
حسابات جيران أفغانستان.. من المستفيد من فراغ الانسحاب الأميركي؟
وأكد عمر صمد السفير الأفغاني السابق في كندا وفرنسا أن باكستان كانت وما تزال تلعب دورا محوريا في أفغانستان، وبعد الانسحاب الأميركي بات لدى إسلام آباد هواجس وهي تسعى لتحقيق الاستقرار في هذا البلد من أجل دواع اقتصادية.
وقال لحلقة (27/8/2021) من برنامج "من واشنطن" إن هناك تحديات تواجه أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، وعلى رأسها مسألة الإرهاب ومكافحته، وإن على جميع الأطراف أن تعمل على تحديد ماهية هذا الإرهاب، وكيف ستتعامل أفغانستان مع هذه التحديات.
وتحدث مراسلو "الجزيرة" في موسكو وبكين وطهران عن مواقف هذا الدول إزاء أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، وقالت رانيا الدريدي (من موسكو) إن روسيا لديها هواجس أمنية، ولا تشعر بالارتياح، وإنها كانت تريد الانسحاب التدريجي تجنبا لحدوث الفوضى كما يحدث الآن، وقالت إن موقف موسكو من حركة طالبان يتميز بالازدواجية، فمن جهة ما تزال تعتبرها منظمة إرهابية ومن جهة أخرى تستقبل قادتها.
مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير قال إن إيران لديها أيضا هواجسها الأمنية، وهي لا تريد لونا واحدا يسيطر على أفغانستان، ولا تريد حكومة تستفرد بها طالبان.
أما مدير مكتب الجزيرة بالصين ناصر عبد الحق، فقال إن الصين دوما قلقة من التطورات في أفغانستان، وكانت استقبلت وفودا من حركة طالبان، مشيرا إلى أن القوات الأميركية كانت تشكل تهديدا للأمن الصيني، في حين يرى مراقبون أن خروج هذه القوات يشكل تهديدا أكبر باعتبار أن الأميركيين سيركزون على المناطق المحاذية للصين.
وتساءل حسن منيمنة الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن عن دور دول الجوار بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وقال إن الجميع يهمه تثبيت الأوضاع في هذا البلد، وإقامة نظام قادر على امتصاص التهديدات التي تواجهها دول الجوار.
وأكد أن الصين تبدو الدولة الأكثر استعدادا للاستفادة الفورية من الانسحاب الأميركي، وقال إن لها مشروعا لاحتواء الإيغور المسلمين وتذويب هويتهم، ولكن لا ردود فعل عربية وإسلامية على هذا المشروع، وحتى حركة طالبان، كما يضيف ضيف حلقة "من واشنطن" انضمت إلى هؤلاء.
وأوضح الباحث أن ما يهم الصين ألا تشكل أفغانستان منافسا لها في مسألة الخامات النادرة بالمنطقة.
أما عارف رفيق، وهو متخصص بشؤون أفغانستان وباكستان والهند، فأكد أن دول جوار أفغانستان ترغب أن تتحول طالبان إلى جهة مسؤولة وقادرة على إدارة البلاد، وألا تستفرد بالحكم، وقال إن بكين سعيدة للغاية بالانسحاب الأميركي وهي تريد حكومة جامعة بأفغانستان.
أما بالنسبة للرابحين والخاسرين من الانسحاب الأميركي، فقال إن الخاسر الأكبر هو الشعب والاقتصاد الأفغاني الذي انهار بشكل كامل.
واعتبر أندروس كابل، وهو زميل برنامج الصين بالولايات المتحدة للسلام، أن جيران أفغانستان كلهم مهتمون بتحقيق استقرار هذا البلد، ولكنه أشار إلى أن الصين تملك تاريخا من الانخراط مع طالبان، وهي لا تهتم بمن يحكم كابل، طالما أن الجهة الحاكمة لا تهدد مصالحها الحيوية.
وقال أيضا إن اهتمامات الولايات المتحدة في أفغانستان ليست اقتصادية بل أمنية، وإن الرئيس بايدن كان قد تحدث عن الإستراتيجية التي حققت ما كان يصبو إليه.
وعن دور الدول العربية بشأن تطورات أوضاع أفغانستان، قال السفير الأفغاني السابق بكندا وفرنسا إن دولا مثل السعودية والكويت ومصر كانت لها علاقات طيبة مع كابل، لكن منذ عام 2011 أصبحت قطر محور اهتمام، وفتحت طالبان لاحقا مكتبا لها بالدوحة، مشيرا إلى وجود اهتمام عربي بشأن التطورات الجارية في أفغانستان وأن الانسحاب الأميركي سيغير نظرة المنطقة العربية لما يحدث في جنوب غرب آسيا.