هل تخشين الحمل المتأخر؟ العلم يجيب على خرافات الإنجاب بعد سن الـ35
تسجل حالات ولادة نساء تجاوزن سن الـ40 أول كل عام، مما جعل الأمر طبيعيا، ولم تعد مسألة الحمل المتأخر أمرا نادر الحدوث.
وفي الحقيقة، يرجع الحمل المتأخر إلى رغبة المرأة في مواصلة تعليمها والحصول على مهنة، وبالتالي تحقيق الاستقلال المادي قبل إنجاب طفل.
واستعرض موقع "ني بوليم" (Neboleem) الروسي في تقريره المفاهيم الخاطئة التي ما زالت تحيط بالحمل المتأخر، وذلك على الرغم من توقف الأطباء عن اعتبار الحمل المتأخر أمرا استثنائيا.
خرافة: الحمل بعد سن الـ30 خطر
على الرغم من اعتقاد البعض أن الحمل بعد تجاوز سن الـ30 قد يلحق ضررا بصحة المرأة فإن ذلك لا يعدو إلا أن يكون مجرد اعتقاد لا يستند إلى تقارير علمية، ولا سيما أن الحمل في جميع الأحوال لا يعتمد كثيرا على السن وإنما على الصحة الإنجابية للأم الحامل.
وبشكل عام، يمكن للمرأة التي تؤمن بهذه المفاهيم الخاطئة أن تتعرض لمشاكل نفسية في حال امتنعت عن تناول وسائل منع الحمل دون التخطيط للحمل، وفي هذه الحالة قد يحدث الحمل غير المرغوب فيه، علما أن الإجهاض في هذا العمر يزيد خطر حدوث مضاعفات.
خرافة: الحمل المتأخر أصعب
يعتبر هذا الاعتقاد صحيحا بشكل جزئي نظرا لأنه مع التقدم في السن تعاني العديد من النساء من مشاكل صحية من الممكن أن تضر بالجنين في حالة حدوث الحمل، وبعد تجاوز سن الـ35 ترتفع احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم.
من جهة أخرى، لاحظ الأطباء أن نسبة الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة انخفضت في الآونة الأخيرة، بمن في ذلك الشباب، لذلك ليس هناك سبب للاعتقاد بأن معظم حالات الحمل التي تصاحبها مشاكل تحدث عند المتقدمات في العمر.
خرافة: التشوهات الجنينية
يزيد الحمل المتأخر خطر إنجاب أطفال مصابين بمتلازمة داون وبعض التشوهات الجينية الأخرى، فضلا عن تشوهات داخل الرحم، ومع ذلك يمكن تقليل هذا الخطر عن طريق التشخيص المناسب واتباع التوصيات الطبية أثناء فترة الحمل.
يذكر أن الأطفال المولودين لأمهات أكبر سنا يتلقون اهتماما ورعاية أكبر مقارنة بأقرانهم المولودين لأمهات أصغر سنا.
وتخطط النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين سن الـ35 والـ40 عاما للحمل بشكل صحيح ويولين اهتماما كبيرا بصحتهن، كما يتعاملن مع المشاكل الطبيعية بشكل عقلاني، مما يؤثر بشكل إيجابي على صحة الجنين.
خرافة: الحمل المتأخر يجبرك على الولادة القيصرية
لا يعتبر عمر المرأة أثناء المخاض مؤشرا على الولادة القيصرية.
في المقابل، تعتمد طريقة ولادة الطفل على السمات التشريحية لجسم المرأة وما إذا كانت تعاني من أمراض مزمنة، ومدى إمكانية نزول الجنين قبل الولادة.
خرافة: ولادة أطفال ضعفاء البنية
في المتوسط، تعتبر النساء الحوامل في منتصف العمر أكثر عرضة للإصابة بنقص الأكسجين داخل الرحم وضعف المخاض، فضلا عن التسمم في النصف الثاني من الحمل.
وبناء على ذلك، تؤثر هذه الاضطرابات بشكل سلبي على صحة المواليد الجدد، ناهيك عن أنه غالبا ما تواجه النساء فوق سن الـ35 مشاكل في التغذية الطبيعية.
في المقابل، لا يؤثر ذلك على الصحة الجسدية أو العقلية للطفل.
وعلى عكس الاعتقادات السائدة، يعد الأزواج الذين يختارون الإنجاب في مرحلة البلوغ أكثر كفاءة فيما يتعلق بمسألة الأبوة والأمومة، نظرا لوضعهم المالي الجيد الذي يتيح لهم مراقبة صحة الطفل بشكل أفضل، واتباع نمط حياة صحي وتوفير الرعاية الطبية اللازمة.
خرافة: تقويض صحة المرأة
يعمل الحمل في عمر متأخر على تحسين تكوين الدم وتقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام والسكتات الدماغية والأمراض الالتهابية في المسالك البولية.
وفي الواقع، تدرك المرأة البالغة مسؤوليتها تجاه طفلها المستقبلي وشريكها وبقية أفراد أسرتها، وبناء على ذلك لا تتجاهل المرأة المتقدمة في العمر توصيات الأطباء، وتراقب صحتها بعناية، سواء في الفترة السابقة للحمل أو أثناءه.
وينبغي على المرأة الراغبة في إنجاب طفل بعد سن الـ30 الخضوع إلى فحوصات، بما في ذلك الاختبارات الروتينية، مثل فحص الغدة الدرقية والقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والجهاز البولي التناسلي، فضلا عن دراسة الخصائص الريولوجية للدم.
وخلال فترة الحمل تحتاج المرأة للخضوع إلى فحص الموجات فوق الصوتية الروتينية، بالإضافة إلى إجراءات الفرز لتحديد ما إذا كان الجنين يعاني من تشوهات وراثية.
وعموما، لا يرتبط إنجاب طفل سليم بعمر المرأة بقدر ارتباطه بالاستعداد العاطفي للوالدين لرعاية الطفل والتواصل الكامل معه.