كيف تصنعين بطلا؟ نصائح لاختيار الرياضة المناسبة لطفلك
ماري هارون
يراود كثير من الآباء والأمهات حلم التفوق الرياضي لأبنائهم، الأمر الذي يدفعهم لتشجيعهم بشكل كبير على ممارسة ألعاب رياضية بعينها دون الأخذ في الاعتبار مهاراتهم وموهبتهم الحقيقية، وبين تساؤلات ما الأفضل ووجوب الممارسة المنتظمة، قد يفقد الطفل موهبته الحقيقية بسبب انتظامه في رياضة اختارها ذووه دون مراعاة مواضع إبداعه وتميزه الحقيقية. فكيف تكتشف موهبة طفلك الحقيقية واستعداده الجسماني الذي يؤهله لحصد البطولات الرياضية؟
اكتشف موهبة طفلك
رغم كثرة العوامل التي يفترض أن توضع في الاعتبار قد يصعب اكتشاف ما هي الرياضة المناسبة للطفل، لكن بمعرفة جوانب شخصية طفلك يمكنك الاختيار الصحيح.
الطفل الذاتي: وهو الذي يميل إلى اللعب منفردا، يفضل اختيار رياضات فردية كالسباحة.
الطفل الاجتماعي: الذي يحب المشاركة مع الآخرين، يفضل اختيار رياضات جماعية مثل كرة القدم والسلة وغيرها من الألعاب التي تتطلب العمل والالتزام بروح الفريق.
الطفل الحركي: كثير الحركة، سريع الملل والذي يميل إلى العنف وحب شخصيات الأبطال الخارقين الكرتونية، فمن الممكن تفريغ طاقته في ألعاب القوى مثل الكاراتيه والجودو والكونغو فو، ويحرص مدربو تلك الألعاب على تدريبهم على استخدام القوة داخل حلبات الرياضة وعدم استخدامها خارج نطاق الرياضة بحسب منظمة أطفال ستانفورد.
اختيار الرياضة يجب أن يعتمد بشكل أساسي على شخصية الطفل نفسه لصقل موهبته وشخصيته، وعدم إجباره على التغيير ليكون شخصا آخر، لكن ثمة أطفالا لا تبرز صفاتهم الشخصية بشكل واضح فيمكن اختيار الرياضة بناء على بنية الجسم.
بناء الجسم الرياضي
تساهم بعض الرياضات في بناء البنية الأساسية للعضلات التي يحتاجها الطفل لممارسة أي رياضة لاحقا، على الأقل في السنوات الأولى من عمره، منها الجمباز والسباحة، وذلك لتقوية عضلات الجسم كافة، وبشكل بسيط في البداية.
ويمكن بدء ممارسة السباحة والجمباز من عمر الثالثة، ويجب مراعاة السن وشخصية الطفل، إذ يقوم الآباء أو المدربون بدفع الطفل لتمارين التقوية العنيفة قبل عمر السابعة وذلك قد يعرضهم لإصابات شديدة، لذا يجب مراعاة أن سن الثالثة وحتى السابعة، هي مرحلة بناء عضلي وتدريب على حب الرياضة والالتزام بالتدريبات الأسبوعية، دون داع للمبالغة التي قد تسبب أحيانا كراهية الأطفال للتدريبات الرياضية كافة. ومع نظام غذائي عالي البروتين والطاقة، يمكن للطفل الحصول على قوام رياضي في وقت بسيط.
الصحة العامة والحمية
هناك أساسيات يجب ألا يغفل الأهل عن التأكد منها قبل الشروع في الرياضة أهمها التأكد من مستويات الهيموغلوبين في الدم والكالسيوم، حيث يعاني العديد من الأطفال من الأنيميا ونقص الكالسيوم، فيجب عدم البدء في نظام رياضي احترافي، دون التأكد من صحة الجسم واستعداده لممارسة الرياضة عن طريق طبيب الأطفال.
وبعد التأكد من الصحة العامة، يأتي دور الحمية الغذائية التي تساعد الطفل على بناء العضلات وعدم فقد الوزن، وذلك بزيادة معدلات البروتين في الغذاء، لا سيما أيام التمرين وبعده مباشرة، وزيادة الأغذية التي تحفز طاقة الجسم الكربوهيدرات المعقدة (مثل الحبوب) قبل ممارسة الرياضة بوقت كاف لتساعده على القيام بها بحيوية ونشاط.
يمكن لاحقا تجربة بعض الرياضات الأخرى، بالتزامن مع رياضات تقوية العضلات، لمحاولة التعرف على رغبة الطفل في ممارسة أشكال أخرى من الرياضة.
اختيار الرياضة المفضلة
تنقسم الرياضات لعدة أجزاء بين جماعية وفردية، ويسهل التعرف على ميول الطفل في هذا الشق، ثم يأتي اختيار الرياضات بين القوى والكرة مثل السلة والقدم واليد، ثم المضرب مثل الإسكواش والتنس وتنس طاولة، ويمكن للآباء اختيار نوع رياضة من بين كل مجموعة وتجربته. ويسهل بعد عدة مرات من تمكن الطفل من قواعد اللعبة الأساسية، معرفة موهبته الفطرية الدفينة، ولا يمكن الحكم من أول مرة لأن بعض الرياضات، خاصة رياضات المضرب، تحتاج لممارسة عدة مرات، للتمكن من ممارستها.
وبحسب منظمة ستانفورد لصحة الطفل، فإنه لا داعي للقلق حال طلب الطفل التنقل لتجربة رياضة أخرى، ويمكن من خلال عدة أسئلة مساعدته على التعرف إلى رغبته مثل:
– هل استمتعت اليوم؟ وما هو الجزء المفضل في اللعبة؟ فمن المهم أن تكون الرياضة ممتعة وإلا فلن يستمر الطفل بالانتظام.
أو ما هو أفضل وأسوأ جزء في اللعبة؟ يساعد هذا السؤال على معرفة ما إذا كان الطفل لديه مشاكل مع الفريق أو المدرب أو جزء معين في اللعبة أو مشكلة مع اللعبة ذاتها، وهنا يأتي السؤال الأهم:
ما هو أفضل وأسوأ المواقف التي حدثت من مدربك ومن زملائك في اللعبة؟
يجب التأكد من أن الطفل يشعر بالراحة مع المدرب، فهو الداعم الأساسي للانتظام وحب اللعبة وتعلمها، وهو أهم العوامل لانتظام الطفل في الرياضة أو الامتناع عنها تماما، رغم موهبته وبراعته.
وبسؤاله بعد كل تدريب يمكن التعرف على ذلك بالمتابعة، وكذلك الاطمئنان على أنه لا يعاني من مشاكل بين زملائه بالفريق، ودعمه بالصورة المناسبة حتى يتمكن من مواجهة المشكلات البسيطة في التدريب أو مع الزملاء.