من فضلك وصباح الخير وشكرا.. هكذا تعلمين طفلك الامتنان واحترام الآخرين
تعليم الأطفال قول عبارات من قبيل: "من فضلك"، أو "شكرا"، أو "صباح الخير"؛ من القيم التي ننساها ولا نقدرها في بعض الأحيان، رغم أن التعبير عن الامتنان أو طلب شيء ما بلطف، أو إلقاء التحية من بين طرق التعبير عن الاحترام تجاه الشخص الآخر.
لذلك، من المهم تعليم الأطفال هذه المبادئ التوجيهية الأساسية من قبل كل شخص يمارس دور المربِّي، وترسيخ هذا النوع من العادات لدى الأطفال منذ الصغر سيجعلهم قدوة يحتذى بها في المستقبل، وسيوفر بيئات اجتماعية أكثر إنسانية، كما تؤكد الكاتبة فاليريا ساباتير في تقرير نشرته مجلة "ميخور كون سالود" (mejorconsalud) الإسبانية.
قيمة تعليم الأطفال التواصل
تعد عبارات مثل: "من فضلك" أو "شكرًا لك" أو "صباح الخير" ليست مجرد مجاملة، بل هي وسيلة لجعل الأطفال يفكرون وينتقلون من التركيز الذاتي المعتاد للطفولة المبكرة إلى الاعتراف بالآخرين واحتياجاتهم.
التطور المعنوي لدى الأطفال
ويقول لورانس كولبرغ، أحد أشهر المؤلفين الجديرين بالاهتمام في ما يتعلق بالتطور الأخلاقي والمعنوي للأطفال؛ إنه رغم وجود اختلافات معينة بين الأطفال وحتى بين الإخوة أنفسهم، فإن من الطبيعي اتباع هذا التطور لإدراك الاحترام والقواعد والاعتراف بالآخر.
الطفولة المبكرة
أي بين عمر 2 و5 سنوات، لا يمكن التحكم في الطفل إلا من خلال مبدأ المكافأة والعقاب؛ فهو يفهم بهذه الطريقة أن هناك قواعد مفروضة يجب عليه اتباعها لكسب المودة وتجنب التوبيخ.
المرحلة الثانية: من 6-9 سنوات
يدخل هنا الطفل ما يسمى "العصر الذهبي"، ويكون ذلك بين عمر 6 إلى 9 سنوات، وخلال هذه المرحلة يبدأ الطفل التقليل تدريجيا من التركيز على نفسه.
المرحلة الثالثة: من 8-10 سنوات
بين سن 8 و10 سنوات، يكون الطفل قادرا بالفعل على فهم معنى احترام الآخرين. وفي هذه المرحلة، يدافع غالبا عن أصدقائه وإخوته، ويصبح قادرا على تحديد الخطأ والصواب على المستوى الجماعي.
مرحلة الرابعة: سن المراهقة
مع بلوغ سن المراهقة، يكتسب الأطفال/الشباب تدريجيا قيمهم الخاصة، وينتقلون إلى انتقاد بعض القضايا التي يعتبرونها غير لائقة أو مسيئة.
دور المجاملة في تعليم القيم للأطفال
عندما يقدم شخص ما هدية لطفل عمره 4 سنوات، فإنه من الشائع أن يشير الوالدان إلى "ما يجب أن يقال في تلك اللحظة". في هذه الحالة، يقول الطفل على مضض وبصوت منخفض "شكرا لك". لا يهم إذا كان علينا تكرار ذلك كثيرا، ذلك أن الأهم في هذه المرحلة هو أن يتعلم الطفل التعبير عن الامتنان بمفرده.
فعلى سبيل المثال، عندما يقول الطفل "من فضلك" عند طلب شيء من أحد زملائه في الفصل، قد يكتشف أن زميله قد ابتسم له لأنه كان لطيفا معه، كل هذا من شأنه أن يعزز الروابط القوية القائمة على العواطف الإيجابية.
ويعد هذا الانتقال من التعبير عن الشكر بطريقة قسرية إلى القيام بذلك بشكل عفوي عملية رائعة سيكون لها تأثير على حياته؛ فهذه العبارات تضفي الدفء على التفاعلات وتجعلها أسهل.
تنشئة قائمة على الاحترام
ويشير مصطلح "التنشئة القائمة على الاحترام" إلى مفهوم صاغه مؤلفون مثل ويليام سيرز أو جون بولبي، يقوم على الحاجة إلى تعزيز التكيف الطبيعي للطفل مع محيطه وتعزيز تعاطفه، وستسمح له هذه الرابطة العاطفية بفهم العالم والناس ونفسه بشكل أفضل.
وتمثل التنشئة القائمة على الاحترام أساس التعلق الصحي بين الآباء والأطفال، والمقصود به القرب المادي، والعناق، والمداعبات، والكلمات اللطيفة والتواصل المستمر. وهذا يعني أن التربية الصحيحة ترتكز على الدعم الإيجابي والتحلي بالصبر خلال عملية تعليم الطفل.
قيمة تعليم الأطفال التفاصيل البسيطة
عندما يكتشف الطفل فوائد التصرف بلطف واحترام سيدمج هذه الأفعال في سلوكه الاجتماعي بطريقة سلسة. وباعتبارنا مربّين، فإن أخذنا هذا المعطى بعين الاعتبار ومحاولة نقل هذه القيم لأطفالنا سيصبح ذلك أشبه بإرث ثابت بين الأجيال.