بدأت حكايته عام 1960 بمقتل الأخوات ميرابال.. اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
سميرة عوض
يصادف اليوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني ما يعرف باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وقد اختير هذا اليوم لإطلاق 16 يوما من النضال تختتم في 10 ديسمبر/كانون الأول في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وشعاره "العالم برتقالي.. جيل المساواة يقف ضد الاغتصاب".
ويعتبر العنف ضد المرأة مثل السرطان، سبب جوهري للوفاة والعجز للنساء في سن الإنجاب، وسبب أخطر يؤدي للعلة مقارنة مع حوادث السير والملاريا معا، بحسب موقع الأمم المتحدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على موقع الأمم المتحدة الرسمي، اليوم بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، إن "العنف الجنسي ضد النساء والفتيات يستمد جذوره من هيمنة الذكور التي دامت قرونا من الزمن، ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن أوجه عدم المساواة بين الجنسين التي تغذي ثقافة الاغتصاب هي في الأساس مسألة اختلال في موازين القوة".
اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة
يشير تاريخ اليوم إلى اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة لإطلاق 16 يوما من النضال تختتم في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
واختارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة يوم 25 من كل شهر كيوم برتقالي -لحملتها- "اتحدوا، قل لا" التي أطلقت في عام 2009 لتعبئة المجتمع المدني والناشطين والحكومات ومنظومة الأمم المتحدة من أجل تقوية تأثير حملة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة.
مظاهر العنف ضد المرأة
يعد العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا اليوم. ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به.
وبشكل عام، يظهر العنف بأشكال جسدية وجنسية ونفسية وتشمل:
– عنف الزوج، ويتضمن الضرب والإساءة النفسية والاغتصاب الزوجي وقتل النساء.
– العنف والمضايقات الجنسية، ومنها الاغتصاب والأفعال الجنسية القسرية والتحرش الجنسي والاعتداء الجنسي على الأطفال والزواج القسري والتحرش في الشوارع والملاحقة والمضايقة الإلكترونية.
– الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي).
– تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث).
– زواج الأطفال.
مؤشرات لها دلالات
– ﺗﺘﻌﺮض واﺣﺪة ﻣﻦ ثلاث نساء وﻓﺘﻴﺎت ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﺠﺴﺪي أو اﻟﺠﻨﺴﻲ خلال حياتها.
– 52% فقط من النساء المتزوجات يتخذن بحرية قراراتهن بشأن العلاقات الجنسية واستخدام وسائل منع الحمل والرعاية الصحية.
– تزوج ما يقرب من 750 مليون امرأة وفتاة -على قيد الحياة اليوم- في جميع أنحاء العالم قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، في حين خضعت 200 مليون امرأة وفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث).
– قُتلت واحدة من كل اثنتين من النساء اللاتي قُتلن في جميع أنحاء العالم على أيدي أزواجهن أو أسرهن عام 2017، بينما قُتل رجل واحد فقط من بين 20 رجلا في ظروف مماثلة.
– 71% من ضحايا الاتجار بالبشر في العالم من النساء والفتيات، و3 من أصل 4 من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي.
الأخوات ميرابال.. 1960
وقصة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء بدأ مع ثلاث شقيقات، هن باتريسيا وماريا وأنطونيا، وهن من عائلة ميرابال، كان والدهن رجل أعمال ناجح وكن يعشن حياة الطبقة الميسورة المستقرة.
تعرضن لعملية اغتيال وحشية في 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1960 في جمهورية الدومينيكان، بأوامر من حاكمها وقتها رافاييل تروخيلو، بسبب كونهن معارضات سياسيا لنظام تروخيلو الذي ظل على هرم السلطة في بلاده حتى عام 1961، فارضا سيطرة مطلقة على البلاد.
وبعد انهيار نظام تروخيلو، كرمت ذكرى الأخوات ميرابال، وقامت أختهن الرابعة المتبقية على قيد الحياة المسماة ديدي بتحويل المنزل الذي ولدن به لمتحف لشقيقاتها الراحلات يضم مقتنياتهن، إضافة للكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكراهن.
وتكريما للأخوات ميرابال اللواتي أصبحن رمزا للمقاومة والنضال والبسالة في مواجهة العنف ضد النساء، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1999 تخليد ذكراهن من خلال الاحتفال سنويا باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة بالتزامن مع يوم وفاتهن.
إفلات واسع النطاق من العقاب
وكان إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، يعرف العنف ضد المرأة أنه "أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسدية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة".
وتُظهر الجهود المبذولة لمنع العنف ضد المرأة وإنهائه على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية أن هناك إفلاتا واسعا النطاق من العقاب على العنف الجنسي والاغتصاب، بحسب موقع الأمم المتحدة.
ونسقت مجموعة كبيرة من الفعاليات العامة، على مستوى العالم، وستضاف لمسة برتقالية إلى المباني البارزة والمعالم التذكارية للتذكير بالحاجة الماسة لمستقبل خال من العنف. ودعا الموقع الرسمي للحملة إلى المشاركة على الشبكات الاجتماعية بوسم (#GenerationEquality #orangetheworld).