أول الغيث كأس السوبر الأوروبي.. هل تنجح النساء في تحكيم مباريات الرجال؟

ستيفاني فرابار - طاقم تحكيم نسائي في كأس السوبر الأوروبي
فرابارت بدأت التحكيم بالدوري الفرنسي الدرجة الثالثة عام 2011 (مواقع التواصل)

آيات جودت

صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم تكتب اليوم 14 أغسطس/ آب الجاري، وتحديدا في مباراة كأس السوبر الأوروبي بين ليفربول وتشلسي، المقامة بمدينة إسطنبول التركية، لأنه وللمرة الأولى سيكون حكم الساحة امرأة في مباراة بهذا الحجم، وهي الفرنسية ستيفاني فرابارت، في خطوة تعد تتويجا لأدائها الممتاز في تحكيم المباراة النهائية بكأس العالم للسيدات 2019.

تشارك فرابارت سيدتين أخريين هما الفرنسية مانويلا نيكولوسي والأيرلندية ميشيل أونيل، والحكم الرابع هو التركي كونيت شاكير.

تعد هذه الخطوة انتصارا كبيرا للسيدات في مجال التحكيم الرياضي والرياضة بشكل عام، فقد كان من المعتاد أن يكون الحكم رجلا سواء كانت المباراة للرجال أم للسيدات، وتدريجيا أصبح من المألوف وجود حكم سيدة في الرياضات النسائية، قبل أن تشهد السنوات القليلة الأخيرة ظهور المرأة كحكم ساحة أو حكم مساعد في مباريات الرجال.

بدأت فرابارت التحكيم في مباريات الدرجة الثالثة رجال بالدوري الفرنسي عام 2011، وأصبحت ثم دوري الدرجة الثانية عام 2014، ثم انضمت العام الجاري إلى حكام دوري الدرجة الأولى الفرنسي بجانب اختيارها للتحكيم في نهائي كأس العالم للسيدات ومباراة السوبر الأوروبي، ولتصبح بهذا أول سيدة تحكم في مباراة رجال على مستوى القمة بالمسابقات الأوروبية.

ورغم أن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأقوى في العالم، فإنه لم يشهد القيام بهذه الخطوة بعد ولا يزال التحكيم بمباريات الرجال في يد الرجال، لأن النساء في إنجلترا مازلن غير محترفات وغير مؤهلات فنيًا للتحكيم في مباريات الدوري الممتاز للرجال، حتى أنهن فشلن حتى الآن في مجاراة التطور الكبير في مستوى مباريات الدوري الإنجليزي للسيدات منذ تحوله إلى الاحتراف، بما تبعه من طفرة في مستوى اللاعبات السنوات الأخيرة، بحسب ما ورد في تقرير موقع "بي بي سي".

تونس في المقدمة
أما على الصعيد العربي، فنجد أن تونس حملت الريادة في تمكين "التحكيم النسائي" وتصبح درصاف القنواطي عام أول امرأة عربية وأفريقية تدير مباراة في الدوري الممتاز للرجال ببلدها، وكانت 2019 بين الترجي والبنزرتي، وهو ما علقت عليه درصاف قائلة إنها فوجئت باختيارها لتحكيم هذه المباراة، علما بأنها تحكم بدوري الدرجة الثانية للرجال منذ عام 2017.

وبالعودة لبعض العاملين في المجال الرياضي عربيا، فقد طرح الإعلامي الرياضي عمرو فهمي تساؤلا، في ظل الاتجاه العالمي للمساواة وتمكين المرأة وسيطرة بعض المؤسسات النسوية على قطاع كبير من الرأي العام من وجهة نظره: هل اختيار السيدات للتحكيم في رياضات الرجال تحديدا سوف يكون خاضعا بالفعل للكفاءة والخبرة بنسبة 100%، أم تتدخل في الاختيار اتجاهات أخرى قد تكون سياسية أو اجتماعية؟

وتابع فهمي أن في لعبة كرة القدم بطبيعة الحال دائما ما يكون أداء الحكم محل تشكيك من جمهور الفريق الخاسر، والمدرب محل انتقاد لدى نفس الجمهور، ولكن من الممكن أن يختلف رد فعل الجمهور في حالة إن كان أحدهما امرأة، فتزيد حالة الغضب أو السخط عن المعتاد، وهذا نظرا لطبيعة اللعبة الذكورية منذ اختراعها، وقد يكون من الطبيعي أن يشكك الجمهور في خبرة النساء الحديثة نسبيا بكرة القدم، وهو شيء من المجحف أن يتم إقرانه بالتمييز ضد المرأة.

لا تفقه شيئا
واحدة من أشهر الوقائع وهي الدعوى القضائية التي رفعتها إيفا كارنييرو المعالجة الطبية وأول طبيبة سيدة في تشلسي أحد فرق القمة في كرة القدم للرجال في بريطانيا على المدير الفني خوسيه مورينيو أثناء عملها عام 2015، بعد أن هاجمها بشكل علني واتهمها بأنها لا تفقه شيئا في لعبة كرة القدم، تعليقا على إيقافها المباراة لعلاج أحد اللاعبين، وهو السلوك الذي وصفته كارنييرو بالعنصري.

أما فيما يخص مباراة السوبر الأوروبي التي تم إسنادها إلى فرابارت، فقد أرسل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بحسب موقعه الرسمي دعوى رسمية لكل من الإيطالية أناليزا موكيا ومواطنتها غيوليا نيكاسترو لحضور مباراة إسطنبول، وهذا بعد تعرضهما لتعليقات عنصرية من معلق تلفزيوني ولاعب بالدوري الإيطالي أثناء تحكيمهما في أحد المباريات المحلية الإيطالية.
 
ويبقى السؤال: هل اختيار أغلب طاقم التحكيم في هذه المباراة جاء احتفاليا بالأساس ولن يسفر عن المزيد من التقدم النسائي، أم أنه حجر أساس لمستقبل قريب يكون فيه من الطبيعي رؤية مدربات وحكمات في البطولات الرجالية، كما هو الحال بالنسبة للرجال في البطولات النسائية؟ السنوات القادمة ستحمل الإجابة.
المصدر : الجزيرة

إعلان