
كيف توقعت المنصات نتائج الإعلان عن فقدان الاتصال مع الأسير عيدان؟
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أعلنت أمس الثلاثاء فقدان الاتصال بالمجموعة المكلفة بحراسة ألكسندر بعد قصف إسرائيلي مباشر للمكان الذي كان فيه.
وقال الناطق باسم القسام أبو عبيدة إن محاولات البحث عن ألكسندر ومن معه لا تزال جارية، لكنه اتهم حكومة بنيامين نتنياهو بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية حتى تتمكن من مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة.
كما نشرت القسام بالتزامن هذا الإعلان مقطع فيديو وجّهته إلى ذوي الأسرى المتبقين في القطاع، ودعتهم فيه لتجهيز أماكن دفن أبنائهم لأنهم سيتسلمونهم أشلاء بسبب صواريخ جيشهم.
واللافت أن ألكسندر كان قد ظهر في تسجيل مصور قبل أيام من إعلان فقدان الاتصال به، مطالبا بإعادته إلى عائلته بكل الطرق، ومتهما نتنياهو بالسعي لقتله هو وبقية الأسرى.
وظهر الأسير وهو في حالة أقرب للانهيار متوسلا إلى نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرورة إبرام صفقة مع حركة حماس للإفراج عنه في أسرع وقت ممكن.
كان حيا حتى وقت قريب
وكان هذا الفيديو هو الثاني الذي يظهر فيه ألكسندر منذ أسره في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ورغم أنه لم يحمل تاريخيا بعينه فإنه حمل بعض الأمور التي تؤكد أنه كان على قيد الحياة، فقد قال في المقطع إنه يتحدث بعد مرور 551 يوما على الحرب، أي يوم 9 أبريل/نيسان الجاري.
كما ذكر أمورا حديثة، منها حديثه عن المفاوضات التي أجريت في الدوحة الشهر الماضي، والتي كادت واشنطن تنجح خلالها في الإفراج عنه لولا العراقيل التي وضعتها إسرائيل لنسف الاتفاق الذي تم التوصل إليه تقريبا.
كما قال ألكسندر في الفيديو الأخير إنه يتمنى قضاء عيد الفصح اليهودي مع عائلته، والذي بدأ في الـ12 من الشهر الجاري وينتهي في 20 من الشهر نفسه.
لكن الأكثر أهمية في حديث ألكسندر هو ما قاله عن فقدان الأمل وانهياره جسديا ونفسيا بسبب القصف المتواصل والانفجارات التي لا تتوقف بسبب القصف الإسرائيلي، وقال إنه يشعر بالقصف يقترب يوما بعد يوم، مضيفا "نعتقد أننا سنعود إلى الديار أمواتا، لا يوجد ما نقوله، لا يوجد أمل".
وبالفعل، وقع ما كان ألكسندر يخشاه بعد تأكيد القسام قصف مكان احتجازه وفقدان الاتصال به، ورغم أنه لم يتم الإعلان عن مقتله فإن الأسرى الذي تعرضوا لظروف مماثلة خلال الحرب لقوا حتفهم.

مقدمة لإنهاء المفاوضات
ووفقا لحلقة 2025/4/16 من برنامج "شبكات"، فقد لقي هذا الإعلان تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل التي اعتبرت ما جرى تأكيدا على رغبة إسرائيل في قتل أسراها، في حين قال البعض إن مقتل ألكسندر -لو حدث- فإنه سينهي المفاوضات وأيضا شهر العسل بين نتنياهو وترامب.
فقد كتب ناشط يدعى عمرو "إسرائيل قتلت عيدان ألكسندر وأنهت حياة آخر أسير أميركي إسرائيلي لتزيل الصداع من رأسها، وهي تستخدم ملف الأسرى ليس لإنهاء الحرب بل لاستدامتها وتتخذه ذريعة لتصفية الوجود الفلسطيني".
كما كتب جلال القاضي "هذا درس لكل عائلات الأسرى ولكل من توهم أن نتنياهو يسعى لتحرير الرهائن، نتنياهو يريد أن يتخلص من الأسرى حتى يتخلص من ضغط الوسط الإسرائيلي".
أما بلال نزار فكتب "خطوة القسام الأخيرة قد تمهد لاحقا لإعلان فقدان الاتصال بجميع المجموعات المسؤولة عن الأسرى، تمهيدا للخروج من عبثية التفاوض تحت النار".
وأخيرا، كتب جمال سلطان "إذا تأكد خبر مقتل عيدان ألكسندر بسبب القصف الإسرائيلي فسيكون ذلك نهاية شهر العسل بين نتنياهو وترامب، وهذا حصاد البلطجة والغرور".
بدوره، جدد والد الأسير دعوته لنتنياهو بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، وتساءل "متى سينفد صبر الرئيس ترامب تجاه هذا الوضع؟".