الضوضاء البيضاء.. الوصفة السحرية لنوم سريع للأطفال
شيماء عبد الله
هل لديك طفل صغير؟ لو كانت الإجابة نعم، فهذا يعني أنك تعاني من قلة نومه أو عدم انتظام مواعيد استيقاظه ومنامه، من المؤكد أنك جربتِ العديد من الطرق، في محاولة منك لإنجاح الأمر، كالهدهدة والغناء والسير به محمولا على كتفيك، مئات المحاولات ما بين الفشل الدائم والنجاح العابر، لكن ما بالك لو عرفت أن الحل ليس مطلقا في الهدوء، ولا الضوء الخافت، أو الصوت الهامس، الحل يكمن فقط في الضوضاء، الضوضاء البيضاء هي الحل لطفلك الرضيع نحو نوم هادئ.
الضوضاء البيضاء هي نوع من الأصوات التي يعتقد البعض أنها ضوضاء مزعجة، لكنها تساعد كثيرا في عمليات النوم المعقد لدى الكثير من الأطفال، ولدى الكبار أحيانا، فلصوت الغسالة اليدوية سمات التهدئة أكثر من الإزعاج، وكثيرون منا يتذكرون تلك الأيام الخوالي حيث كانت معظم المنازل تعتاد استخدامها وكان أطفال البيت وكباره ينامون بعمق في تلك الأجواء والأصوات.
ضوضاء تريح الأعصاب!
الأصوات المتكررة بنمط ثابت هي ما يطلق عليها مسمى الضوضاء البيضاء، التي تساعد الأطفال حديثي الولادة وحتى عمر السنة على النوم بشكل منتظم، دون أن تبذل الأم مجهودا خارقا لتحفيز طفلها على النوم، أصوات مثل تشويش التلفزيون، أو صوت المكنسة الكهربائية، أو صوت مجفف الشعر، أو زخات المطر، أو محضر الطعام، يمكنك الاعتماد عليها بشكل كبير للوصول لنوم مثالي لطفلك الوديع.
تخصيص اللون الأبيض لتسمية هذا النوع من الضوضاء، أتى من فكرة تكوّن اللون الأبيض من اندماج جميع الألوان ببعضها، فهكذا هي الأصوات المختلفة الترددات حين تندمج فيخرج منها ما تسمى بالضوضاء البيضاء.
إذا كان هناك أكثر من شخص بالغرفة، كل منهم له صوت، صوت أحدهم يمضغ الطعام، والآخر يستمع لهاتفه، وآخر صوت شخيره عال، ففي هذه الحالة، فإن أضمن حل للنوم هو اللجوء للضوضاء البيضاء، وهو التركيز على صوت واحد منتظم، والخروج من كافة الأصوات الأخرى، فلو ركزت كافة حواسك على الاستماع لصوت الشخير، فإنك لن تسمع باقي الأصوات، وبهذا ستضمن عدم تشتتك في أكثر من اتجاه، وتفتيت تركيزك وانتباهك بعيدا عن النوم.
للضوضاء البيضاء سحرها الخاص على الأطفال، فهي ليست مجرد صوت نمطي يدمنون الاستماع إليه، لكن السر يكمن في أن تلك الأصوات تشبه إلى حد كبير الأصوات التي كانوا يستمعون إليها وهم أجنة في رحم الأم، مثل دقات قلب الأم، وصوت تدفق الدماء في الأوردة الدموية، وأصوات المعدة والقولون، فهذه الأصوات التي تتقارب مع نمطية الضوضاء البيضاء، هي ما تولد ألفة بينها وبين الطفل، لذا يشعر بالأمان عندما يستمع إليها وينام في سكون.
أضرار الضوضاء البيضاء
الراحة التي تحصل عليها الأم بعد تنويم طفلها من مزايا الضوضاء البيضاء، لكنها كذلك لها بعض العيوب التي أثبتها العلماء الذين نصحوا بعدم الاعتماد عليها وسيلةً لتنويم الطفل بشكل دائم، مع مراعاة الاعتماد على هذه الوسيلة لفترات محدودة وبصوت منخفض، وذلك لأسباب عدة أولها أنها قد تضر بحاسة سمع الطفل عند الإفراط في استخدامها، لذلك فإن درجة الصوت المسموح بها لا تتجاوز 60 ديسيبلا، كما أن الاعتياد عليها قد يخلق من الطفل شخصا مزعجا في حالة عدم وجودها، فلا مجال لنومه دونها.