شاهد- محطة زاباروجيا النووية.. سيناريوهات حدوث تسرب إشعاعي

تعد محطة زاباروجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من كبرى 10 محطات في العالم. تقع في مدينة إنيرهودار جنوبي أوكرانيا على بعد نحو 200 كيلومتر من إقليم دونباس.

وقد بنيت أول 5 مفاعلات فيها بين عامي 1984 و1989، وشغلت المحطة السادسة عام 1995، وتعمل المفاعلات بالماء المضغوط، و4 منها قيد التشغيل فقط، بطاقة ألف ميغاوات لكل منها، وتتطلب هذه المفاعلات كميات كبيرة من مياه التبريد من نهر دنيبر.

تنتج ما يقارب خُمس الكهرباء في أوكرانيا، ولها أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى روسيا، إذ لا تبعد إلا قرابة 200 كيلومتر عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو 2014.

لكن ما الذي يحدث إذا وقع أي تسرب إشعاعي من المحطة لسبب أو لآخر، مثل تعرضها لقصف يتلف الغلاف المعدني والفولاذي الذي يحمي المفاعلات، وهو ما يلحق ضررا بنظام التبريد؟

إذا حدث تسرب إشعاعي ستنتشر الإشعاعات لاسيما أشعة غاما عالية الطاقة إلى مسافات طويلة عبر الهواء، قد تصل إلى مئات الكيلومترات في أوروبا وروسيا، ويجعل بعضا من تلك المناطق غير صالحة للسكن ربما لعقود.

إذا تعرض الناس لهذا الإشعاع فقد يتسبب ذلك في آثار صحية شديدة منها السرطانات، وقد يحدث تغييرا في الحمض النووي ويترك تشوهات في الأجيال القادمة. إضافة إلى تلوث الأراضي والتأثير بعيد المدى على المحاصيل الزراعية.

لو حدث تسرب، يتوقع علماء أنه سيكون أكبر ببضع مرات مما حدث في مفاعل تشيرنوبل، وهنا نعود بالذاكرة إلى عام 1986، حيث وقع أسوأ حادث نووي في التاريخ في تشيرنوبل بأوكرانيا خلال الحقبة السوفياتية، حينها انتشرت سحابة إشعاع في روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وتعرض نحو 8.5 ملايين شخص في البلدان الثلاثة إلى الإشعاع. كما تعرض 155 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في تلك البلدان للتلوث.