مستقبل سويسرا في خطر.. الآباء محرومون من رعاية أطفالهم

يساهم وجود الأب في الشهور الأولى من حياة الرضيع في رفع قدراته العقلية والبدنية (بيكساباي)
يساهم وجود الأب في الشهور الأولى من حياة الرضيع في رفع قدراته العقلية والبدنية (بيكساباي)

على مدار عقود مضت ظلت أوروبا، القارة العجوز، تكافح لزيادة المواليد؛ لحماية مستقبل بلدانها من خطر زيادة أعداد كبار السن في مقابل أعداد الشباب المنخفضة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف قدمت دول أوروبا عددا من الامتيازات والدعم لإقناع الشباب بالإنجاب.

أما في سويسرا، أصبح الترغيب في الأبوة واحدا من أفضل الطرق لزيادة معدلات المواليد المنخفضة للغاية لدرجة أنها تعرض مستقبل البلاد للخطر.

وفي تقريرها الذي نشرته صحيفة "لوتون" (Le Temps) السويسرية، كتبت أينا سكجيلوغ، أنه نتيجة لمفاوضات سياسية مطولة، سيصوت الرجال والنساء السويسريون في 27 سبتمبر/أيلول على المسألة المتعلقة بمنح إجازة أبوة تقدر بأسبوعين.

وذكرت الكاتبة أن سويسرا لا تحب أطفالها، كونها تُعد الدولة الوحيدة في أوروبا التي لم تضع قانونا يمنح الحق للأب في التمتع بإجازة عند وضع زوجته لمولود.

وأضافت أنه منذ منتصف القرن 20، انهار شيء ما في العلاقة التي تربط السويسريين بمستقبلهم، ورغم أنه من اللطيف إنجاب الأطفال مثلما يقول الخبراء؛ لكن في نفس الوقت أصبحت المرأة مخيّرة بين الأمومة والحياة المهنية.

دماغ الأم و الرضيع "على موجة واحدة" أثناء اللعب.. كيف يقرأ طفلك أفكارك؟
في كثير من الدول تصبح الأم مجبرة على الاختيار بين أمومتها وحياتها المهنية (مواقع التواصل)

تكلفة رعاية الأطفال

وترى الكاتبة أن تربية الأطفال أصبحت مكلفة، وتمنع من الالتزام بأمور أخرى؛ ونتيجة لذلك، استمر المسؤولون المنتخبون لعقود في تجاهل سياسة الأسرة في سويسرا بشكل كبير. في حين أن تدابير المساعدة المقدمة لصالح ولادة طفل، سواء من حيث الإعانات أو الضرائب ضعيفة للغاية، حتى أن تكاليف الالتحاق بالحضانات أو دور الرعاية اليومية مرتفعة جدا.

وأظهرت الأزمة المرتبطة بتفشي فيروس كورونا، أن جزءا من مجتمع الأعمال ما زال ينظر إلى المدارس على أنها مجرد مكان يترك فيه الأطفال حتى يتسنى لآبائهم الذهاب إلى العمل.

في المقابل، يعلم الجميع أن دولا أخرى تمنح إجازة أبوة طويلة للآباء الجدد، رغم المصاعب الاقتصادية التي تواجهها، ومن ثم فإن دعم الناس، ومنحهم فرصة اكتشاف ومحبة الأبوة منذ اللحظة الأولى؛ يمكن أن يكون أحد أفضل الطرق لإحياء معدلات المواليد في الغرب قليلا وإنقاذ المستقبل.

ويمكن التشجيع على الولادة عن طريق الحد من عدم المساواة المهنية بين الجنسين؛ لأن الدولة التي لا تحب الأطفال، وتعتبرهم شأنا "خاصا" مجردا من أسسه الإنسانية والاجتماعية، لا يمكن أن يكون لها مستقبل، وقد حان الوقت ليفهم الإنسان الاقتصادي ذلك، بحسب الكاتبة.

إجازة أمومة

سويسرا ليست وحدها التي تحمل الأبوين وحدهما مسؤولية إنجاب الأطفال؛ بل هناك دول لا تمنح إجازة أمومة أيضا، فبحسب قوانين العمل بالولايات المتحدة، لا يحق للأم الحصول على إجازة رعاية مولود مدفوعة الأجر، في حين تقدم كندا إجازة للأم لمدة 9 شهور بأجر يعادل 55% من راتبها.

فيما يحصل الأبوان في السويد على إجازة قدرها 480 يوما مدفوعة الأجر بنسبة 80% من الأجر الأساسي، على أن يحصل كل من الأب والأم على إجازة 90 يوما إجبارية، منذ ولادة طفلهما، ثم يتم توزيع أيام إجازة رعاية الطفل بالتبادل بين الأبوين.

المصدر : الصحافة الأجنبية