المرصد

الاستهداف المتعمد.. تحقيق لرويترز يكشف جرائم حرب إسرائيلية ضد الصحفيين

كشف تحقيق استقصائي معمق أجرته وكالة رويترز على مدى عدة أشهر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف الصحفيين في غزة ولبنان عن سبق إصرار وترصد، مستخدما قذائف دبابات من عيار 120 ملم ضد كاميرات وصحفيين.

بانر المرصد

وسلطت حلقة (2025/10/6) من برنامج "المرصد" الضوء على نتائج هذا التحقيق الذي فحص أكثر من 100 صورة ومقطع فيديو، واستعان بـ5 خبراء في المتفجرات لتحليل الشظايا والأسلحة المستخدمة.

وركز التحقيق على حادثتين رئيسيتين: مجزرة مستشفى ناصر في خان يونس التي أودت بحياة 5 صحفيين في أغسطس/آب الماضي، ومقتل مصور رويترز عصام عبد الله على الحدود اللبنانية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويوم 25 أغسطس/آب الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي مستشفى ناصر الطبي بقذيفتين منفصلتين بفارق 9 دقائق فقط.

واستهدفت الضربة الأولى كاميرا الصحفي حسام المصري المتعاون مع رويترز، الذي كان يبث مباشرة، والضربة الثانية جاءت بينما كان الصحفيون ورجال الإسعاف يحاولون انتشال الضحايا، مما أسفر عن استشهاد 22 مدنيا، بينهم 5 صحفيين: محمد سلامة مصور الجزيرة، وحسام المصري، ومريم أبو دقة، ومعاذ أبو طه، ومحمد أبو عزيز.

وادعى جيش الاحتلال أن الكاميرا تعود لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن التحقيق أثبت أنها معدات صحفية لوكالة رويترز، وأن ما اعتبرها الإسرائيليون "منشفة مشبوهة" كانت سجادة صلاة يستخدمها المصور لحماية معداته من الغبار.

وأكد الخبراء أن استخدام قذائف دبابات ضد كاميرا صحفية "غير متناسب بشكل لا يصدق" ويشكل جريمة حرب.

وفي حادثة منفصلة على الحدود اللبنانية، استشهد مصور رويترز عصام عبد الله وأصيب 6 صحفيين آخرين، بينهم مراسلة الجزيرة كارمن جوخدار، وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية أن الهجوم كان "متعمدا على مدنيين"، وأنه "لا يوجد أي مؤشر على وجود مقاتلين أو أهداف عسكرية بالموقع".

وارتفع عدد شهداء الصحافة في هذه الحرب إلى أكثر من 250 صحفيا فلسطينيا، في حين تواصل إسرائيل سياسة الإفلات من العقاب رغم تضافر الأدلة الدولية على ارتكابها جرائم حرب منهجية ضد الإعلاميين.

المصدر: الجزيرة