"لن أسكت".. كويتيات يدشن حملة عبر الإنترنت لمناهضة التحرش
لا تتكلم الفتيات في الكويت بسبب القيود الاجتماعية والخوف من العار
تتحدى النساء في الكويت للمرة الأولى التقاليد المحافظة وثقافة "العيب" لمواجهة التحرش، في حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطلقت بعد نشر مدوِّنة معروفة لفيديو تتحدث فيه عن هذه القضية.
وعبر حساب "لن أسكت" على تطبيق إنستغرام، بدأ نشر عشرات الشهادات عن التعرض للملاحقة أو التحرش أو الاعتداء. وكانت المؤثرة الكويتية المعروفة آسيا الفرج التي تملك 2.5 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت في مقطع فيديو نشر الأسبوع الماضي أن هناك "مشكلة" في الكويت.
اقرأ أيضا
list of 4 items33 مرشحة لانتخابات مجلس الأمة.. المرأة الكويتية تتطلع لتكرار إنجاز 2009
بعد معاناة الكثيرات لسنوات.. الكويت تقر قانون العنف الأسري
تعمل بها كويتيات ووافدات.. كورونا ينعش مهنة الخطّابة في الكويت
وروت آسيا في مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع وقد بدا عليها التأثر "في كل مرة أخرج فيها، يتحرش أحدهم بي أو بامرأة أخرى في الشارع".
وأطلق مقطع الفيديو الذي نشرته آسيا حركة في البلاد لمكافحة التحرش على غرار حركة "#أنا_أيضا" التي انتشرت بشكل كبير في الولايات المتحدة عام 2017.
#لن_اسكت
الىْْحرش والاعْتصاب مو متوقف على ذكر او انثى او انسان او حيوان او حتى بالغ او طفل,التحرش بيدمر مجتمعنا المجتمع اللي عايش فيه انا وانت ومستقبلًا اطفالنا واهلنا,انا وانت جزء من هذا المجتمع والمفروض مانسكت عن هذي الاشياء ولا عن اللي يبررون له لاننا بنعيش هنا وبينهم pic.twitter.com/S0mM0IeS42— جَدَب (@bsea_2a) February 6, 2021
دعم النساء في الكويت
وبدأت الإذاعات وقنوات التلفزيون باستضافة ناشطات ومحامين وأكاديميين للحديث عن قضية التحرش، بينما أعربت السفارة الأميركية في الكويت عن دعمها للنساء.
وكتبت السفارة الأميركية على صفحتها في تويتر، "حملة تستحق الدعم. يمكننا جميعا فعل المزيد لمنع التحرش ضد المرأة سواء في الولايات المتحدة أو في الكويت #لن_أسكت".
حملة تستحق الدعم. يمكننا جميعاً فعل المزيد لمنع التحرش ضد المرأة سواء في الولايات المتحدة أو في الكويت. #لن_اسكت
A campaign worth supporting. We can all do more to prevent harassment against women, whether in the U.S. or in Kuwait. #Lan_asket pic.twitter.com/snbmhjXj3b
— U.S. Embassy Kuwait (@USEmbassyQ8) February 3, 2021
وأشار ناشطون إلى أن النساء الأجنبيات في الكويت اللواتي يشكلن نسبة كبيرة من السكان، هن من بين الفئات المعرضة للتحرش والعنف.
حملة تستحق الدعم. يمكننا جميعاً فعل المزيد لمنع التحرش ضد المرأة سواء في الولايات المتحدة أو في الكويت. #لن_اسكت
الصمت ليس خيارا
وبعدما شاهدت فيديو آسيا الفرج، أطلقت الكويتية شيماء شمو (27 عاما) التي درست الطب وعادت إلى الكويت نهاية العام الماضي، منصة "لن أسكت" عبر موقع إنستغرام لحثّ النساء في الكويت على الإدلاء بشهاداتهن والحديث من دون خوف عن التحرش.
وأكدت شيماء أنها تلقت قصصا عن تعرض نساء هنديات وباكستانيات وفلبينيات وروسيات وإسبانيات يعملن في الكويت أيضا للتحرش، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
فيديو / سارة الكندري رداً على فيديوهات الفتيات اللواتي أدعين تعرضهن للتحرش: تضحكون. pic.twitter.com/wlMnGfmjvq
— المجلس (@Almajlliss) February 6, 2021
وقالت شيماء للوكالة "ما إن فتحت هذا الحساب حتى انهالت عليّ الرسائل (..) لسيدات وفتيات يروين قصصا عن التحرش اللفظي والجسدي والجنسي".
وأضافت "الصمت لم يعد خيارا. يجب أن نتكلم ونتحد وندافع عن أنفسنا، لأن ما يحدث غير مقبول".
وبحسب آسيا فإن الأجنبيات في الكويت "يتعرضن للمضايقات على مستوى لن تفهمه النساء الكويتيات أبدا".
وفي حين تلقت الحملة دعما كبيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تعرضت أيضا لانتقادات من أصوات محافظة تعتبر أن على النساء ارتداء ملابس محتشمة لتجنب التحرش.
من جانبها، أكدت الباحثة في هيومن رايتس ووتش روثنا بيغوم أن النساء يحاولن الحديث عن أمر في بلد كغيره من دول الشرق الأوسط، لا يعتبر التحرش مشكلة كبيرة وتتخوف الكثيرات من إلحاق العار بعائلاتهن ما يجبرهن على التزام الصمت.
وأوضحت للوكالة الفرنسية أن "نشر هذه الشهادات أمر بالغ الأهمية ليعطي الكويتيين فكرة عن التحرش والضرر الفظيع الذي يتسبب به".
Women in #Kuwait speak out against harassment, @AFP reports #Lan_Asket #فضح_المتحرش_بالكويت_مطلب #لن_اسكت @ascia https://t.co/P6nLHjhpeG
— Dana Moukhallati (@Dana_Mk) February 9, 2021
ثقافة العيب
وتشير شيماء إلى أن ثقافة "العيب" هي ما يمنع الكثيرات من الحديث. وتتابع أن "القيود الاجتماعية حوّلت الذهاب إلى المخفر إلى عيب والحديث عن التحرش إلى عيب آخر"، وإلى "لوم يلقيه المجتمع على ضحية التحرش".
بسولف عن موضوع وايد غاثني عن سالفه التحرش بخصوص حق الي يقولون شباب الكويت يتحرشون مو كل الشباب و بعدين ماله شغل اللبس شنو ذنب البنت الي لابسه لبس محتشم و ساتر و وسيع حتى لو البنت لابسه لبس ضيج لا تطالع في شي قض البصر و لا تقول رايحه مكان قز كله شباب لان كل مكان في شباب و بنات
— ش🧞♀️ (@Alshattii21) February 8, 2021
وبحسب شيماء أيضا فإنه "ما إن تتحدث المرأة عن تعرضها لأي نوع من التحرش في بيتها حتى تتوالى عليها الأسئلة من أفراد العائلة: ماذا كنتِ ترتدين، ومع من كنتِ، وفي أي وقت حصل ذلك؟".
قانون ضد التحرش
يوجد قانون ضد التحرش في الكويت، إلا أن وصمة العار المرتبطة بالحديث عن العنف القائم على أساس الجنس لا تزال حاضرة. ولذلك، تسعى النساء في الكويت إلى إزالة تلك الوصمة المرتبطة بالحديث عن التحرش في مجتمعهن الذي يعد من بين الأكثر انفتاحا في منطقة الخليج المحافظة.
أتمنى تكون وصلت الرساله https://t.co/3VgruXomCQ
— نهى نبيل (@nohastyleicon) January 31, 2021
وتروي الكويتية لولو العسلاوي الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تعرضت كثيرا "للتنمر" بسبب ملابسها والصور التي تنشرها على الإنترنت.
باختصار البنت المحتشمة سواء سفور او محجبة الي عارفة حدودها الداخلية والخارجية محد يتجرأ عليها
غير هالكلام ماكو 👌🏻#التحرش_ما_ينسكت_عنه #التحرش_جريمة— amna behbehani 🇰🇼 (@amna_ASB) February 2, 2021
وتوضح لولو أن الفتيات لا يتكلمن بسبب القيود الاجتماعية والخوف من وصمة العار، لكنها وأخريات لن يتوقفن حتى القضاء "على هذا السرطان من المجتمع".
للرجال و النساء الذين يغردون ويسخرون من النساء اللواتي يتحدثن عن التحرش- لم تخلق النساء قضية التحرش، لذا فمن المنطقي أن لا يتم لومهن. إلى جميع الرجال،كن على استعداد لتضخيم أصوات النساء اللاتي حددن التحرش على أنه مشكلة. كن نشطا لأن الصمت قمع بحد ذاته #الكويت #التحرش_ما_ينسكت_عنه
— Dr. Haneen Al-Ghabra👩🏻💻 د.حنين الغبرا (@DrHaneenG) February 3, 2021