لكل مصابة بسرطان الثدي.. ذراعك خط أحمر

صفاء علي
أسماء سيدة مصرية (38 عاما) أصيبت بسرطان الثدي من الدرجة الثالثة، فكان قرار الأطباء استئصال الثدي من الجهة اليسرى. وبعد تخطيها مرحلة الاستئصال والعلاج الإشعاعي، ما زالت تبعات الأمر تؤثر عليها نفسيا، إضافة إلى هجمات الدوار التي تباغتها من آن لآخر.
كل ذلك جعل أسماء تخشى الخروج بمفردها حتى لا تُصاب بالإغماء، لكن ومع مرور الأيام، وانشغال الأسرة، خرجت بمفردها في زيارة عائلية، وفجأة حدث ما كانت تخشاه، إذ أصابها الدوار وهي في الطريق، ليجتمع حولها المارة لإفاقتها.
كل ما كان يهمها وقت الإفاقة أن تحذرهم من لمس ذراعها الأيسر، حيث موضع استئصال ثديها، وما ترتب عليه من استئصال الغدد الليمفاوية أيضا، وهو ما يعني إصابة الذراع بالتورم بمجرد لمسه، أو التعامل معه بشكل عنيف، أو قياس الضغط، أو أخذ الحقن.
"الليمفاديما" أو الوذمة الليمفية تورم غير طبيعي يمكن أن يتطور في الذراع أو اليد أو الثدي أو الجذع كتأثير جانبي لجراحة سرطان الثدي والعلاج الإشعاعي. يمكن أن تظهر هذه الوذمة لدى بعض الأشخاص خلال أشهر أو حتى سنوات بعد انتهاء العلاج، وتحدث نتيجة إزالة ما لا يقل عن اثنين أو ثلاثة من العقد اللمفاوية من تحت الذراع، كجزء من عملية استئصال الثدي، ومنع الورم من التمدد.
وقد تشعر السيدة المحتمل إصابتها "بالليمفاديما"، بإحساس غير عادي -مثل الوخز أو التنميل- يحدث قبل أي تورم مرئي. وتشمل الأعراض الشائعة للورم، الإحساس بالألم، والشعور بالامتلاء أو الثقل، والانتفاخ أو التورم، وانخفاض المرونة، أو ضيق في مناطق اليد والذراع والصدر والثدي أو الإبط، لذا فالعلاج المبكر أمر مهم، والحفاظ على الذراع من هذا التورم أمر أهم.

أساور التوعية
بدأت في العام الماضي محاولات من بعض محاربات سرطان الثدي مثل مها نور ورحيمة الشريف، لتعميم فكرة ارتداء سوار يحمل عبارة "ذراعي خط أحمر". ومع أن الأساور تقدم بمبالغ رمزية، فإنها حتى الآن غير مُعممة.
يشار إلى أن هذه الفكرة وغيرها التي تحاول مساعدة السيدات اللاتي أجرين عمليات استئصال للثدي، قدمتها منُظمات مدنية لا علاقة لها بالمجال الطبي.
وفي هذا السياق يؤكد استشاري جراحات الأورام والثدي بجامعة المنصورة الدكتور خالد محمد عبد الوهاب أن الوعي بهذه المعلومة الطبية الخطيرة التي تمس مريضة سرطان الثدي ما زال غائبا، في حين يجب أن تكون هناك حملات توعوية من الأطباء أنفسهم بخطورة حالة المريضة، سواء بالنسبة لمرافقيها أو المجتمع.
تعاضد مجتمعي
وأضاف الدكتور عبد الوهاب في حديثه للجزيرة نت أن "صوت الطبيب واضح في عيادته فقط، لكن لا بد من تعاضد مجتمعي بأهمية حماية هؤلاء المريضات، لتكون معلومة دائمة، حيث يستطيع كل شخص معرفة فحوى السوار الذي ترتديه المريضة".
ولا ينكر الدكتور أن كل المريضات اللاتي تعرضن لعلاج إشعاعي غير واعيات بخطر الإصابة "بالوذمة الليمفية"، إذ تنصبّ كل محاولات التوعية -من وجهة نظره- على الكشف المُبكر عن سرطان الثدي فقط، لذا لا بد أن ترتدي المريضات هذا السوار "بمجرد إجرائها للجراحة".
ويستطرد "للأسف لو تورم الذراع، فالجراحات الخاصة بإعادته إلى هيئته تكون مُعقدة جدا وباهظة التكاليف أيضا على مستوى العالم، ونسبة نجاحها مُنخفضة جدا".

كيفية التعامل مع مريضة سرطان الثدي
– ضرورة الدعم النفسي والأسري للمريضة وعدم الخوف من التعامل معها، أو حتى الهلع من إمكانية إصابة أفراد الأسرة بالمرض، لأن سرطان الثدي وراثي في 15% من الحالات فقط.
– التعامل مع اليد على أنها "غالية"، وعدم تعريضها للخبطات أو الحروق، وعدم حمل أشياء ثقيلة بها.
– لبس الجوارب المطاطية أو البلاستيكية أثناء الأعمال المنزلية البسيطة لتفادي حدوث أي ضرر.
– توخي الحذر عند قص الأظافر في يد الذراع المصابة.
– الحذر أثناء إزالة شعر الإبط، واستخدام الماكينة الكهربائية دون أي آلات حادة.
– يجب عدم أخذ حقن في الذراع نهائيا.
– استخدام رباط ضاغط، وعمل علاج طبيعي للذراع كالتدليك الخفيف.
– تجّنب وضع حلى ضيقة أو حادة أو مؤذية.
– ارتداء صدرية تقفل من الأمام لتجنب أية التواءات أو صعوبة لفكها من الوراء.
– ارتداء ملابس مُريحة وغير ضاغطة، والتعود على ارتداء القطنيات، وتجنب ارتداء الملابس المصنعة من الألياف الصناعية.
– في حالة حدوث جرح في الذراع فيجب تطهيره فورا بوضع معقم أو مطهر ثم أخذ مضاد حيوي، لأن التورم ينتج عن استئصال الغدد الليمفاوية التي من وظائفها الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات والجراثيم، ومن ثم فإن عدم معالجة الجرح يجعل المريضة أكثر عُرضة لحدوث التهاب.
– ممارسة تمارين رياضية خفيفة بعد إجراء العملية تُساهم بنسبة كبيرة في التعافي ومقاومة حدوث انتكاسات.