الشريعة والحياة في رمضان

كيف نحمي شبابنا من التغريب والفتن؟

سلطت حلقة (2025/3/23) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” الضوء على الشباب وكيفية حمايتهم بسياج الشريعة من تحديات الإلهاء والتغريب ومخططات طمس الهوية وتمييع الشخصية.

بانر "الشريعة والحياة في رمضان"  

واستضافت الحلقة أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر الدكتور بلخير طاهري الإدريسي الذي استعان في بداية تعليقه على الموضوع بمقولة للشيخ الراحل محمد الغزالي "إن الله -عز وجل- ربى محمدا ليربي به العرب، وربى العرب بمحمد ليربي بهم الأمم".

ويقول إن أعمار الذين كانوا حول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت تتراوح بين 15 و25 سنة، وكلهم كان لهم أثر في دعوة النبي الكريم الذي ركز على عنصر الشباب بشكل دقيق ورئيس، وحاول أن يبني من هؤلاء الشباب رجالا أثبتوا تحدياتهم في واقعهم.

ويعطي مثالا على ذلك جعفر بن أبي طالب الذي بعثه النبي الكريم سفيرا إلى الحبشة، ولم يكن يتجاوز 20 سنة أو 23 سنة، حسب ما تقول السير.

ويشير إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تمكن من صناعة أولئك العمالقة من الشباب بناء على 4 مرتكزات: أولا، تصحيح العقيدة باعتبار أن الرسالة نزلت في بيئة جاهلية، حيث قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتصحيح عقيدة هؤلاء الشباب، ثم ركز على تزويدهم بتقوى العبادة، ثم علّمهم عدم الاستعجال وزودهم بعنصر الصبر والجلد في الطريق الذي يسيرون عليه.

أما المرتكز الرابع فركز فيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على فتح العقول والقلوب قبل فتح الحقول، أي الأراضي.

إعلان

ويوضح الدكتور الإدريسي أنه كان في مكة 360 صنما، لكن النبي الكريم لم يكسر صنما واحدا إلا بعد أن ذهب إلى المدينة وبنى دولته وقوّى صفه.

وعن واقع الشباب اليوم، يتأسف أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر للحالة التي وصلوا إليها مقارنة بأسلافهم، ويقول إنهم يواجهون تحديات داخلية وخارجية، وأولها الفراغ.

ويذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تزول قدما ابن ادم حتى يُسأل عن أربع: عن شبابه فيما أفناه، وعن عمره فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه".

والتحدي الثاني الداخلي هو ضياع البوصلة وعدم تحديد الهدف، فعندما يفقد الشاب توازنه في المجتمع ويفقد مبررات وجوده فأول ما يقوم به إذا كان خالي الإيمان هو إنهاء حياته.

وهناك أيضا الانتحار الاعتزالي، وهو أن ينعزل الشاب عن المجتمع ويعيش مع الإنترنت فقط، وهناك ما سماه الدكتور الإدريسي الانتحار الاستسلامي، أي أن الشاب يستسلم لواقع منحرف.

أما التحديات أو الاستهدافات الخارجية التي تواجه الشباب المسلمين فيذكر منها الدكتور الإدريسي ظاهرة الإلحاد الجديد أو "اللادينية"، وهو الذي يجعلهم يشككون حتى في الأمور القطعية، بالإضافة إلى سلب الشخصية من خلال انخراط الكثير منهم بغباء ضد بلدانهم وضد شعوبهم.

ويشير إلى لجوء الشباب في الدول العربية والإسلامية للهجرة إلى الدول الغربية، ولكنه يرى أن هؤلاء الشباب يمكن لهم أن ينخرطوا من خلال الجمعيات والأحزاب والمنظمات وأن يتوغلوا في مؤسسات الدول التي يستقرون فيها ليكونوا عناصر فعالة.

المصدر : الجزيرة