السودان وتداعيات أزمة دارفور
أكثر من رأي

السودان وتداعيات أزمة دارفور

تناقش الحلقة تداعيات أزمة دارفور على المستويين الداخلي والخارجي. ما سر كل هذا الاهتمام الغربي بأزمة دارفور؟

– أسباب إصرار الأمم المتحدة على إرسال القوات الدولية
– المخاوف السودانية من القوات الدولية

– اتفاق السلام في السودان.. الممكن والمستحيل

– تدويل الأزمة السودانية

undefined

سامي حداد: مشاهدينا الكرام أهلا بكم في حلقة اليوم من برنامج أكثر من رأي تأتيكم من لندن على الهواء مباشرة، تُرى هل ستبقى دار لقمان أو دارفور على حالها؟ هناك جدل قائم الآن في الأمم المتحدة بين تفويض قوي لقوات الاتحاد الإفريقي من جهة وبين نشر قوات دولية تدعمه واشنطن ولندن؟ تُرى هل سيوقِف هذا الجدل الاقتتال والتشريد وتفشي الأمراض والمجاعة في الإقليم المضطرب منذ ثلاث سنوات أم أن الوسيلة الوحيدة المؤقتة اللازمة هو هطول الأمطار التي ستحوِّل الطرقات الترابية الوعرة في الإقليم إلى واحات تعترض سبيل قوات التمرد والقوات الحكومية كما يرى موظفو الإغاثة الدولية؟ في مطلع هذا الشهر هدَّد الاتحاد الإفريقي بسحب قواته من دارفور ما لم يُسقط السودان معارضته نشر القوات الدولية، الخرطوم من جانبها هددت الاتحاد بسحب قواته ما لم يوافق على تمويل القوات الإفريقية من الحكومة السودانية والجامعة العربية، فما الذي حدا بالجانبين للموافقة على تمديد عمل هذه القوات حتى نهاية العام الحالي؟ هل كان التمديد التفافا على قرار مجلس الأمن الصادر نهاية الشهر الماضي بإرسال قوات دولية لتنفيذ اتفاق سلام دارفور للتحقق من خروقات وقف إطلاق النار بين الحكومة والجماعات المتمردة التي رفضت اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار الماضي؟ أم أن التشديد هو تمهيد لدخول قوات الأمم المتحدة كما سيفعل ذلك أو مجموعة في الأمم المتحدة منها بريطانيا بعد ساعة من هذا البرنامج؟ رئيس بوركينا فاسو الذي ترأَّس بلاده أو ترأَس بلاده مجلس السِلم والأمن الإفريقي للاتحاد قال في نيويورك بعد تجديد تفويض قوات الاتحاد بأن السودان ميال للعمل مع الأمم المتحدة، مبعوث الأمم المتحدة في السودان قال يوم أمس إن الأشهر الثلاثة القادمة يجب الإبداع في استثمارها للتفاوض مع حكومة الخرطوم لزيادة تفويض قوات الاتحاد الإفريقي بالإضافة إلى دخول قوات دولية أو وجود ضباط من الأمم المتحدة داخل القوات الإفريقية، فهل كان مبعوث الأمم المتحدة يردد ما يقال عن عجز الاتحاد الإفريقي من وقف النزاع في إقليم دارفور الذي راح ضحيته ثلاثمائة ألف مواطن ونزوح مليونين ونصف مليون إنسان عن ديارهم كما تقول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية أم أن هذه الأرقام مبالَغ فيها كما تقول الخرطوم؟ وأخيرا ما هو مصير المبادرة البريطانية لتقديم حوافز اقتصادية وسياسية للسودان مقابل الموافقة على دخول الأمم المتحدة؟ فهل تقبل الخرطوم حوافز بريطانيا التي صاغت قرار إرسال قوات دولية إلى دارفور بالتعاون مع إدارة الرئيس بوش الذي يُصر على وصف الأزمة بدارفور بحرب الإبادة أم أن المشروع الأميركي البريطاني هو استعمار غربي جديد كما صرح الرئيس عمر البشير؟ مشاهدينا الكرام معنا اليوم من مقر الأمم المتحدة اللورد تريزمان وزير الدولة البريطاني للشؤون الإفريقية وهنا في لندن نرحب بدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية السودانية والأستاذ محمد الحسن أحمد الكاتب والمحلل السياسي، مشاهدينا الكرام قبل أن نبدأ في البرنامج نتوقف عند هذا الفاصل القصير، فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

سامي حداد: مشاهدينا الكرام أهلا بكم من جديد، نرحب بالضيوف الكرام ونبدأ من لورد تريزمان الذي مضطر أن يغادرنا بعد حوالي عشرين دقيقة من الآن لأن هناك اجتماعا بشأن دارفور في الأمم المتحدة، دكتور أو لورد تريزمان وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت رحبت في نيويورك هذا الأسبوع بقرار تمديد عمل قوات الاتحاد الإفريقي في دارفور بالسودان لأن ذلك كما قالت أبعدنا عن شفير الهاوية، ربما أكدت أو رددت ما قلته أنت قبل أيام ولكن من ناحية أخرى لماذا تصر بريطانيا على إرسال قوات دولية بموجب قرار مجلس الأمن الذي يرفضه السودان؟

أسباب إصرار الأمم المتحدة على إرسال القوات الدولية

"
الاتحاد الأفريقي مستعد لملء الفراغ الأمني لصالح شعب دارفور، والاتحاد الأوروبي يرى أن الحل المنطقي هو إرسال قوة دولية
"
      تريزمان

تريزمان – وزير الدولة البريطاني للشؤون الإفريقية: الإجابة بسيطة، إن الاتحاد الإفريقي فعل جيدا ومستعد أن يملأ الفراغ الأمني لصالح شعب دارفور وكذلك قال الاتحاد الأوروبي في الشهر الأخير أن المهمة أصبحت أصعب وأصعب وكل شخص قبِل باستثناء حكومة السودان أن الحل المنطقي للمُضي في هذه المسألة هو إرسال قوة دولية من الأمم المتحدة، هذه القوة سوف تكون من الأفارقة، معظمها من الأفارقة، الجنود الأفارقة الذين يقومون بنفس العمل الذي يقومونه ولكن بموارد أكبر وبتأييد أكبر، هذا هو ما نحتاجه، أنا ذهبت إلى دارفور وشاهدت المعاناة وهذا لا يمكن أن يستمر.

سامي حداد: لورد تريزمان الغريب أنك أنت نفسك ألقيت بيانا في مجلس اللوردات، نفس البيان قدمه وزير التجارة في مجلس الأمم بنفس اليوم في الرابع من مايو / أيار الماضي، جاء في البيان ترحيب بوساطة الاتحاد الإفريقي للتوصل إلى اتفاق أبوجا للسلام في دارفور، ترحيب بتوقيع حكومة السودان على الاتفاق الذي وصفته بالعادل والمنصف للمشاركة في الحكم وأنه يتوجب على حركات التمرد الموافقة عليه لإحلال السلام والأمن في دارفور وحذرت.. حذرت أن الذين سيعيقون عملية السلام سيواجهون عقوبات بموجب قرار مجلس الأمن 1591، يا لورد تريزمان مَن يعيق السلام الآن ويحمل السلاح أليست حركات التمرد الرافضة للاتفاق؟ فبأي منطق تصر بريطانيا على إرسال قوات دولية إلى السودان؟

تريزمان: حركة التمرد انقسمت كما تعلم إلى فئات متعددة بعض.. واحدة من الفئات الملاوي أخذت صف الحكومة في السودان بطريقة جيدة وآخرون يعيقون العملية ومنخرطون في الحرب وهذا غير مقبول ولكن أيضا حكومة السودان انتهكت الاتفاق، أرسلت طائرات طوافة لقصف المدنيين وبعثت بطائرات لضرب القرى في شمال دارفور ليليا، أنا تلقيت تقريرا من الممثل الخاص لكوفي أنان ووصف ما يحدث وهو بداية لمأساة إنسانية كبيرة ويمكن أن أقول لك إن الأسرة الدولية لا يمكن أن تقف جانبا وترى أن الناس يموتون وبإمكانهم أن يمنعوا ذلك.

سامي حداد: مع أن.. يعني بعد توقيع اتفاقية أبوجا في مايو الماضي حسب قرار قوات الاتحاد الإفريقي وحسب قوات.. وحسب منظمات الإغاثة الإنسانية أن تسعة من موظفي الإغاثة قُتلوا منذ توقيع اتفاق على أيدي قوات التمرد التي أعلنت السلاح ضد الحكومة السودانية، دكتور غازي صلاح الدين كيف ترد على هذا ما.. أو ما قاله اللورد تريزمان؟

غازي صلاح الدين – مستشار رئيس الجمهورية السودانية: يعني أهم حدث سياسي فيما يتعلق بدارفور الآن هو الوصول إلى اتفاقية سلام، مهما قيل عن نقائصها ولكنها تمثل الحد الأدنى الذي يمكن الاعتماد عليه بحيث يمكن تحقيق معالجة لكل الأوضاع الإنسانية أو العسكرية في دارفور أو السياسية، ما يفعله اللورد تريزمان وما تفعله بعض الدول حقيقةً في الأمم المتحدة هو مصادرة عن المطلوب كما يقال، هو هم يفعلون الشيء الخطأ، الآن بقدرة قادر تحولت القضية من صناعة السلام في السودان ومن تطبيق اتفاق السلام إلى الجدل حول القوات الدولية، لورد تريزمان بنفيه بنفسه قال الآن إن القوات قد فعلت شيئا جيدا وأنا أيضا أقتبس مما قاله زميله في الحكومة البريطانية السيد هيلاري بين الذي قال قبل يومين فقط إن القوات..

سامي حداد [مقاطعاً]: السيد وزير..

غازي صلاح الدين [متابعاً]: وزير التعاون الدولي البريطاني.

سامي حداد: الذي قابلته أنت في لندن يوم أمس، نعم..

غازي صلاح الدين: قابلته ولكن لا أشير إلى مقابلتي، أنا أشير إلى تصريح صدر منه..

سامي حداد: التقيت به يعني.

غازي صلاح الدين: نعم.

سامي حداد: بعد أن هددتهم باعتبار بريطانيا دولة عدوة إذا وافقت على قرار مجلس الأمن الدولي 1806، تفضل وأنت في لندن الآن، تفضل.

غازي صلاح الدين: نحن لم نقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي حد.

سامي حداد: وطرد السفير البريطاني، تفضل.

غازي صلاح الدين: هو قال نصا يعني، إن قوات الاتحاد الإفريقي قد فعلت شيئا جيدا واستخدم كلمة (Reminds job) ولكنها تحتاج الآن إلى المال وإلى الرجال، إذاً الحل بسيط هو أن تُدعَم القوات الإفريقية، فضلا عن ذلك فإن الاتفاقية اتفاقية السلام نفسه وهذا تحدث عن أن الآليات لتنفيذ الاتفاقية هي آليات الاتحاد الإفريقي، فإذاً أنا أستغرب في أنه إذا كانت هنالك إمكانية لإيجاد المال وإيجاد الدعم لماذا لا تُدعَم قوات الاتحاد الإفريقي؟

سامي حداد: دكتور غازي سنتطرق في الجزء الثاني من البرنامج عن قضية قوات الاتحاد الإفريقي وإذا ما عجزت عن أداء مهماتها أم لا واتهامها بالانحياز إلى السودان ولكن عودا إلى قضية قرار مجلس الأمن، يعني الرئيس السوداني هدد قبل صدور قرار مجلس الأمن بإرسال قوات دولية إلى دارفور، هدد في لقاء جماهيري بطرد السفير البريطاني مرة أو مرتين كما حصل في الماضي ومرة ثالثة ورابعة وقال يعني لن نسمح لبريطانيا باستعمارنا مرة ثانية بعد ما طردناها عام 1956، دكتور يعني هل هذا كلام دبلوماسي أم كلام عساكر؟ يعني بريطانيا الآن هل لديها قوات هي والولايات المتحدة لا تستطيع إرسال مائتي جندي إلى أفغانستان كما تطالب قيادة الناتو؟ يعني هل باستطاعتها استعمار اثنين مليون ونصف مليون كيلومتر مربع من السودان، يعني هذا كلام معقول هذا؟

غازي صلاح الدين: يعني ومَن قال لك أنك عندما تواجه الجماهير تقول كلاما دبلوماسيا يعني؟

سامي حداد: إذاً للاستهلاك المحلي.

غازي صلاح الدين: لا ليس للاستهلاك المحلي هذه مبالَغ فيها شيئا ما، نحن طبعا إجراءات قطع العلاقات الدبلوماسية هي إجراءات معترف بها ومعمول بها يعني ولكن أن أحب أن أؤكد أنه لا توجد نية لعمل مثل هذا ولكن في الحقيقة فوجئت الحكومة السودانية بأن الحكومة البريطانية التي كان قد تطور في العلاقات بينها وبين السودان إلى شوط كبير جدا أنها هي التي بادرت إلى تبني ذلك القرار الذي صرفنا الآن، صرفنا من القضية الرئيسية وهي تطبيق اتفاق السلام وهو الأمر الوحيد في الحقيقة لحماية المدنيين ولإعادة الأوضاع في دارفور إلى قضية جانبية انصرافية لا سند لها قانوني ولا سند سياسي..

سامي حداد: ربما تطرقت إلى قضية اتفاق السلام الذي يعني وافق عليه فصيل من إحدى حركات التمرد والبقية لم توقِّع عليه وكما قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص في الخرطوم يوم أمس بأن يعني ثلثي أهل دارفور يوافقون على اتفاق السلام هذا ولكن عودا إلى قضية إرسال قوات الأمم المتحدة حسب قرار مجلس الأمن الدولي 1706، يعني معظم القوى السياسية في السودان تعارض ذلك من السيد صادق المهدي إلى الترابي حتى شركائكم في الحكم الحركة الشعبية لتحرير السودان، شركائكم في الحكم يعني يطالبون بأن تدخل قوات الأمم المتحدة، حتى الفصيل الذي وقَّع على اتفاقية أبوجا للسلام في دارفور في مايو الماضي يطالب بدخول قوات الأمم المتحدة إلى دارفور، يعني لماذا.. يعني كل العالم على خطأ إلا الحكومة السودانية؟

غازي صلاح الدين: الوجه الآخر لما تقول هو أنه من الأحزاب المكونة للحكومة السودانية وهي ثمانية أحزاب، فقط الحركة الشعبية هي التي تتبنى ذلك الموقف..

سامي حداد: وهي الشريك الأكبر في الحكم.

غازي صلاح الدين: معلش ولكن إذا أخذت النِسب، نِسب القوى السياسية الأخرى 52% المؤتمر الوطني والبقية يعني 16 و8 فهذه القوى كلها لا تؤيد التدخل الدولي، هنالك شخصيات هامة جدا ليست في الحكومة يعني أقصد ليست في البلاد.. في داخل البلاد السيد محمد عثمان الميرغني ممثل الاتحاديين.. الاتحاديين كلهم مجمعون على رفض هذا القرار ولا أنا أحيلك إلى أن بعض الحركات المسلحة في دارفور التي تقاتل الحكومة هي نفسها ترفض وجود القوات الأممية وهذا..

سامي حداد: مثل مَن؟

غازي صلاح الدين: مثل..

سامي حداد: فصيل ملاوي مع تدخل القوات المتحدة هو الذي وقَّع الاتفاق في أبوجا..

غازي صلاح الدين: هنالك فصيل آخر اسمه العدل والمساواة أعلن موقفا رسميا أنه ضد القوات، هنالك مجموعات في دارفور قبَلية كثيرة أعلنت أنها ضد.. وهذا ما نقوله نحن.. نحن نقول إن دخول قوات كهذه في جو خلافي يمكن أن تؤدي إلى أن تصبح هذه القوات طرفا في الصراع وهذه حجة قوية جدا ولكن صدقني أن الغالبية الغالبة من القوى السياسية لا تؤيد هذا التدخل.

سامي حداد: على كل حال قبل أن يغادرنا لورد تريزمان في نيويورك إلى الاجتماع الخاص فيما يتعلق بدارفور ربما لتعزيز قوات الاتحاد الإفريقي أو إعدادها لدخول قوات الأمم المتحدة مع نهاية العام الحالي عندما تنتهي مهلة تمديد قوات الاتحاد الإفريقي مع نهاية العام الحالي بعد ثلاثة أشهر، دكتور أو لورد تريزمان قرار مجلس الأمن رغم امتناع رؤوسها الصين، قطر الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن امتنعوا عن التصويت، السودان لم يُستشر، لماذا تصر لندن وواشنطن على تنفيذ القرار في الوقت الذي مدد فيه الاتحاد الإفريقي تفويضه لقواته في دارفور؟ يعني للسودان مخاوف من هذا القرار الذي يعتبره نوعا من الاستعمار الجديد ولذلك رفضه؟

المخاوف السودانية من القوات الدولية

تريزمان: لنضع الحقائق في نِصابها، أولا حكومة السودان مستعدة لقبول قوات الأمم المتحدة في جنوب البلاد وفعلوا عملا جيدا ولم ينتهكوا سيادة البلاد كما.. أيضا لا يوجد في القرار ما يتحدى سيادة الخرطوم، لا نريد ذلك ولا نسعى إليها وليس هذا هدفنا أو أي هدف أي شخص منا، هدفنا إنساني، ثانيا عندما جئنا إلى نيويورك هذا الأسبوع الاتحاد الإفريقي قال إنه سيسحب قوته بثلاثين ديسمبر.. سبتمبر ولا يمكن أن يقوم بالعمل بعد ذلك، لذلك يجب عليك أن تأخذ هذا التقييم بعين الاهتمام، لذلك هناك فراغ أمني، أنا لا أريد الحكومة في الخرطوم أن تكون معزولة أو أن تشعر بأنها لن تستفيد بالعمل مع الأسرة الدولية، أنا حريص أن علينا أن نفعل كل ما هو ضروري حتى نضمن أن السودان ناجح ويتمتع بالرخاء وبالوحدة، لا توجد لدينا أهداف أخرى ولكنني أريد أن أقول لو سمحت لا يمكننا أن نرى أعداداً كبيرة من الناس تموت بسبب أفعال عسكرية والمجاعة أو بسبب مشاكل إنسانية لوكالات الغوث، لا يمكن أن يُقتل قوات من الاتحاد الإفريقي وهم يحرسون عمال الغوث، أنا صديق للسودان وأصدقاء السودان يقولون هنا فرصة لعمل تغيير، لا توجد.. لا يوجد هدف استعماري أبداً ولن يكون ويجب أن أقول إلى أصدقائنا في السودان الذين معك اليوم إن التعاون مع الأمة المتحدة.. مع قوة الأمم المتحدة والتي ستكون كلها أو معظمها إفريقية كما هو الحال اليوم ولديها موارد ليس فقط المال وإنما الإمدادات والعمليات والسيطرة والسيادة سوف يمكنها إنقاذ الناس في دارفور وهذه الأرواح يجب أن تُعطى الأولوية.

سامي حداد: (Ok)، لورد تريزمان أرجو أن تبقى معنا أنت مستعجل للذهاب إلى الاجتماع (just 2 minutes) دقيقتان من فضلك، دكتور صلاح الدين لورد تريزمان صديق للسودان، ينظر إلى ساعته يريد أن يذهب باختصار رجاءً يا أخي يوجد عشرة آلاف جندي أمم متحدة في السودان بين الشمال والجنوب بعد توقيع اتفاقية نيفاشا بين الشمال والجنوب، لماذا زيادة بضعة آلاف أو بضعة مئات من الجنود للأمم المتحدة مع الاتحاد الإفريقي؟

يعني ما الضرر في ذلك؟

غازي صلاح الدين: يعني السؤال الذي ينبغي أن يوجَّه هو إذا كانت أصلاً هي الفكرة أن تبقى القوات الإفريقية وأن تُزاد القوات الإفريقية لماذا يُراد تحويل الملف إلى الأمم المتحدة هنالك مشكلة حقيقية هنا ولذلك أنا أرجو أن تُترك قضية تقدير أن هذا عمل استعماري أو غير استعماري لنا نحن، أن تُترك قضية تقدير أن ما يفعله اللورد تريزمان هو من باب الصداقة أم لا أن يُترك لنا، الأمم المتحدة مؤسسة قائمة على العضوية ولا يمكن أن تصبح حكومة عالمية، نحن لدينا حقوق كأعضاء ونطالب بهذه الحقوق، هذا كل ما نقوله.

سامي حداد: عودا إلى نيويورك لورد تريزمان يعني سمعت ما قاله الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني يعني هذه قضية سودانية قضية إفريقية لماذا تحال إلى الأمم المتحدة؟ يعني بعبارة أخرى للسودان مخاوف من هذا القرار وهذه المخاوف، عفواً أشارت إليها وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت في نيويورك التي قالت (please) أرجوك، إن حكومة الخرطوم إذا تغلبت على مثل هذه الهواجس.. يعني تفهم أن لديها مخاوف هواجس الخرطوم، إذاً ربما تغير موقفها، يعني السؤال الآن قبل أن تغادرنا يعني كيف ستغير السودان.. الحكومة السودانية موقفها؟ عن طريق حوافز رئيس الوزراء البريطاني؟ دعم اقتصاد؟ رفع العقوبات؟ حل مشكلة الديون تقدر بعشرين مليار دولار، يعني وكأننا أمام عملية ابتزاز مقابل الموافقة على دخول قوات الأمم المتحدة إلى السودان.. إلى دارفور؟

تريزمان: لا أعتقد أن هناك ابتزاز ولا يجب أن يوصف كذلك، نحن جدِّيين إذا حققنا سلاماً واستقراراً في مختلف أنحاء السودان فإن تلك البلاد لديها موارد وشعب ويمكنها أن تسيطر على مواردها، يمكنها أن تتغلب على مشكلة الديون، كل هذه المشكلة تصبح ممكنة لو أن السلام والاستقرار انتشر، الأمم المتحدة تريد ذلك ولكن أريد أن أقول، أنا مضطر أن أذهب، نحن نقوم بالتشاور مع السودان منذ مؤتمر القمة الوحدة الإفريقية.. مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي، نحن نبحث عن توازن بين السلام والاستقرار في دارفور الذي أكد لنا الاتحاد الإفريقي بأنهم لا يستطيعون أن يستمروا به ولكن فقط إلى حد ثلاثين سبتمبر وبعد ذلك سوف يكون هناك فراغ، الإجابة إذاً والقول بأن هذا موضوع استعماري أو ما شابه هذا مجرد غطاء، الحقيقة هي كما هو في حال.. في جنوب البلاد أن المساعدة الدولية هي التي حققت السلام وهذا هو ما نعتبره ضرورياً، سامحني لأنني مضطر أن أذهب، بودِّي لو أستمر معكم في هذا النقاش ولكن مع احترامي لك ولضيوفك أنا مضطر للذهاب لأن عندي اجتماع الساعة أربعة وهو هام جداً بمستقبل دارفور وأتمنى.. آمل أننا مع السودان سنحقق تقدماً.

سامي حداد: لورد تريزمان وزير الدولة البريطاني لشؤون إفريقيا شكراً وأرجو أن يخرج لقاء بعد نصف ساعة من الآن حول دارفور لصالح السودان ككل وليس لمصالح الدول، دكتور غازي صلاح الدين يعني يا أخي لماذا تعارضون دخول قوات أمم متحدة؟ هنالك قوات الاتحاد الإفريقي يعني بالرغم من جهودها لم تحقق السلام؟ لازال سفك الدماء سارياً، عندنا اثنين مليون.. مليونين ونصف مليون سوداني نازح من دياره بسبب الحرب بسبب ميليشيا الجنجويد القوات الحكومية، هنالك إغاثة إنسانية، ما يقتل السوداني حسب كل منظمات الأمم المتحدة هو المرض والجوع، يا أخي يعني الاتحاد الإفريقي لم يستطع أن يوفر أو يوقف الاقتتال، الحفاظ على موظفي الأمم المتحدة، لماذا يعني معارضة دخول قوات الأمم المتحدة؟

غازي صلاح الدين: يا أخي هذه القضية أساساً قضية انصرافية يعني أولاًُ هو لا يقترح أن تأتي قوات غير إفريقية، هو يتحدث عن نفس القوات الإفريقية، الشيء المريب هو بالنسبة للحكومة وهي محقة في ذلك لماذا نقل التفويض إذا أنت ستعمل ينفس القوات التي قلت إنها لا تملك الكفاءة، الحل لهذه القضية هو أنت تزيد كفاءة هذه القوات وأن تزيد التمويل لهذه القوات..

سامي حداد: دكتور، يعني منذ أن وافق الاتحاد الإفريقي عام 2004 كنتم أنتم تعارضون دخول قوات إفريقية أو مراقبين لوقف إطلاق النار ستمائة، بعتم ستين، بقى الاتحاد الإفريقي اقترح ثلاثمائة عارضتم، الآن ارتفع العدد إلى سبعة آلاف عسكري إفريقي لمراقبة وقف إطلاق النار ومع ذلك لا يستطيعون فعل شيء، بل إن قوات هذا الاتحاد تُتهم بالانحياز إلى الحكومة السودانية خاصة في ظل الحديث عن تمويلها من الجامعة العربية.

غازي صلاح الدين: يا أخي أنت سمعت اللورد تريزمان قبل قليل وقال إنها قامت بعمل جيد، يعني أنا أستغرب لهذا التناقض وأنا قلت لك إن وزير التعاون البريطاني قال أنها أدت عملاً جيداً بمعنى أنها هي قابلة لأن تُدعم وأن تزداد كفاءتها، الشيء المريب في الحقيقة هو لماذا الانصراف عن القضية الرئيسية هنالك اتفاق سياسي لأول مرة في تاريخ مشكل دارفور، هذا الاتفاق ينبغي أن يُدعم، هذا الاتفاق نفسه ينص..

سامي حداد: اتفاق بين جزء من فصيل وهنالك والفصائل الأخرى غير موافقة لأنه لا يلبي مطالب أهل دارفور، لا يوجد جدية من قِبل الحكومة إعطائهم ألقاب فخرية أو مناصب فخرية لمستشار رئيس ولا نائب رئيس هل هذا..

غازي صلاح الدين: هذا ليس صحيحاً، هو نفسه وصف في هذه المقابل في ذات البرنامج قال إن هذا اتفاق جيد وفي الحقيقة كثير من الناس حكموا بأن هاذ اتفاق جيد، إذاً هنالك إجماع على أنه اتفاق جيد، صحيح أن هنالك بعض الفصائل التي لا تقبل به ولكن دعنا نعمل من أجل أن تقبل به هذه الفصائل حتى نستكمل هذا.

سامي حداد: الواقع أن البرنامج، سيركز البرنامج على قضية السودان والأمم المتحدة والتناطح الذي يجري الآن، أستاذ محمد الحسن أحمد متأسف لأنه كنا عايزين نكسب الدكتور أو اللورد.. بأسميه دكتور وهو دكتور على كل حال، اللورد تريزمان في البرنامج، يعني هل تبقى حال دارفور دار لقمان على حالها، تجديد ثلاثة أشهر لقوات الاتحاد الإفريقي؟ حديث عن إرسال قوات أمم متحدة إلى أم قبل السودان؟ يعني أين نسير من الآن؟

محمد الحسن أحمد – كاتب ومحلل سياسي: والله يا سيد سامي لو سمحت لي، أحب أقرأ فقرة بسيطة من قرار مجلس الأمن وهي بتقول إنه مجلس الأمن إذا يعيد تأكيد التزامه القوي بسيادة السودان ووحدته واستغلاله وسلامته الإقليمية التي لن يتأثر أي منها بالالتجاء إلى عملية الأمم المتحدة في دارفور والتزامه القوي بقضية السلام، إذ يعرب عن تصميمه على أن يعمل مع حكومة وحدة وطنية في ظل الاحترام الكامل لسيادتها للمساعدة في معالجة المشاكل المختلفة، يعني هذا القرار الديباجة بتاعته تؤكد إنه ما فيه شيء يمس سيادة..

سامي حداد: لا شي يمس بـ..

محمد الحسن أحمد: سيادة واستقرار السودان.

سامي حداد: ولكن برأيك، اسمح لي معنى القرار يقول بأنه يعني بموجب الفصل السابع عندي إياه هون يعني تفعيل الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة التي تسمح لذوى الخوذات الزرقاء قوات الأمم المتحدة باستخدامه للقوة لحماية العاملين في المنظمات الإنسانية والموظفين التابعين للأمم المتحدة، يعني.. وهذا ما تتمتع به قوات الاتحاد الإفريقي يعني فيه شيء من الوصايا بالقوة يعني على السودان يعني، أن يحمي المواطنين السودانيين في دارفور.

محمد الحسن أحمد: ما هو ده الفرق يا سيد سامي بين ما قاله الدكتور غازي إنه المسألة مش هي استمرار دعم الاتحاد الإفريقي بقوات وبأسلحة وبمعدات، هو تغيير التفويض لأنه قوات الاتحاد الإفريقي هي قوات لمراقبة السلام..

سامي حداد: إذاً لماذا برأيك يرفض السودان هذا القرار؟ لماذا يرفض تغيير التفويض من قوات الاتحاد الإفريقي.. من الاتحاد الإفريقي إلى الأمم المتحدة وربما حدث ذلك في نهاية هذا العام لا ندري، على كل حال لماذا برأيك يرفض السودان؟

محمد الحسن أحمد: أنا رأيي إنه مسألة عفوية الرئيس في واحدة من خطبه النارية قال إنه لا يقبل بقوات لدارفور ودخل في مشكلة مع نائبه لأنه وعد، أعطى مثل هذا الوعد وأصبح ما قاله الرئيس هو الذي يسري على الجميع دون أي اهتمام حتى للجانب الآخر.

سامي حداد: ولكن سمعت دكتور غازي صلاح الدين قال إن هناك يعني قوة سياسية في السودان مثل العرب في دارفور وبعض القوى الأخرى والاتحاد الديمقراطي يرفضون دخول قوات الأمم المتحدة إلى السودان يعني الرئيس ربما يعبر عن هذه الأصوات الأطراف السياسية في السودان أيضاً؟

محمد الحسن أحمد: أنا أعتقد إن الرئيس اخطأ في هذه المسألة لسببين، لأن هو أولاً هاجم القوات الدولية وقال إن هو هيمشي يحاربها ووزير الدفاع..

سامي حداد: يعلن الجهاد كما أعلنه على جون غارانغ في السابق، نعم.

محمد الحسن أحمد: ووزير دفاعه قال هيجعل من دارفور مقبرة وهذا يخالف الدستور ويخالف الاتفاق الموضوع مع الحركة الشعبية لأن الاتفاق الموضع مع الحرة الشعبية ينص على أن لا تعلَن الحرب أو حالة الطوارئ إلا بموافقة النائب الأول لرئيس الجمهورية وبالتالي فإن الرئيس خرج عن هذا الاتفاق بصرف النظر عن إنه..

سامي حداد: وهذا ما دفع نائب الرئيس إلى الموافقة على نشر قوات دولية، دكتور غازي شو رأيك بهذا الكلام؟

"
قرار مجلس الأمن في بدايته يتحدث عن الحفاظ على سيادة السودان واستقلاله ولكن كل نصوص القرار فيما بعد هي نقد جوهري لهذا المبدأ
"
غازي صلاح الدين

غازي صلاح الدين: والله شوف يعني أنا وددت لو أن الأستاذ محمد الحسن قرأ القرار كاملاً على الناس لأنه ليس كافياً في عالم اليوم أن ننال مجرد خدمة شفوية تجاه قضية سيادة السودان واستقرار السودان، صحيح أن القرار في بدايته يتحدث عن الحفاظ على سيادة السودان واستقلاله ولكن كل نصوص القرار فيما بعد هي نقد جوهري لهذا المبدأ، تتحدث عن وضع اليد بالكامل على قوات الشرطة في السودان وإعادة تكوينها وإعادة بنائها وتتحدث عن النظام القضائي وتتحدث بفقرات مرعبة عن صلاحيات استخدام القوة في الفصل السابع بكل ما يتوفر لتلك القوى يعني من.. وكما ترى هي، يعني القرار صحيح أنه يعطينا..

سامي حداد: معنى ذلك يعني تخشون من الوصاية، هناك مَن يقول إن السودان يخشى بموجب هذه الوصاية إنه يعني الذين طالب مجلس الأمن بمنع سفرهم حجب أو توقيف أموالهم في الخارج.. حساباتهم في الخارج..

غازي صلاح الدين: الحمد لله..

سامي حداد: اسمعني رجاءً الله يخليك يا دكتور، يعني منهم أربعة منهم.. اثنين من زعماء التمرد، شخص آخر في.. ضابط بالقوات الجوية بالإضافة إلى الشيخ موسى هلال أحد قادة الجنجويد الذي عندما سُئل مسؤول سوداني قبل عامين إذا ما طُلب تسليمه إلى واشنطن فكان الرد يعني إذا طالبت واشنطن لبنان إنه يُسلم السيد حسن نصر الله أمين عام..

غازي صلاح الدين: حزب الله.

سامي حداد: حزب الله في لبنان، يعني تخشون من ذلك أليس كذلك؟

غازي صلاح الدين: هذا ليس صحيحا، هنالك يعني هذا ما تريده الصحافة أو بعض الصحف ولكن صدقني أنا أتكلم بمسؤولية، يعني عند تقييم هذا القرار وليس صحيحاً ما ذكره الأستاذ محمد الحسن في أن القرار كان عفوياً وكان من خلال منبر، هذا القرار مدروس بمعنى أنه جُمعت فيه البيانات والمعطيات والحيثيات وكان هذا القرار يعني أنه باستمرار الاتحاد الإفريقي في مراقبة تطبيق الاتفاقية، هنالك تخوف حقيقي من أن هذه، أولاً تجارب القوات الأممية على تاريخ الأمم المتحدة وعلى مستوى العالم كلها تثبت أنها في الغالب كانت فاشلة يعني لا..

سامي حداد: إذاً هي فاشلة الآن فيه عشرة آلاف من قوات الأمم المتحدة فاشلة في السودان..

غازي صلاح الدين: هي بالكاد يشعر بها الناس.. يعني بالكاد يشعر بها الناس أصلا..

سامي حداد: إذاً.. إذاً ما المانع من وجود قوات مثل هذا..

غازي صلاح الدين: لكن الأخطر من ذلك هو.. الحقيقة هذه نقطة جانبية ولكن الأخطر من ذلك هو أنه هنالك تخوف حقيقي ليس مصطنعا من أن هذه القوات في هذه المنطقة المتسعة بهذه التناقضات في داخل دارفور يمكن أن تصبح طرفا من الصراع خاصة إذا جاءت بدوافع مريبة ولذلك نحن نقول إذا كانت الدول هذه.. إذا كانت الدول أصلا تتبنى..

سامي حداد: يعني هل أفهم من ذلك أنكم تخشون من حيادية قوات الأمم المتحدة في الوقت الذي تشير فيه العديد من التقارير إلى أن قوات الاتحاد الإفريقي هي منحازة إلى السودان والدليل على ذلك أنهم يعني طردوا مجموعة من مراقبي وقف إطلاق النار من الجماعات التي لم توقِّع على اتفاق أبوجا في مايو / أيار الماضي، الدليل على ذلك أنه يعني حتى أن إيكير القائد الجنرال أركنز إيكير.. كولنز إيكير قال إنه يعني تمويل الجامعة العربية للقوات الإفريقية يعني سيجعلها يعني غير حيادية وربما تقع تحت عملية ابتزاز فبتقول لي الأمم المتحدة ضعيفة، يعني بتقول الأمم المتحدة ستكون منحازة وقوات الاتحاد الإفريقي غير منحازة للحكومة السودانية؟

غازي صلاح الدين: أولا، الحكم بأن هذه القوات منحازة للقوات السودانية ليس مسنودا بأي دليل وإذا كانت هذه القوات قد طردت الذين لم يوقِّعوا على الاتفاقية فهذا ما تقول به الاتفاقية أصلا، الاتفاقية تقول إنه لابد أن توقِّع جميع الأطراف على هذه الاتفاقية وأن الأطراف التي لا توقِّع على الاتفاقية تمارَس عليها الضغوط ولكن دعني أقول لك أن يعني كثير من الأعمال في التاريخ كانت بنوايا معلَنة نبيلة يعني، ألم تكن الحروب الاستعمارية الأولى في القرن التاسع عشر بغرض مدْيَنة الشعوب المتوحشة؟ ألم يقال هذا يعني ليس كافيا.

سامي حداد: دكتور أستاذ محمد شو رأيك بهذا الكلام؟

محمد الحسن أحمد: والله أنا..

سامي حداد: القوات الأمم المتحدة بيقول لك أنه ستكون منحازة يعني أو كما قال الرئيس السوداني الفريق عمر البشير سيصبح حالها كما هي الحال في العراق؟

"
الأمم المتحدة لم ترسل بقواتها إلى العراق وإنما أميركا هي التي غزت هذا البلد وأقامت فيه حلفا
"
     محمد الحسن أحمد

محمد الحسن أحمد: أنا أعتقد أنه فيه فرق كبير جدا وخلط في موضوع العراق من موضوع السودان، أولا العراق الأمم المتحدة لم ترسل إليه قوات وإنما أميركا هي التي غزت العراق وأقامت حلفا وبهذا الحلف حاولت أن تجمع قوات للعراق ففيه فرق كبير وأنا أعتقد فيه خلط في مسألة هذه المسألة.. الجانب الآخر الكلام بتاع الدكتور غازي عن أنه القرار نأخذه بشكل جماعي، فيه.. لما نُظر هذا القرار في مجلس الأمن أُدخل عليه تعديلين، تعديل يقول إنه موافقة حكومة السودان مطلوبة وأعطيت الفرصة لحكومة السودان وكانت دي فرصة كبيرة جدا الحكومة تنظر في كل البنود الموجودة وتعترض على ما تشاء وتوافق على ما ترى ولم تفعل..

سامي حداد: ولم تتدخل في ذلك دكتور يعني قبل أن تأتي إلى البرنامج يعني ذكرت لي على الهاتف بأن السودان لم يُستَشر، دُعي السودان للمشاركة في صياغة القرار رفضتم، فتعتبوا على الأمم المتحدة؟

غازي صلاح الدين: لا هذا لاحق طبعا، يعني القرار كان قد عبر وصيغ والاستشارة في هذه الحالة مجرد انتزاع موافقة يعني هذه موافقة بالقوة هي ليست موافقة، يعني ألا ترى أن هذا القرار، كما ذكرت أنا في بداية حديثي لا يتحدث عن إضافة حقيقية للاتفاقية، هو يتحدث عن أجندة مختلفة تماما، هو يتحدث عن وضع اليد على النظام القضائي وضع اليد على النظام الشرطي في السودان، ما علاقة هذا..

سامي حداد: لا.. لا هو لم يتحدث.. الواقع الرئيس البشير يوم أمس أثناء عودته من نيويورك في طريقه إلى الرباط في المغرب قال إن قرار مجلس الأمن بنشر قوات دولية يرمي إلى فرض وصاية من خلال إقامة نظام قضائي وجهاز شرطة، يعني يا أخي وكأنما يعني هنالك هيكون فريق اقتناص لأخذ المطلوبين إلى مجلس الأمن أو الذين قتلوا مدنيين أو الذين اغتصبوا مئات الإفريقيات السودانيات في داخل دارفور؟

غازي صلاح الدين: يعني دعنا من هذا الجدل في هذه الأرقام والتحقق منها، أنا أتحدث عن جوهر هذه القضية..

سامي حداد: لا.. لا أسمح لي، ألم يكن هنالك عمليات اغتصاب؟

غازي صلاح الدين: لا أصلا لم يتحدث أحد بأنه لا توجد مشكلة في دارفور يعني تقييم هذه المشكلة..

سامي حداد: أنا بيهمني قضية عملية الاغتصاب..

غازي صلاح الدين: هي اغتصاب أو قتل، هو القتل أسوأ من الاغتصاب طبعا يعني القتل والاغتصاب ومصادرة الممتلكات أو حرق المنازل هذا كله يعني حادث في الحروب يحدث، لم يتحدث أحد بأنه لا توجد مشكلة في دارفور لا توجد أسس سياسية لمشكلة في دارفور، يعني بعد الحديث عن الاغتصاب وعن القتل كيف نعالج قضية الاغتصاب والقتل؟ كيف نعالج قضية المشكلة الإنسانية في دارفور؟ العلاج الوحيد هو من خلال أطروحة سياسية، نحن الآن توصلنا إلى أطروحة سياسية أصبحت اتفاق سلام أصبحت هي الأساس لحل هذه المشكلة من جذورها، لا يمكن أن نقف ونبكى..

سامي حداد: وهل هي كافية يعني اتفاقية السلام مع فصيل من حركة تحرير السودان فصيل ميناوي يعني إعطاء وظائف فخرية هنا وهناك هل هذا كافٍ؟

غازي صلاح الدين: يا أخي هذا ليس صحيحا..

سامي حداد: وحتى الآن لم تنفذوا يعني الاتفاقية مع جنوب السودان فيما.. كما قال ياسر عرمان المتحدث قبل يومين باسم الحركة الشعبية قضية الميليشيات اللي في الجنوب قضية الجنود قضية النفط وتقاسم الثروة ولم يحدث شيء حتى الآن؟

غازي صلاح الدين: أنت تتحدث كأنما هذه الاتفاقية لا توافق عليها إلا الحكومة، لورد تريزمان قبل دقائق قال لك قال هذه اتفاقية جيدة، هذا هو موقف الأمم المتحدة، قال إن هذه اتفاقية جيدة، هذا موقف الاتحاد الأوروبي قال أن الاتفاقية جيدة هذا موقف الاتحاد الإفريقي يعني ما نقوله..

سامي حداد: ولكن هذا ما قاله هو رجل دبلوماسي الآن يعني..

غازي صلاح الدين: يعني لا نصدقه؟

سامي حداد: داخل الآن في اجتماعات فيما يتعلق بقضية دارفور ولكن مبعوث الأمم المتحدة كيان برونك يوم أمس في الخرطوم قال، يجب أن تُفعَّل يعني قضية اتفاق أبوجا للسلام في السودان يعني في حالة الغيبوبة ولا يمكن إنعاشها لم تنتعش بعد ولكن من الصعب إنعاشها ويجب يعني إيجاد هنالك يعني مبادرة جديدة يجب إشراك الجميع يجب إعطاؤهم حوافز..

اتفاق السلام في السودان.. الممكن والمستحيل

غازي صلاح الدين: هذا موقف الحكومة بالمناسبة..

سامي حداد: كيف؟

غازي صلاح الدين: قد تستغرب، يعني دعنا نحسم القضية الأساسية، هنالك اتفاقية تشكل يعني مبدأً جيدا لإيجاد حل نهائي لمشكلة دارفور هذه الاتفاقية وُصفت من أطراف كثيرة على مستوى العالم بأنها اتفاقية جيدة، الحكومة السودانية ليس لديها مانع طبعا دون فتح الاتفاقية لإعادة التفاوض للتفاهم مع الفصائل التي لم توقِّع من أجل أن تلتحق بعملية السلام، هذا.. ليس هناك اعتراض على ذلك.

سامي حداد: (ok) أستاذ محمد رجاء يعني شو رأيك بهذا الكلام بيقول لك يعني الحكومة على استعداد لتحديد مبادرة وإلى آخره؟

محمد الحسن أحمد: أنا رأيي.. أنا لي تعليق عليه، أولا الاتفاقية لم تكن جيدة أصلا وكل الأطراف ارتكبت أخطاء..

غازي صلاح الدين: في ماذا لم تكن جيدة؟

محمد الحسن أحمد: كل الأطراف ارتكبت أخطاء فيها، الحكومة والمجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي لأنه حصل إصرار على أن توقَّع هذه الاتفاقية في ظرف 48 ساعة.. في ظرف 24 ساعة فحصل ضغوط أكثر من اللازم على القوى الأخرى وما وقَّعت.. ما وقَّع غير..

سامي حداد: ضغوط من الاتحاد الإفريقي على فصيل.. أحد فصائل حركة تحرير السودان، طب الآن في نهاية البرنامج نحن أمام يعني تم تجديد تفويض قوات الاتحاد الإفريقي حتى نهاية هذا العام، يعني ثلاثة أشهر تنتهي فترة تفويضها الأصلية في الثلاثين من سبتمبر الحالي، الآن هنالك في داخل الأمم المتحدة حديث اجتماعات كما فهمنا من اللورد تريزمان الذي ترك البرنامج للمشاركة لإرسال مفوضين بعث إلى حكومة السودان لعملية ضغط يعني لإقناعها بقبول (By hock or crook) يعني باللاءِ واللاتِ يعني بقبول قوات الأمم المتحدة مع نهاية هذا العام، يعني هل نحن أمام عد تنازلي لدخول قوات الأمم المتحدة رغما عن أنف السودان برأيك؟

محمد الحسن أحمد: أنا أعتقد أنه نعم ومن الواجب أن ننظر في الكيفية التي تدخل بها هذه القوات خصوصا حتى اللورد قال هي قوات إفريقية وقوات من دول ليست يعني أميركا وإنجلترا ما عندهاش زي ما قلت أنت استعداد تبعت مائتين جندي لأفغانستان، فما عندهمش جنود يجبوهم المشكلة أنه إحنا في السودان يعني أخذنا موقفا عنيفا ولازم نتراجع عنه بصورة معقولة لأنه نحن ما..

سامي حداد: يعني أن تصبح مرجعية قوات الاتحاد الإفريقي إلى الأمم المتحدة وليس إلى الاتحاد الإفريقي مجلس السلم والأمن الإفريقي..

محمد الحسن أحمد: نعم وتُعدَّل المسؤولية..

غازي صلاح الدين: يعني والله هذا كلام غريب من الأستاذ محمد الحسن يعني هو يتحدث كأنما القرارات تُتَّخذ على المنابر وفي رؤوس الشوارع يعني في السودان، هذا قرار اتُّخذ في البرلمان السوداني بالإجماع آنذاك في فبراير الماضي نوقش هذا القرار ووافقت عليه حتى الحركة الشعبية التي بدأ لها رأي فيما بعد..

محمد الحسن أحمد: يا أستاذ صلاح القرار في مجلس الأمن..

غازي صلاح الدين: هذا القرار نوقش في مجلس الوزراء..

سامي حداد: ووافق عليه البرلمان بالإجماع..

غازي صلاح الدين: ولكن يعني يقال القرار كأنه..

محمد الحسن أحمد: القرار لما طلع في مجلس الأمن وفيه اقتراح أنه الحكومة تنظر في الأمر بعد عشر دقائق، الحكومة رفضته..

سامي حداد: (ok)..

غازي صلاح الدين: الحكومة رفضته لأن هنالك إرادة شعبية..

محمد الحسن أحمد: الآن الرئيس في نيويورك..

غازي صلاح الدين: هنالك إرادة شعبية لرفضه يعني ماذا تقول في قرار البرلمان؟

محمد الحسن أحمد: قال ما هينظروا ثاني في الأمر..

غازي صلاح الدين: ماذا ستقول في قرار البرلمان مثلا؟ أستاذ محمد الحسن ماذا تقول في قرار مجلس الوزراء؟

سامي حداد: يوم أمس قال يان برونك المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الخرطوم، قال إن قوات الاتحاد الإفريقي يمكن أن يضاف إليها قوات دولية أو ضباط من الأمم المتحدة وهو ما يُبحث في هذه اللحظة ونحن على الهواء مباشرة في الأمم المتحدة، يعني حتى ربما لجعلها أكثر حيادية أو نحن أمام تدويل تدريجي لقضية دارفور، كيف سيكون موقفكم بعد ثلاثة أشهر؟

تدويل الأزمة السودانية

غازي صلاح الدين: هذا يتفق تماما مع ما ظللنا ننادي به يعني نحن ظللنا نقول إن حصر السودان كليا في قضية لم يكن له يد فيها وهي قضية القوات الدولية صرف الأنظار عن الجهود الحقيقية التي ينبغي أن تمضي من أجل استكمال مشوار السلام ولذلك نحن مبدأنا في إطار بقاء القوات الإفريقية وفي إطار بقاء التفويض في يد الاتحاد الإفريقي أي نقاش بعد هذا نحن منفتحون نحوه، نحن ساعون لأن نجد حلا لهذه المشكلة، طبعا أنا لا أعلق على..

سامي حداد: بما في ذلك دخول ضباط من الأمم المتحدة يعني مسؤولين عن قوات الاتحاد الإفريقي أو..

غازي صلاح الدين: دعني أقول مبدأً عاما، دعم القوات الإفريقية من حيث التفويض يجدد لها التفويض يمكن أن يقوَّى التفويض، دعم القوات من حيث العدد دعمها من حيث الإمكانات..

سامي حداد: ولكن لا قوات أمم متحدة، يعني أن لا تغير لونها من اللون الإفريقي إلى اللون الأزرق تبع الأمم المتحدة هو ذاك يعني..

غازي صلاح الدين: هذه هي النقطة التي كان ينبغي أن يركَّز عليها الحديث، نحن نقول كل هذا ممكن في داخل التفويض الإفريقي، انتقال التفويض إلى الأمم المتحدة بصراحة شديدة إلى مجلس الأمن الذي هو كما تعلم مؤسسة غير ديمقراطية وهنالك دول تتحكم في مجلس الأمن يعني نقل القضية إلى مستوى آخر يعني نقل..

سامي حداد: يا سيدي يعني الصين وروسيا أو الصين بشكل خاص التي يعني معظم استيرادها النفط السوداني يذهب إليها، كان باستطاعتها أن تستخدم حق الفيتو في هذا..

غازي صلاح الدين: ولكنها امتنعت..

سامي حداد: امتنعت عن التصويت يعني كأنما في داخلهم قبول.. ولكن معي دقيقتين، أقل من دقيقة، يعني بعبارة أخرى تعتقد أن قرار مجلس الأمن بإرسال قوات إلى السودان يعني يتناقض مع المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية في أي بلد في العالم وهذه قضية سودانية.. سودانية.

غازي صلاح الدين: طبعا ما نقوله، نحن نقول نحن منظمة الأمم المتحدة هي منظمة أعضاء يا أخي، يعني هنالك مبدأ أن الأعضاء متساوون في الحقوق، أنا لا أدرى كيف يسوِّغون لأنفسهم فرض قرار.. يعني هذا كأنك أنت تفرض على إنسان قرار وتقول له هذا من مصلحتك ويجب أن تأخذ به، نحن أعضاء متساوون على الأقل نظريا طبعا، أنا أدرى أننا لسنا متساوين عمليا ولكن على الأقل نظريا، فكان ينبغي أن تستشار حكومة السودان.

سامي حداد: إذا يعتبرها تدخلا في شؤون السيادة وضد قرارات الأمم المتحدة؟

غازي صلاح الدين: قطعا، بهذه الصورة التي يعرض بها القرار لا شك.

سامي حداد: ولكن يعني هل يستطيع السودان مناطحة الأمم المتحدة ومجلس الأمن يعني ولا تنسى أن.. يعني أريد أن أضع المُشاهد في الصورة، الأمم المتحدة في مثل هذا الشهر من العام الماضي صادقت على مبدأ مسؤولية حماية المواطنين في بلدانهم يعني بناءً.. وكان ذلك بناءً على وثيقة تأسيسية في الأمم المتحدة أي يعني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. الإعلان الدولي لحقوق الإنسان، يعني ما سماه الرئيس الأميركي توماس جيفرسون الحق في الحياة، أي أن الحق في الحياة يسبق حق الدول في التصرف بمواطنيها، بصريح العبارة إذا فشلت الحكومة بحماية مواطنيها في دارفور يعني المسؤولية تقع حسب هذه الوثيقة الأمم المتحدة تقع على مسؤولية المجتمع الدولي؟

غازي صلاح الدين: أنا أقول لك الآن..

سامي حداد: أسمح لي وأنتم يعني فشلتم في حماية المواطنين في دارفور.

غازي صلاح الدين: هذه مسألة أخرى أنا لا أريد أن أخوض فيها لأن التقييم ليس في هذا البرنامج لهذا الفشل أو النجاح ولكن أنا أقول لك بعبارة موجزة جدا عندما تصبح الأمم المتحدة منظمة محترمة وعادلة ومنصفة تجاه شعوب العالم، عندما تصدر الأمم المتحدة قرارا بدخول القوات الدولية في أرض فلسطين لحماية الفلسطينيين واللبنانيين من العدوان الإسرائيلي، عندما تصدر الأمم المتحدة قرارا بتصفية معتقلات غوانتانامو وأبو غريب في العراق يعني عندما تفعل ذلك..

سامي حداد: يا سيدي يوم أمس أرسلت قوات إلى لبنان وتلهف العرب، يعني لعقوا أرجل أميركا لوقف إطلاق النار وإرسال قوات الأمم المتحدة..

غازي صلاح الدين: أنا أتم كلامي، عندما تصبح الأمم منظمة جديرة بالاحترام والثقة والاطمئنان إلى نواياها بفعل ما قلته لك، نحن.. أنا أقول نيابة عن الشعب السوداني وعن الحكومة السودانية القائمة سنقبل بالقوات الدولية.

سامي حداد: مشاهدينا الكرام لم يبق لي إلا أن أشكر ضيوف حلقة اليوم، كان معنا من مقر الأمم المتحدة اللورد تريزمان وزير الدولة البريطاني للشؤون الإفريقية وهنا في الأستوديو بلندن نشكر الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية السودانية والأستاذ محمد الحسن أحمد الكاتب والمحلل السياسي السوداني، مشاهدينا الكرام شكرا لفريق البرنامج في نيويورك لندن والدوحة وهذا سامي حداد يستودعكم الله.

المصدر: الجزيرة