هل ينجح الأطفال في خسارة الوزن الزائد بدون مساعدة الأمهات؟
كلما قل نوم الأطفال، زادت مخاطر إصابتهم بالسمنة. وقد تؤثر قلة النوم أيضًا على مزاجهم وسلوكهم.
مشكلة السمنة لدى الأطفال تؤرق الأم أكثر من الطفل نفسه، حتى وإن كان يتعرض لبعض المضايقات من أقرانه، أو يشكل وزنه الزائد عائقا له يحرمه من اللعب أو ممارسة الرياضة.
تشعر الأمهات بالمسؤولية عن تلك المشكلة، لأنها المتحكمة الأولى في الطعام الذي يتم تقديمه لطفلها سواء كان في المنزل أو ما يحصل عليه الطفل من المدرسة أو أي مصادر أخرى.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاكتشفي قدرات طفلك.. 6 مفاتيح لتحديد سقف التحديات المطلوبة منه
صديق له تأثير سيئ على طفلك.. كيف تتصرفين بذكاء؟
مص الإبهام والأصابع.. 10 طرق للتخلص من هذه العادة
وفي الوقت نفسه، تشعر الأم بالرغبة في أن يعيش طفلها حياته الطبيعية مع أقرانه؛ يمارس الرياضة، ويلعب بخفة ونشاط كبقية الأطفال.
من هنا، تقع الأمهات في حيرة، هل تقدم لطفلها وجباته المفضلة، مثل الدجاج المقلي والبطاطس المحمرة والحلويات والبرغر والآيس كريم، أم تخضعه لنظام صحي قاس للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة في أقل فترة زمنية ممكنة؟
إذا كنت من المهتمات بأمر التخلص من الوزن الزائد لأطفالهن، فعليك اتباع النصائح التالية، وذلك بعد عرض طفلك على الطبيب، للتأكد من أن طفلك لا يعاني من مشكلات عضوية تتسبب في زيادة وزنه.
الحوار المفتوح
مهما كان عمر طفلك، سيظل تقديم النصائح الصحية خلال اليوم أمرا ضروريا ويستوعبه معظم الأطفال، فالتحذير المستمر من السكريات يبدأ من عمر الثانية.
يجب أن يعرف طفلك أن السكر عنصر غير جيد، ويؤذي أسنانه ومعدته، ويمكن أن تروي له حكاية عن طفل يتناول الحلويات بكثرة، فتسببت في تسوس أسنانه أو ألم في معدته، أو جعلته كسولا محروما من اللعب، في المقابل الطفل الذي يتناول الفاكهة يتمتع بصحة ونشاط ومظهر جميل.
وكلما زاد عمر طفلك يمكن أن تكون القصة مناسبة لتصوراته وذات صلة باهتماماته.
الرسائل السلبية
ربما تتلقين رسائل سلبية من المحيطين بك حول وزن طفلك الزائد، سواء بدافع النصح أو النقد. لا تنقلي تلك الرسائل السامة إلى طفلك، لأن قدرة طفلك على استيعاب النقد حول وزنه الزائد أضعف من إرادته لتحويل مشكلته إلى خطوة إيجابية نحو فقدان الوزن، ومن ثم يلجأ إلى الحل الأكثر سرعة الذي يرضيه في الوقت نفسه، وهو تناول كميات كبيرة من الطعام.
الحل الذي تمتلكينه في تلك المرحلة أن تشاركي طفلك رحلة التخلص من الوزن الزائد بحماس وتشجيع دائم، بل وتشاركيه في الأطعمة التي يتناولها لتكون بدائل صحية. ومع كل رسالة تشجيع، رددي على مسامع طفلك أنك تحبينه في كل حالاته، لكنه يستحق أن يعيش حياة صحية تمكنه من التركيز في دروسه بدلا من الخمول، والنشاط في اللعب أو ممارسة الرياضة، والملابس الأنيقة، بدلا من الملابس الواسعة التي لا تناسب سنه.
تخلصي من الفوضى
فور تقديم الطعام الصلب للأطفال من عمر 6 أشهر، تسعد الأمهات عندما يتقبل الصغار أنواع الطعام المختلفة، وكلما تناول الطفل كميات أكبر، شعرت الأم بالرضا عن شهية طفلها.
لكن فوضى تقديم الطعام تسهم في إلغاء الروتين اليومي للوجبات، فبدلا من تناول وجبة الإفطار، يتناول الطفل وجبات متفرقة تحتوي على نسب عالية من السكريات قد تتضمن الحليب بالشوكولاتة أو البسكويت أو الحلوى والمقرمشات إلى جانب شطيرة الشوكولاتة الذائبة.
من ناحية تلك الوجبات تحتوي على نسبة سكريات مرتفعة، تسهم في شعور طفلك بالجوع المستمر، وهي بلا فائدة صحية لجسمه، ومن ناحية أخرى هذا السلوك يعلم طفلك تناول الطعام بصورة متواصلة طوال اليوم مع توافر الحلويات أمامه وتناولها بدون إذن منك.
من الآن، يجب أن تقدمي لطفلك وجبة صحية متكاملة يتناولها في وقت محدد من اليوم، وبانتهاء وقت الوجبة عليه أن ينتظر الوجبة التالية إذا كان جائعا، ولا مجال لفتح الثلاجة وتناول (الناغتس أو الشوكولاتة أو البطاطس المقرمشة) وجبة فرعية لحين الانتهاء من إعداد وجبة الغداء مع العائلة.
تحديد وقت الشاشات
يرتبط عدد ساعات تعرض الطفل للشاشات (مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو) بالسمنة وتناول الطعام بلا وعي، لذلك حددي الوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة التلفزيون أو لعب ألعاب الفيديو وامنعي تماما تناول الطعام أم الشاشات، ويمكن أيضا أن تكون المكافأة التي سيحصل عليها إن التزم بتناول الطعام الصحي.
الأنشطة
يحتاج طفلك إلى 60 دقيقة يوميا من النشاط البدني. في الحقيقة، إن الأطفال يقضون عدة ساعات أمام الشاشات، بينما يتهربون من ممارسة الرياضة، لذلك عليك دفع طفلك إلى المشاركة في رياضة جماعية حتى يشعر بالحماس وممارسة الرياضة لساعات بدون أن يمل.
ولكن إذا كان طفلك يعاني انعدام الثقة بالنفس ولا يرغب في المشاركة بالألعاب الجماعية، فالأفضل أن تبدئي معه بنشاط فردي مثل ركوب الدراجة أو المشي برفقتك أو السباحة.
ليس من الضروري أن يتم كل هذا مرة واحدة، ابدئي بعدة دفعات قصيرة من النشاط لمدة 10 دقائق أو حتى 5 دقائق على مدار اليوم يمكن أن تكون جيدة مثل تمارين الإطالة لمدة ساعة.
واطمئني، لا يحتاج الطفل ذو الوزن الزائد إلى ممارسة الرياضة بصورة أكثر عنفا أو لساعات أطول من الطفل النحيف؛ كل المطلوب فقط تنظيم وجباته وممارسة أي نشاط بدني.
حصص الطعام
تجنبي تقديم كميات كبيرة من الطعام لطفلك، ولا تقدمي له الوجبة في أطباق الكبار، خصصي له أطباقا صغيرة، لأن الأطباق الكبيرة تشجعهم على تناول حصص كبيرة.
لا تجبري طفلك على أن ينهي كل شيء في الطبق، حتى ولو كان الطعام صحيا. واحرصي على تقديم البروتينات والخضروات والألياف بكميات أكبر من الكربوهيدرات (الخبز، الأرز، المخبوزات، المعكرونة).
لا تتحملي مسؤولية تخطيط الوجبات وحدك، هناك عدة تطبيقات يمكنك تنزيلها عبر الهاتف، ستساعد طفلك على تسجيل الوجبات التي تناولها خلال اليوم.
تساعد تلك التطبيقات في تحليل المواد الغذائية والسعرات في تلك الوجبات، ومن خلالها سيتعرف طفلك على السعرات الحرارية المتبقية له خلال اليوم التي يمكن أن يحصل عليها من الخضروات والفاكهة أو قليل من البروتين.
النوم
النوم المنتظم يساعد الأطفال على الحفاظ على رشاقتهم إذا ناموا جيدًا. لقد ثبت أن الأطفال الذين ليس لديهم القدر الموصى به من النوم هم أكثر عرضة لزيادة الوزن.
فكلما قل نوم الأطفال، زادت مخاطر إصابتهم بالسمنة. ويمكن أن تؤثر قلة النوم أيضًا على مزاجهم وسلوكهم.
التعرض للمغريات
لا يمكن للأطفال الصمود أمام الحلويات أو الوجبات السريعة المغرية، لذلك في الفترة الأولى من رحلة إنقاص الوزن -على الأقل- لا تعرضي طفلك لأماكن أو مناسبات تقدم هذه الوجبات، فمن الصعب على الطفل الصغير مقاومة وجوده في مكان حيث يتناول الجميع وجبة البرغر والبطاطس، بينما يتناول هو الحبوب الكاملة أو الجزر والتفاح.