتخابية سواء بالترشح والانتخاب، وصولًا إلى انتخاب مجلس شورى عام يخص النساء، مكون من 51 عضوة، ويضم منهن 10 أخوات إلى الإخوة في مجلس الشورى المركزي، ليصبح العدد الإجمالي لأعضائه 81، وهو المنوط به تنظيم عملية اختيار المناصب العليا في الحركة والمكتب السياسي.

  • لم تكن عملية انتخاب يحيى السنوار لرئاسة المكتب السياسي مجددًا سهلة، لماذا؟

يحتاج رئيس المكتب السياسي للفوز أن يحصل على 50+1 من الأصوات، وقد مكثنا 3 أيام حتى تمكن أبو إبراهيم (يحيى السنوار) من حسم الأمر لمصلحته، رغم أنه على مدار الأيام الثلاثة كان يحصل على أعلى الأصوات في سباقه مع أخ آخر (المهندس نزار عوض الله)، لكنه من أجل شفافية العملية الانتخابية في الحركة كان ينبغي أن يحوز أكثر من نصف عدد الأعضاء بصوت واحد.

  • وما آلية اختيار بقية أعضاء المكتب السياسي؟

المكتب السياسي للحركة في غزة مكون من 15 عضوًا، من ضمنهم الرئيس الذي له الحق في تنسيب 7 أشخاص لعضوية المكتب، ممن يرى أنهم الأقدر على مساعدته في تنفيذ خططه وبرامجه، والسبعة الآخرون يُختارون بالانتخاب.

  • وما هو برنامجك في السنوات الأربع المقبلة من ولاية المكتب السياسي؟

أتولى في المكتب السياسي ملف الجامعات ودار القرآن الكريم، وتمثل المرأة أولوية في نظري، وهناك قضايا كثيرة حملتها منذ أن توليت وزارة شؤون المرأة، وسأعمل على إيجاد حلول لمشكلات تعانيها المرأة على وجه الخصوص، كالبطالة في أوساط الخريجات، والأهم من ذلك تعزيز مكانة المرأة في المواقع القيادية.

كما سنعمل في المكتب السياسي الجديد على استكمال المشروعات التي بدأها أبو إبراهيم في ولايته الأولى، فهو قد نجح بشكل ملموس على صعيد تعزيز العلاقات الوطنية، وسنواصل العمل معه على تنفيذ ما يحمل من خطط وبرامج عمل.

  • وكيف تنظرين إلى فرص حماس في الانتخابات التشريعية المقبلة؟

منذ التوافق على إجراء الانتخابات ونحن نعمل بكل جهد في الميدان، وقد شكلنا لهذا الغرض لجانًا انتخابية تنظيمية داخلية تعمل مع الناس، ونحن في حماس نتمتع بعلاقات طيبة مع جميع قطاعات المجتمع، وأتوقع أن يكون لعملنا وجهدنا مردود في صناديق الاقتراع.

المصدر : الجزيرة

إعلان