هل تذوقتم الورد من قبل؟ بالفيديو تجربة فريدة لسيدة تونسية تزرع زهورا للأكل

توصلت سنية إلى اكتشاف 42 نوعا من الزهور الممكن أكلها، وهي تشغل أكثر من 20 امرأة من نساء المنطقة بدخل جيد.

عندما تمر قرب ضيعة سنية أبيضي (42 عاما) في مدينة طبرقة التونسية، تسحرك ألوان الورود المزروعة هناك بأشكال وألوان بديعة، ومن منا لا يأسره منظر طبيعي كهذا، لكن اللافت أن سنية لم تزرع تلك الورود لبيعها لمحلات البريد والهدايا، إنما هي أزهار للأكل.

سنية إعلامية تونسية قررت التخلي عن مهنتها الأصلية لفتح مشروعها الخاص الفريد من نوعه، وهو زراعة الورود المأكولة في ضيعتها الصغيرة بأقصى الشمال الغربي التونسي المعروف بمناخه الرطب.

لم تكن مهمة إنجاز هذا المشروع سهلة بالنسبة لها، فقد بقيت قرابة 4 سنوات تفكر وتخطط، فزراعة ورود للأكل تحد كبير في تونس، ولاسيما أن الورود ليست من عادات البلاد الغذائية.

وراء جمال الورود يكمن السر

حب سنية للزهور والألوان دفعها للبحث عن القيمة الغذائية في تلك النباتات الجميلة. تقول للجزيرة نت: "كنت دائما أتساءل عن سبب صنع النحلة العسل من رحيق الأزهار، وكما نعلم جميعا فالعسل غني عن التعريف من حيث القيمة الغذائية، لذلك كثفت أبحاثي في الموضوع وتيقنت أن وراء ذاك الجمال يكمن سر".

لا تهدأ لها حركة طوال اليوم، فهي تنتقل بين الأزهار كالفراشة، تتجول بين أروقة البيوت المكيفة، تعدل أصيصا تارة وتقطف أزهارا ناضجة تارة أخرى، وطورا تراقب سير العمل، فهي تشغّل أكثر من 20 امرأة من نساء المنطقة بمدخول مادي قار ونقل خاص.

42 نوعا من الزهور المأكولة

توصلت سنية إلى اكتشاف 42 نوعا من الزهور التي يمكن أكلها، لكنها اقتصرت في البداية على 5 أنواع فقط، تقول إن مذاقها مستساغ للتونسيين، وهو شبيه بمذاق خضر وغلال نستخدمها في عاداتنا الغذائية، على غرار زهرة الكبوسين (أبو خنجر) التي يشبه مذاقها مذاق الفجل، وزهرة لسان الثور التي يشبه مذاقها الخيار.

تتعدد العناصر الغذائية للأزهار التي تزرعها سنية، فهي تحتوي على الحديد وفيتامين "سي" (C). تقول إن زهرة لسان الثور مثلا مفيدة جدا لصحة الإنسان، حيث تعمد بعض الشركات إلى استخراج زيتها وصنع مكملات غذائية منه.

سنية شابة تونسية تزرع ورودا قابلة للأكل وتشغل أكثر من عشرين امرأة ريفية
سنية لا تهدأ طوال اليوم فهي تنتقل بين أروقة البيوت المكيفة تعدل أصيصا تارة وتقطف أزهارا ناضجة تارة أخرى (الجزيرة)

سلطة البنفسج وشاي الفراولة

يعد استخدام الورود الطازجة شيئا جديدا في المطبخ التونسي، لكن ارتفعت نسبة الإقبال عليها بعد إنشاء سنية مشروعها، فأصبحت الزهور تضاف لأنواع كثيرة من السلطة، ومنها زهور تطهى في الحساء على غرار زهرة البنفسج، فضلا عن كون الزهور تستخدم في صنع الملونات الغذائية الطبيعية بدلا من الملونات الصناعية المضرة بالصحة.

وتستخدم الزهور أيضا في صناعة الحلويات وتزيين قوالب المرطبات بدل الورود المصنعة، حيث تضفي عليها منظرا طبيعيا جميلا فضلا عن فوائدها الصحية العديدة. وإلى جانب زراعة الورود تزرع سنية الفراولة، حيث تستخدم أوراقها في صنع شاي الفراولة ذي المذاق اللذيذ.

الإقبال متزايد

تقول سنية إنها تفاجأت بالإقبال المتزايد على شراء الزهور المأكولة، خاصة من قبل المطاعم والمناطق الفخمة، حيث كانت تتوقع أن زهورها ستعد للتصدير خارج البلاد فقط، وهو أمر أسعدها وحثها على الإنتاج أكثر.

ورغم نجاح مشروعها، لم تتبدد مخاوف سنية من خسارته بعد، خاصة أنها تعبت كثيرا في إنشائه بسبب الإجراءات الإدارية المعقدة والصعوبات المادية التي لا تزال قائمة، لكنها مصرة على التحدي ومواصلة زرع الورود الجميلة والصحية.

المصدر : الجزيرة

إعلان