تناول الدودة الشريطية وحذاء الدمية.. أغرب وسائل التجميل النسائية القديمة

زهراء مجدي
تشعر بعض النساء بالفعل بأنهن جئن لتلبية معايير الجمال في عصرهن، لكننا لم نتخيل كيف كانت هذه المعايير في الماضي، والحقيقة أنها كانت مرعبة وخطرة وتكاد تنهي حياة نساء لم يردن سوى جذب أنظار الرجال والزواج.
1- قدم الدمية
ربما يكون تصغير حجم القدم من أشهر جراحات التجميل، إلا أن أصوله في الصين غير معروفة رغم انتشاره بين زوجات وبنات النبلاء بين القرنين العاشر والتاسع عشر، ليسود بعدها بين سائر نساء الصين، ويصبح علامة جمال وشرطا للزواج.
وعادة ما تبدأ عملية تصغير القدم عندما تتم الفتاة سن الخامسة، بربط القدم وضم الأصابع وتضميدها بإحكام قبل نموها.
وتوضع القدمان في الماء الساخن المخلوط بالأعشاب، ثم تثنى جميع الأصابع عدا الإبهام، وتلف بإحكام حتى لا يتعدى طولها عشرة سنتيمترات، ثم توضع في حذاء خشبي ضيق، يشبه حذاء الدمى.
يتسبب ذلك في كسر عظام القدم وانحنائها حتى تلتقي أصابع القدمين بالكعبين، وتصبح الفتاة عاجزة عن السير، بقدمين متعفنتين، وحوض وفخذين مشوهين من شدة الاعتماد عليهما في الحركة. ولذلك تقلصت أعمال النساء لتقتصر على النسيج الذي لم يحتج منهن سوى الجلوس، وتأجير عربة للانتقال من مكان لآخر.

2- جمجمة المايا
ضغط قدماء المايا جماجمهم وربطوها بأشكال مختلفة، ليعكسوا بها مكانة الفرد في المجتمع، ولإجراء العملية بشكل سليم كانوا يبدؤون بعد حوالي أربعة أيام من الولادة بتمديد الطفل على السرير، ووضع رأسه بين لوحين خشبيين، أحدهما في الخلف والآخر في المقدمة، ثم يضغط اللوحان معا، ويثبتان حتى تنبعج الجمجمة من الجانبين.
اختصت نساء المايا لأنفسهن بعد ضغط جماجمهن بترصيع الأسنان وزخرفتها، فكن يقدمن من كافة الطبقات الاجتماعية على نحت أطراف الأسنان، وحفر ثقوب فيها وتطعيمها بالفيروز والأحجار الكريمة التي يختلف نوعها بين طبقة وأخرى.
3- تبييض الأسنان بالبول
تسعى النساء اليوم لتبييض أسنانهن بالمساحيق أو الليزر، رغم كل أضرار الطريقتين وإضعافهما للأسنان، ولكن ما فعلته النساء في روما القديمة لتبييض الأسنان لم تكن لتتوقعه بمفردك.

قررت زوجات وبنات الرومان الأثرياء استخدام البول كغسول لأسنانهن لتبييضها، وبخلاف هذه الطريقة الغريبة إلا أنهن لم يستخدمن أي بول لغسل الأسنان، لكنه بول يأتي خصيصا من أهل قرية بالبرتغال، كان يعتقد أن بولهم هو الأقوى في العالم.
تشحن الجرار البولية من البرتغال إلى قصور السيدات الرومانيات ليغسلن به أسنانهن، وأصبح المنتج شائعا لدرجة أن نيرون، آخر أباطرة روما، فرض عليه الضرائب.
الأمر الغريب في هذه القصة لم يكن استخدام البول فقط، بل إن الأمونيا الموجودة في البول كانت تؤدي دورها كمطهر فعال، وأثبتت نجاحها حتى انتهت التقليعة في القرن الثامن عشر.
4- البشرة الباهتة
لم تكن النساء في العصور الوسطى يسعين لبشرة ناعمة ومشرقة مثلما يحدث الآن، ولكن كان النمش والوحمات والشامات تعد بقعا ساحرة ورمزا للجمال.
الأصعب من ذلك، هو ما قامت بها النساء طوال العصور الوسطى في أوروبا ليحصلن على بشرة باهتة مقابل البشرة الوردية المرتبطة بالنشاط والخروج للعمل، خلافا للبشرة الباهتة التي تدل على الثراء والدلال لمئات السنين.
ولتحقيق هذا كانت المرأة تجرح نفسها وتنزف دما بكميات كبيرة لتصل لهذه البشرة الشاحبة، وكلما استردت عافيتها كررت العملية، بحسب موقع باستل.
5- الأشعة السينية
استخدمت النساء الأشعة السينية لإزالة الشعر بصورة دائمة في أوائل القرن العشرين فور اكتشافها، ولتحقيق النتيجة المرجوة كانت المرأة تتعرض للأشعة لمدة عشرين ساعة في الجلسة الواحدة.

تسبب ذلك في تساقط شعر رأس النساء، كما أصبحت جلودهن سميكة وضامرة، وظهرت تقرحات بالجلد، وانتهت الأعراض بالسرطان ووفاة الكثيرات، مما تسبب في رفع دعاوى قضائية ضد من سوقوا لهذه الأشعة كوسيلة تجميلية آمنة.
6- نتف شعر الرأس
كان الشعر المستعار مهما لنساء روما القديمة كمظهر جمالي، ولكن مقابل ذلك لم تكن المرأة في بريطانيا لا تهتم بمظهر شعرها فقط، بل كانت تنتف شعرها من مقدمة رأسها لتحصل على جبهة واسعة ومستديرة.
فكان أهم معيار للجمال في بريطانيا في القرن الثامن عشر هو الوجه الطويل، والبيضاوي، بشعر منحول متراجع عن الجبهة، ولم يكن يكتمل المظهر إلا بنتف الحواجب أيضا، ليظهر منها بالكاد خط من الشعر المتراص.
7- حمية الدودة الشريطية
كانت النحافة دوما حلم الفتيات، لكن دودة شريطية في الأمعاء شيئا لا يحلم به أحد. رغم ذلك شاع أغرب نظام تجميل وتنحيف في بريطانيا عام 1800 تحت اسم "حمية الدودة الشريطية".
هنا تتناول المرأة التي تسعى لخفض وزنها يرقات الديدان الشريطية المعقمة والمعلبة، وما إن تستقر الديدان بالمعدة، حتى تتغذى على الشحوم الزائدة في الطعام، وتستمر في النمو ويزداد حجمها، حتى يتم إزالتها من الجسم، بحسب مايو كلينك، ورغم مرور عقود على هذه الطريقة فإنها ما زالت متبعة إلى الآن.