شاهد.. شابة أردنية تكسر ثقافة العيب وتواجه أزمة كورونا بـ"عربة الرشوف"
بعربة متواضعة لم تكلفها الكثير (30 دولارا) وأسطوانة غاز وقدر معدني للطهو، تحاول ساجدة صانعة "الرشوف" -وهي أكلة أردنية تراثية تشتهر في الأرياف والبادية- الخروج من أزمة مالية عقب تدهور الأوضاع الاقتصادية في الأردن بسبب جائحة كورونا.
فبعد أن خسرت وظيفتها هي وصديقتها ريم، عملت الشابتان وبأدوات بسيطة على مشروعهما "عربة الرشوف" أو كما يطلقان عليها "الرشوف ع الطريق"، حيث يقدمان حساء الرشوف ساخنا للمارة في منطقة جبل اللويبدة بالعاصمة الأردنية عمّان.
أكلة أردنية قديمة
وتتكون الأكلة الأردنية الرشوف من مكونات أبرزها لبن الجميد، الذي يعد مكونا رئيسيا لطبق المنسف الشهير، والعدس والحمص والبصل والقمح والسمن البلدي، وتشتهر هذه الأكلة في التراث الأردني، وتقدم كثيرا في فصل الشتاء لتعطي الشعور بالدفء بسبب مكوناتها التي تزوّد جسم الإنسان بالحرارة.
تقول ساجدة -وهي أم معيلة- للجزيرة نت إنها فقدت وظيفتها بعد أن كانت الوظيفة مرهقة لها من حيث المبدأ، لكنها كانت تشكل مصدر رزق لها قبل أن تفقدها على إثر أزمة فيروس كورونا، فاضطرت للتفكير في مشروع اقتصادي لكسب الرزق دون الحاجة لرأس مال كبير، وتولدت لديها فكرة "عربة الرشوف".
وعلى الرغم من كون الرشوف طبق يقدّم في فصل الشتاء، فإن فكرتها لاقت دعما ورواجا كبيرا من الأردنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وتضيف ساجدة أنها لم تتوقع هذا الإقبال الكبير على مشروعها، لكن محاولة إزالة العربة في أيامها الأولى من قبل السلطات الأردنية لاقت حملة تضامن واسعة وعفوية، على حد وصفها.
كسر ثقافة العيب
وعن عملها وهي امرأة على عربة في الشارع العام، تقول ساجدة إنها كانت ترغب منذ مدة سابقة بكسر هذا الحاجز لتشجيع السيدات الأردنيات على كسب رزقهن دون الخوف من ثقافة العيب ونظرة المجتمع للمرأة، لكنها كانت مترددة إلى أن دفعتها الظروف لاتخاذ هذا القرار وتدشين مشروعها.
وترغب ساجدة بنشر ثقافة وتراث أكلة الرشوف عند الأجيال الشابة والجنسيات الأجنبية، لذلك اتخذت من منطقة اللويبدة موقعا لها بسبب ما تتميز به من تجمعات شبابية، كما يقطنها الأغلبية من الأجانب المقيمين بالأردن.
وعلى الرغم من بقاء ساجدة وحيدة بمشروعها الرشوف بعد أن حصلت شريكتها ريم على وظيفة حديثا، تواصل ساجدة العمل على تطوير المشروع وتعتقد أن الوظيفة ليست موقعا آمنا، وتطمح إلى تحويل مشروعها من عربة متنقلة إلى مطعم متواضع بجانب طريق حيوي لبيع الرشوف، وبالسعر الرمزي نفسه الذي تبيع به من خلال العربة.