
الفساد أم السلاح.. من أوصل لبنان إلى الهاوية؟
فبحسب الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة فإن لبنان وصل إلى نهاية النهاية، ووصف منظومة الحكم بأنها تركيبة "تحالف السلاح والفساد"، وقال إن المكونات السياسية -من بينها الرئيس ميشال عون وتيار المستقبل وغيرهما- أعطوا الشرعية لسلاح حزب الله من أجل أن يغطي على فسادها.
ووصف بشارة في حديثه لحلقة (24/8/2021) من برنامج "الاتجاه المعاكس" المنظومة السياسية بأنها "قوية جدا" و"مجرمة جدا"، وأنها مصرة على الإمساك بمفاصل الدولة اللبنانية، واعتبر أنها مافيا وليست سلطة سياسية وهي لا تملك القدرة على حماية نفسها ولذلك تحالف السلاح والفساد.
وقال إن بندقية المقاومة هي التي أتت بالرئيس عون، وهي التي تمنع تشكيل الحكومات اللبنانية، وبالتالي فإن حزب الله يحمي ما أسماها المنظومة الفاسدة لأنه يعلم أن مصلحته في استمرارها.
واتهم حزب الله بأن له أولويات يسميها مقاومة، وهو في الواقع يخدم مشروع إيران في المنطقة، وقال بشارة إنه ضد كل من يحمل السلاح خارج الدولة وضد أن يكون لبنان جزءا من محور إيران.
أما الكاتب الصحفي ياسر الحريري فأقر من جهته بوجود فساد ومافيا في لبنان تعود إلى سنوات التسعينيات، لكنه أكد أن ما سماها سيمفونية الفساد والسلاح تستهدف تعطيل عهد الرئيس عون لأنه يدعم المقاومة، بحسب قوله.
وشدد الحريري على أن المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان هي حليفة للولايات المتحدة الأميركية وللدول التي تمنع المساعدات عن لبنان، ودافع عن حزب الله، ورفض التهم الموجهة له بأنه يستخدم السلاح للدفاع عن المنظومة الحاكمة، ولو كان الأمر كذلك لحسم أمر هذه المنظومة بسرعة، كما قال الحريري.
وفي سياق حديثه عن الدور الأميركي في لبنان، قال الحريري إن لديه معلومات تفيد بلقاء جمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) ويليام بيرنز مع رئيس الجمهورية اللبنانية وقائد الجيش، وعرض عليهما انسحاب إسرائيل الكامل من مزارع شبعا مقابل تقاسم النفط والغاز، وقال إن ما يهم الأميركيين هو النفط والغاز وأمن إسرائيل.
كما كشف عن لقاء جمع مسؤولين مصريين بمسؤولين من حزب الله، حيث ناقشوا موضوع لبنان من جهة الأمن والاستقرار وموضوع التسوية السياسية.
"هامش في الوقت الضائع"
وبشأن أسباب تعطل تشكيل الحكومة اللبنانية، أكد الحريري لحلقة "الاتجاه المعاكس" أنه سأل سفيرا شرق أوسطيا غير عربي وغير إيراني، فأخبره أن الأميركيين أعطوا الفرنسيين هامشا في الوقت الضائع، ولم يعطوهم كل التفويض لحل أزمة لبنان، مشيرا إلى أن واشنطن تريد البناء وفق مقتضيات جديدة.
وخلص إلى أن لبنان "سيبقى في غرفة الإنعاش لحين حدوث تسويات"، لأن هناك حاجة إقليمية لأن يبقى كذلك خاصة أن أمن إسرائيل في خطر.
ومن جهته، تساءل بشارة عن سبب لجوء من يملك أغلبية نيابية إلى تسمية رئيس حكومة، ورد على تساؤله بالقول إن هؤلاء لا يتحملون المسؤولية ولا يملكون أدوات إدارة البلاد.
وتجادل الحريري مع بشارة بشأن دور حزب الله، ودعا الأول الثاني إلى ترك شماعة حزب الله والبحث عن أسباب أخرى لما وصل إليه لبنان.