صورة عامة - برنامج من واشنطن 15/6/2010
من واشنطن

مسار القضية الفلسطينية بعد أسطول الحرية

تناقش الحلقة مسار القضية الفلسطينية بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، هل يسهم الهجوم في تحقيق مصالحة بين حركتي حماس وفتح؟ أو في إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية برمتها؟

– البحث عن مشروع  فلسطيني سياسي بديل
– أثر المصالحة بين فتح وحماس على القضية

– انعكاسات الدور الأميركي على القضية الفلسطينية

عبد الرحيم فقرا
عبد الرحيم فقرا
أسعد غانم
أسعد غانم
غيث العمري
غيث العمري
ستيفن والت
ستيفن والت

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم جميعا في حلقة هذا الأسبوع من برنامج من واشنطن في حلقة الأسبوع الماضي تناولنا آثار الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية في المياه الدولية على التحالف الثلاثي بين الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، ثم جاء لقاء الرئيس باراك أوباما مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في البيت الأبيض لبحث عدة قضايا في إطار ما وصفه أوباما بعملية السلام.

[شريط مسجل]


باراك أوباما/ الرئيس الأميركي: من المهم أن ندرك الحاجة العاجلة للشعب الفلسطيني في هذه العملية، من الواضح وجود منظمة مثل حماس التي لم تعترف بإسرائيل ولم تنبذ العنف وتدعو إلى نهج مختلف، ونحن نعتقد أن من المهم المضي قدما استنادا إلى التزام الرئيس عباس بحل دبلوماسي سلمي لهذه القضايا ورغبة الشعبين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية بحل سلمي، وستلقي الولايات المتحدة بكامل ثقلها وراء هذه الجهود.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: في برنامج تشارلي روز الأميركي كان رئيس المكتب السياسي لـ حركة حماس خالد مشعل قد أكد مجددا أن حماس تقبل بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 ولكن بشروط، مشعل الذي كان يتحدث عبر مترجم إلى اللغة الإنجليزية قال إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود عام 1967 ومن القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية مع إنجاز حق العودة مع دولة فلسطينية ذات سيادة على الأرض وعلى الحدود وعلى المعابر عند ذلك نحن الدولة الفلسطينية هي التي ستقرر مستقبل العلاقة مع إسرائيل ونحن سنحترم القرار الذي يعكس الأغلبية، أغلبية الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. من جهته أعرب محمود عباس في معهد بروكنز في واشنطن عن مخاوفه على مصير حل الدولتين مشددا على أنه لا يقبل غيره

[شريط مسجل]


محمود عباس/ الرئيس الفلسطيني: أريد أن أبدي خشية من أن الوضع أصبح صعبا للغاية وأن الأمل بدولتين دولة فلسطين المستقلة المتصلة القابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب بأمن واستقرار وسلام مع دولة إسرائيل هذا المضمون هذا المفهوم أخشى أنه بدأ يتآكل وبدأ العالم لا يصدق ولا يؤمن بأننا يمكن أن نصل لهذا الحل، ولذلك بدأت تخرج شعارات نحن لا نوافق عليها ولا نقبلها ولكن لا نستطيع أن نكم أفواه الناس، بدأت تخرج إعلانات في الضفة الغربية تقول "فليكن دولة واحدة" one state solution طبعا هذا نحن لا نقبله، إسرائيل أيضا لا تقبله.

[نهاية الشريط المسجل]

البحث عن مشروع  فلسطيني سياسي بديل


عبد الرحيم فقرا: في ظل هذه المواقف والأحداث أين تقف القضية الفلسطينية اليوم وأين يمكن أن تكون غدا؟ معي في هذه الحلقة غيث العمري كبير الباحثين في فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، وينضم إلي من جامعة هارفرد ستيفن وولت أستاذ الشؤون الدولية وصاحب كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية بالاشتراك مع زميله ميرشهايمر، ومن إنديانا حيث يشارك في ندوة عن فض النزاعات ينضم إلي البروفسور أسعد غانم من جامعة حيفا وهو حاليا باحث زائر في جامعة ميرلاند الأميركية. بروفسور غانم أبدأ بك، قلت في محاضرة ألقيتها في مركز الحوار العربي في واشنطن تحت عنوان "التحديات الآنية أمام الشعب الفلسطين" قلت ما نحتاجه هو بناء مشروع سياسي فلسطيني بديل لما حدث حتى الآن واعتمادا على الدروس التي من الممكن أن نتعلمها من فشلنا كفلسطينيين في تحقيق أهدافنا الوطنية بعد أكثر من مائة عام على انطلاق الحركة الوطنية وأكثر من ستين عاما على النكبة وأكثر من أربعين عاما على حرب حزيران عام 1967، ماذا يعني هذا الكلام؟


أسعد غانم: يعني أن الفشل الفلسطيني واضح، أنا لا أعتقد بأن الشعب الفلسطيني الآن على مفترق طرق، نحن وصلنا القاع من حيث انهيار الحركة الوطنية الفلسطينية وانهيار المناعة الوطنية الفلسطينية، الآن نحن أمام يعني ضرورة قراءة التاريخ الفلسطيني ولكن بمناسبة الحديث عن الصراع وحل الصراع، الحل الذي تبنته منظمة التحرير منذ أواسط سنوات الثمانينيات وصل إلى طريق مسدود، يعني مقولة الرئيس عباس بأنه الآن بدأ يشك في إمكانية تحقيق الدولتين أنا أعتقد بأن هذا الشك هو متأخر جدا، حل الدولتين هو غير ممكن بالمرة وهو كذلك يعني ينفي حق الفلسطينيين في تقرير المصير، منظمة التحرير الآن تتبنى حل ينفي حق الفلسطينيين في تقرير المصير، كيف يمكن أن تؤدي دولة يمثل فيها فقط 30% أو 35% من الشعب الفلسطيني في تحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني كله، أين الفلسطينيين في اللجوء الفلسطيني 50% من الشعب الفلسطيني؟ أين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، أين كذلك الفلسطينيين إلى حد بعيد في غزة؟ محمود عباس طبعا لا يمثل سوى أقلية قليلة في الشعب الفلسطيني، سوى أقلية قليلة من الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولذلك هو غير مؤهل للحديث باسم الشعب الفلسطيني. ما أنادي به الآن وهذا الشيء ممكن عمليا هو إجراء انتخابات ديمقراطية للشعب الفلسطيني هذه الانتخابات يجب أن تفرز قيادة جديدة للشعب الفلسطيني من أجل إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية، الحركة الوطنية الفلسطينية يجب أن أقولها بشكل واضح التاريخية انتهت، انتهت الحركة الوطنية الفلسطينية، الآن نحن مقسمين بين من يجلس في غزة ويحارب إسرائيل بشكل كما نعرفه وبين من يتعاون مع إسرائيل من أجل يعني تحقيق أهدافها كدولة يهودية.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور غانم أريد طبعا أن أعود إلى ضيفي في الأستوديو وضيفي الآخر في هارفرد ولكن قبل ذلك وبإيجاز لو سمحت، بناء على ما قلته حتى الآن، ماذا تقترح؟


أسعد غانم: أقترح أولا حتى نستطيع أن ننتقل من هذه المرحلة ما أسميه الانحطاط الوطني الفلسطيني إلى مرحلة بناء الحركة الوطنية أن نبدأ في انتخاب قيادة فلسطينية جديدة، القيادة الحالية على أفرعها وأشكالها المختلفة إن كانت في حماس أو فتح أو القيادات الأخرى غير مؤهلة حاليا على قيادة الشعب الفلسطيني نحو بر الأمان، الخطوة الأولى حتى نستطيع أن نكون قادرين على بناء مشروع وطني جديد، يجب أن نبدأ أول خطوة في انتخاب قيادة وطنية فلسطينية، هذه الخطوة الأولى هي التي ستؤدي إلى فرز الشعب الفلسطيني إلى وضع تستطيع القيادة المنتخبة أن تطرح برنامجها السياسي، برنامج سياسي يجب أن ينطلق من كون القضية الفلسطينية نشأت في عام 1948 وليست قضية يعني قطع أرض يمكن تبادلها هنا وهناك، القضية الفلسطينية هنا أكبر من كل تفاصيلها ويجب أن نبدأ في إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية من أجل بناء مشروع وطني فلسطيني يتعامل مع الواقع الفلسطيني كما هو.


عبد الرحيم فقرا: طيب البروفسور أسعد قد يقال إن البروفسور أسعد غانم رجل أكاديمي وليس رجل سياسية وأنت تعرف الانتقادات التي توجه إلى الأكاديميين وأنهم يتحدثون من برج عاجي وعال، هل تعتقد أن ما تدعو إليه مثلا التراجع عن اتفاقيات أوسلو قابل للتحقيق؟


أسعد غانم: طبعا، هو اتفاقيات أوسلو أنهتها إسرائيل في عام 2000 عندما قام شارون بمهاجمة الضفة الغربية وقطاع غزة، للأسف بعض الفلسطينيين لا يرون الواقع، الواقع هو أنه لا توجد اتفاقيات أوسلو ولا توجد إمكانية لتحقيق حل الدولتين والقيادة الفلسطينية والإسرائيلية على فكرة التي وقعت اتفاق أوسلو أنهت دورها التاريخي والآن لا تمثل لا الفلسطينيين ولا الإسرائيليين أعني حزب العمل وحركة فتح من ناحية أخرى أو ما تبقى من حركة فتح، إذاً الآن السؤال إنه أنا أكاديمي، هل هناك ظروف بعد عشرين عاما من المفاوضات حول أوسلو بعدما تبنى بعض الفلسطينيين أو بعض ما تبقى من القيادة الفلسطينية تبنت الموقف الإسرائيلي في حصار غزة في الدعوة إلى مقاطعة بعض الفلسطينيين وفي تبرير بعض الخطوات الإسرائيلية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني هل هذا يعني هي قراءة خاطئة للوضع الفلسطيني؟ الآن هذه هي القراءة الواقعية هذا هو الوضع الفلسطيني الذي انهار خلال العشرين سنة الأخيرة، يجب أن ننطلق من هنا، كيف ننطلق؟ هذا هو السؤال، هذا ليس سؤال أكاديمي بل سؤال سياسي واقعي إذا فشلنا بعد مائة عام وبعد عشرين عاما من أوسلو يجب أن نسأل أنفسنا أين أخطأنا وما يمكن أن نفعله؟


عبد الرحيم فقرا: مفهوم. السيد غيث العمري ما رأيك؟


غيث العمري: يعني أولا هناك عدة نقاط أثارها الدكتور غانم أريد أن أجيب عليها، أولا من يتكلم باسم الفلسطينيين؟ للأسف نحن وصلنا لمرحة الكل يضع نفسه كأنه متكلم باسم الفلسطينيين سواء كان سياسيا سواء كان منتخبا غير منخب أكاديمي إلى آخره، هناك قيادة للشعب الفلسطيني في منظمة التحرير معترف فيها دوليا، هناك قيادة للسلطة الفلسطينية..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعة): إنما هذه القيادة العديد من الفلسطينيين ينظرون إليها على أنها لم تعد تستوفي الشرعية.


غيث العمري: بالتأكيد ما قاله الدكتور غانم هو صحيح، هناك حاجة لإعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية سواء إعادة بناء منظمة التحرير وبالمناسبة هذا ما تدعو إليه السلطة الفلسطينية إذا نظرت إلى الورقة المصرية للمصالحة الوطنية فهي تدعو إلى إعادة بناء منظمة التحرير هذا موقف من فتح ومن حماس، فيما يتعلق بالضفة الغربية وقطاع غزة والانتخابات أيضا الحل واضح هناك ضروة انتخابات، بالتأكيد هناك أزمة سياسية فلسطينية لا بد من التعاون معها ولكن أن نأتي من هذه الأزمة وأن نقول أن كل الموجود هو غير شرعي ولا بد من إعادة نسفه بشكل كامل فهذا أعتقد كلام غير واقعي، هذه هي القيادة المفروزة بسبب اعتبارات تاريخية اعتبارات في الداخل والخارج هذه هي القيادة الموجودة الآن، كيف نقوم بإعادة بناء منظمة التحرير دون أن نخسر المشروع الوطني الفلسطيني ودون أن تؤدي هذه العملية إلى تشتيت أكبر للقيادة الفلسطينية؟ لا بد من عملية واعية تدريجية ونأخذ بعين الاعتبار أن الوضع الفلسطيني معقد ليس فقط فلسطيني في الداخل ولكن انظر مثلا إلى فلسطيني المهجر إذا تكلمنا عن انتخابات هل تعتقد بإمكانية إجراء انتخابات عادلة في سوريا، الانتخابات الأولى التي تكون في سورية ستكون عادلة؟! في الأردن ماذا تؤدي إلى ذلك، هناك عدة اعتبارات سياسية لا بد من النظر إليها.


عبد الرحيم فقرا: قد يقال الفلسطينيون أكثر من أي شعب عربي آخر في فوهة البركان أكثر من أي شعب آخر، مثلا فكرة أن اتفاقية أوسلو وما أسفرت عنه اتفاقية أوسلو من آليات سياسية كالسلطة الوطنية الفلسطينية في رأي أعداد متزايدة من العرب هذا الكلام أصبح الآن كلاما فارغا كما يقال.


غيث العمري: أولا ما أفرزته أوسلو بالنسبة لي شخصيا هناك موضوعين أساسيين الموضوع الأول هو اعتراف دولي كامل بما في ذلك الولايات المتحدة بحل الدولتين، بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على الأراضي بحسب القانون الدولي فهناك حسب القرار 242 فهناك اعتراف دولي بضرورة إقامة الدول الفلسطينية، من جهة أخرى أيضا حصل أن القيادة الفلسطينية الآن دخلت إلى الأراضي الفلسطينية، هناك وجود فلسطيني على الأرض الفلسطينية يقوم بإداة شؤون الشعب الفلسطيني في الداخل بالتأكيد هناك ضرورة لإعادة النظر في كيفية التعامل مع الشعب الفلسطيني في المهجر وإعادة بناء منظمة التحرير ولكن هذه إنجازات لا ضرورة لأن هناك مشاكل وأزمات سياسية حقيقة لنسف كل ما تحقق. فيما يتعلق بما قاله الدكتور غانم بالنسبة لحق اللاجئين فهذا أيضا كلام غير دقيقة، المفاوضات جزء أساسي من المفاوضات هو حق العودة، الموقف الفلسطيني لا يزال وأنا كنت مفاوض وأتذكر التعليمات التي كانت تأتينا من الرئيس عرفات ومن الرئيس أبو مازن التأكيد على ضرورة حق العودة، هذه أمور للتفاوض، هناك مشاكل بالتأكيد، هناك دروس يجب أن نتعلمها بالتأكيد في دبلوماسيتنا الخارجية وفي إدارتنا للشؤون الداخلية ولكن أن تأتي هذه كذريعة لنسف كل ما هو موجود فهذا غير منطقي.


عبد الرحيم فقرا: طيب سنواصل الحديث مع البروفسور أسعد غانم وأنت في هذه النقاط إنما قبل ذلك أريد أن أستدرج الآن البروفسور ستيفن والت. بروفسور والت، في ظل الأجواء السائدة حاليا الأجواء السياسية السائدة حاليا في الولايات المتحدة ما واقعية ما سمعته حتى الآن من البروفسور أسعد غانم وواقعية ما سمعته من السيد غيث العمري فيما يتعلق بما حصل في ماضي القضية الفلسطينية وما هي مقبلة عليه في المستقبل؟


غيث العمري: ما زلت أؤمن أن أفضل نتاج هو حل للدولتين على أطر خطوط كلينتون التي طورت في ديسمبر 2000 والتي هي مفهومة تماما وتشمل أرض فلسطينية على الضفة الغربية مترابطة بالإضافة إلى غزة وعاصمة في القدس الشرقية وتقاسم المواقع المقدسة في القدس الشرقية وحل يوصل إلى حل تفاوضي بحق اللاجئين وحق العودة هذا هو أفضل نتاج، ليس نتاجا مثاليا ولكنه أفضل الخيارات المتاحة. المشكلة تتمثل في أن الوقت ينفد على حل الدولتين وهناك ثلاث مشاكل تجعل هذا الأمر يحدث أولا حكومة نتنياهو في إسرائيل ليست مهتمة بأي نوع من حل لدولتين يخلق دولة فلسطينية قابلة للحياة وقد وضحوا ذلك منذ تولوا السلطة، ثانيا وكما تم قوله هناك انقسامات عميقة داخل الفلسطينيين وهذا يجعل من الصعب عليهم أن يتفاوضوا بطريقة تكون مقنعة للطرف الآخر وأيضا الولايات المتحدة كانت غير قادرة على استخدام تأثيرها للضغط على الطرفين ليتوصلا إلى حل دولتين، إن لم نحصل على حل الدولتين سينتهي الأمر بنا إلى دولة واحدة وعلى المدى القصير ستكون دولة فصل عنصري apartheid تسيطر فيها إسرائيل على كل فلسطين وتحرم الفلسطينيين من حقوقهم السياسية.

 أثر المصالحة بين فتح وحماس على القضية


عبد الرحيم فقرا: لو سمحت لي بروفسور مسألة الدولة الواحدة كنا قد ناقشناها في حلقة سابقة حديثا في هذا البرنامج، إنما بالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية الحديث عن رفع الحصار عن غزة كيف تنظر أنت إلى مستقبل العلاقة بين إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما مع حركة حماس؟ وكيف يمكن لتلك العلاقة أن تسهم بشكل أو بآخر في مستقبل القضية الفلسطينية؟


ستيفن والت: أنا أعتقد بأنه إن كنت جديا بشأن التوصل إلى حل الدولتين فبنهاية الأمر سيكون عليك أن تأتي بحماس إلى هذه المعادلة ولن تكون قادرا على الوصول إلى هذا الحل بإقصاء حماس، فهذا سيشمل إيجاد طرق للتواصل مع حماس ربما من خلال طرف ثالث ويتطلب أيضا حلا وسطا بالنسبة لحماس أيضا وحلول وسط منها ولكن لا يمكن إقصاء حماس كجزء من هذه العملية التي تؤدي إلى حل مبني على الدولتين.


عبد الرحيم فقرا: البروفسور أسعد غانم ما رأيك فيما سمعته حتى الآن وهل تعتقد أن تحقيق المصالحة يعني بالضرورة استدراك الأخطاء التي تحدثت عنها في ماضي القضية الفلسطينية في مستقبلها؟


أسعد غانم: طبعا أنا مشارك في هذا النقاش حول دولة ودولتين منذ عشرين عاما، أنا أعتقد أن حل الدولتين منذ فترة طويلة انتهى، انتهى إلى الأبد، طبعا هناك بعض المتعلقين بأوهام في حل الدولتين وأعتقد بأن إسرائيل تقول حق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية كما قالها بنيامين نتنياهو هي وسيلة للسيطرة على الفلسطينيين واستمرار الوضع الإسرائيلي الكولونيالي القائم حاليا، لن يقوم وضع كولونيالي في المستقبل هناك وضع كولونيالي حاليا يجب الانتهاء منه. بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي أنا آسف أن البعض لا يرى ولا يريد أن يرى بأن الرئيس الأميركي تدريجيا تبنى المواقف الإسرائيلية، الرئيس الأميركي الحالي منذ خطابه في القاهرة تدريجيا تبنى الموقف الإسرائيلي بالنسبة لغزة والحديث مع حماس كما سمعنا سابقا منه مباشرة، تبنى الموقف الإسرائيلي من قضية التحقيق في الاعتداء الإسرائيلي على سفينة الحرية المتجهة إلى غزة، تبنى الموقف الإسرائيلي من قضية إيقاف الاستيطان في القدس، إذاً الرئيس الأميركي هو ليس في نفس المكان الذي كان موجودا به قبل حوالي ستة أشهر أو سنة، الآن إدارة أميركية تتبنى الموقف الإسرائيلي يجب أن تثبت بأن هناك موقف آخر لا يوجد حتى الآن موقف آخر، بالنسبة للمصالحة الفلسطينية أنا بأعتقد بأن هذا كلام من أجل إلهاء الشعب الفلسطيني في إمكانية تصالح بين قطاعين بين فصيلين، حماس وفتح لا يمثلوا الشعب الفلسطيني أو لا يمثلوا غالبية الشعب الفلسطيني، على فكرة أنا لا أدعي أنن أمثل الشعب الفلسطيني لكن حماس وفتح يمثلوا أقلية أو مجموعة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، غالبية الشعب الفلسطيني 70% من الشعب الفلسطيني في الشتات الفلسطيني وفي وفي داخل الـ 48 وهؤلاء غير ممثلين بالمرة داخل هذين الفصيلين، إذاً يجب إعادة بناء الحركة الوطنية كممثلة شرعية لكل الفلسطينيين وهذا ما أدعو إليه، لماذا لا توجد إمكانية لإقامة انتخابات بإشراف الجامعة العربية في الدول العربية في الضفة الغربية في قطاع غزة وداخل فلسطي الـ 48؟ لأن من يتحكم الآن في القرار الفلسطيني لا يريد ذلك، يبث بأنه لا يمكن انتخابات في سوريا، لم نجرب ذلك، لم نسأل النظام السوري إذا كان مستعدا لم نسأل النظام الأردني، على فكرة الفلسطيني يجب أن يختار إذا كان يريد أن يكون مشاركا أو غير مشارك ولكن الإمكانية العملية لأول مرة في التاريخ الفلسطيني هي ممكنة وهذا هو السؤال الفلسطيني الأهم قبل أن نتحدث عن دولة أو دولتين أو دولة إسلامية أو دولة يهودية أو دول أخرى يجب أن نعيد ترتيب المبنى السياسي للحركة الوطنية الفلسطينة كما يجب أن تمثل الشعب الفلسطيني.


عبد الرحيم فقرا: طيب السيد غيث العمري ما رأيك في مسألة ما يقال عن المصالحة بين حماس وفتح وأن تحقيق هذه المصالحة من شأنه أن يحسم مسألة الاعوجاج كما يوصف في المسار الفلسطيني؟


غيث العمري: في الواقع رأيي أن المصالحة في المرحلة الحالية غير ممكنة لأن البرنامجين السياسيين سواء على مستوى السياسة الخارجية..

 عبد الرحيم فقرا (مقاطعة): فيما غذا حصلت هل يمكن أن تقوم الاعوجاج؟


غيث العمري: إذا كانت على أرضية واضحة وليست مجرد مصالحة شكلية لا يكون الهدف منها إلا الانتظار للجولة القادمة من الصراع بالتأكيد إذا كانت على أسس يقبل بها المجتمع الدولي تقوي الموقف الفلسطيني الدولي والداخلي بالتأكيد ولكن دون ذلك رأينا عدة محاولات للمصالحة تحاول أن تتجاهل أسس هذه الخلافات سواء الأسس الأيديولوجية الأسس السياسية الأسس العسكرية لهذه الخلافات الداخلية فهذه لا يكتب لها النجاح، الآن برأيي لا يوجد مجال لهذه المصالحة لأن هناك برنامجين..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعة): لماذا؟


غيث العمري: لأن هناك برنامجين أيديولوجيين، حركة تريد دولة إسلامية حركة تريد دولة علمانية، حركة تري العنف حركة تريد التفاوض، حركة تريد انهاء إسرائيل حركة أخرى تريد حل الدولتين، فهناك خلافات عميقة والأهم من ذلك كله حركتين مسلحتين حركتين لهما مصالح سياسية داخلية الآن الوضع غير قائم هناك ما أراه صراع على الأجندات السياسية لتعريف ما هو مستقبل الحركات الفلسطينية في المستقبل، ما هو مستقبل الحركة الفلسطينية أين هي تتجه؟ لا بد من حسمه وعلى أساس هذا الحسم تتم المصالحة، إلى حين ذلك ولكن أريد أن أؤكد على نقطة أثيرت في السابق إلى حين ذلك لا يجب أن يكون شعب غزة هو الخاسر من هذه العملية، أنا شخصيا لا  أعتقد بضرورة أو بأن العالم يجب أن يتكلم مع حماس، حماس كما قال البروفسور والت عليها أن تقوم ببعض الخطوات أيضا من أجل ذلك ولكن الشعب الفلسطيني في غزة يجب ألا يعاني من ذلك، هناك ضرورة لرفع الحصار بشكل يفيد الشعب الفلسطيني بدون أن يؤثر على الإجماع الدولي.


عبد الرحيم فقرا: هذا هو جانب من الجوانب التي أثارها البروفسور أسعد غانم في مقاله هو أن القضية الفلسطينية الآن أصبحت لم تعد منصبة على إطار المسار العام، أصبحت منصبة على غير ذلك، بعض القضايا ليست جزئية إنما مسائل مثل المشاكل اليومية للفلسطينيين وهذا هو ليس الإطار العام، الإطار العام هو إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.


غيث العمري: بالتأكيد، بالتأكيد وبالتالي يجب أن ننظر ما هو الطريق، إذا نظرنا إلى طريق العنف أنا برأيي لن يؤدي ذلك إلى أي نتيجة، إذا نظرنا إلى طريق إعادة بناء الحركة الوطنية من الصفر وهو أمر سيأخذ عقود وأجيال فهذا ليس الطريق، أنا شخصيا لا أنظر إلى أجيال أنظر إلى المدى المنظور، هناك طريق هو طريق التفاوض، طريق شاق وليس له نتائج واضحة وليس هناك إجماع دولي عليه، هناك إدارة أميركية جديدة، أختلف مع الدكتور أسعد، الرئيس أوباما لم يتبن الموقف الإسرائيلي، الرئيس أوباما تبنى الموقف الأميركي وهو الموقف الأميركي يجب علينا كفلسطينيين أن نقر بأن هذا هو الموقف الأميركي هناك هوامش عليه أشار الأستاذ أسعد إلى جوانبه السلبية ولكن هناك جوانب إيجابية، كيف نعمل داخلينا وخارجيا على التأكيد على المواقف الإيجابية.


عبد الرحيم فقرا: طيب بروفسور والت هل تبنى الرئيس باراك أوباما المواقف الإسرائيلي كما يقول البروفسور أسعد غانم أم المواقف الأميركية كما يقول السيد العمري؟


ستيفن والت: لا أعتقد أن الرئيس أوباما تبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل ولكنه بالتأكيد تراجع عن الكثير من المواقف التي اتخذها قبل عام عندما أدلى بخطابه الشهير في القاهرة ومنذ ذلك الوقت هو تحرك أكثر وأكثر باتجاه الموقف الإسرائيلي وأكثر أهمية عندما يكون هناك خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، الرئيس أوباما وبقية إدارته لم تكن مستعدة لتقصي نفسها وأن تبتعد عن مواقف إسرائيل وتضع ضغوطا على إسرائيل، هذا هو الموقف الحقيقي ليس اتفاق أوباما مع إدارة نتنياهو، أوباما يريد حل الدولتين ولكن نتنياهو لا يريد ذلك، بالنظر إلى هذا الخلاف يجب أن توضح الولايات المتحدة موقفها وأن تستخدم نفوذها لجعل إسرائيل تغير سياستها، هذا هو الأمر الذي كان منعدما منذ خطاب الرئيس أوباما ونتيجة ذلك أنه لن يكون هناك حل دولتين وإن لم يكن هناك حل دولتين فإنك تترك بدولة واحدة، هذا بدوره يؤدي إلى صراع على حقوق الفلسطينيين الذين سيعيشون فيما هو الآن إسرائيل وأيضا على الضفة الغربية وفي غزة، أنا لا أفضل هذا كنتاج إلا أنني أعتقد أنه سيكون من الصعب جدا الوصول إلى هذا الحل حل الدولة الواحدة وأن ننجح ولكن هذا هو المستقبل الذي نسير باتجاهه إن كانت الولايات المتحدة ودول أخرى لا تقم وبسرعة باتخاذ الأمور بشكل جدي لتحقيق حل الدولتين قبل فوات الأوان.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور والت أريد أن أسألك عن مسألة الرئيس باراك أوباما والمصالحة بين حماس وفتح لكن قبل ذلك نأخذ إستراحة قصيرة ثم نعود.

[فاصل إعلاني]

انعكاسات الدور الأميركي على القضية الفلسطينية


عبد الرحيم فقرا: أهلا بكم مجددا إلى برنامج من واشنطن ومعي فيه غيث العمري ستيفن والت وأسعد غانم. بروفسور ستيفن والت أعود إليك في نهاية الجزء الأول كنا نتحدث عن مسألة المصالحة بين حماس وفتح. بالنظر إلى الموقف الأميركي من حركة حماس، هذا الموقف معروف، الولايات تريد من حماس أولا أن تعترف بدولة إسرائيل، تريد من حماس أن تنبذ العنف، بالنظر إلى هذه المواقف هل تعتقد أن الرئيس باراك أوباما فعلا جاد ومهتم بتحقيق المصالحة بين حماس وفتح أم أن حديثه عن ذلك ليس سوى مجرد حديث للاستهلاك العالمي؟


ستيفن والت: أعتقد أنه نظريا إدارة أوباما تود أن تأتي بحماس إلى ركب عملية السلام، القضية إن كانت حماس أو الإدارة مستعدة لاتخاذ مخاطر بهذا الأمر، يبدو لي أن الوضع في غزة يقدم للولايات المتحدة فرصة، يجب أن نستخدم نفوذنا لرفع الحصار لأن هذا يعبر عن فشل ويعبر عن كارثة إنسانية، إن كانت الولايات المتحدة لتقوم بذلك فهذا سيقطع شوطا طويلا بما يجعل الناس يؤمنون بأن الرئيس أوباما كان صادقا عندما تحدث في القاهرة العام الماضي وأن كلماته لم تكن كلمات فارغة ووعود وهذا أيضا يقدم فرصة ليكون هناك فرصة للاتصال بحماس ربما بشكل غير مباشر وبالبدء باستكشاف بعض البيانات التي أدلى بها قادة حماس مؤخرا والتي تشير ربما إلى استعداد لقول نوع من الحل المبني على دولتين هذا يجب أن يتم عاجلا أو آجلا ويجب أن نستكشف هذه الفرص الآن، هذا لا يعني التخلي عن إسرائيل ولا يعني أن نضع إسرائيل في وضع ضعيف ولكن يؤدي إلى وضع الفلسطينيين إلى جانب من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل من ناحية ثانية لإنهاء هذا الصراع وليكون هناك حل دولتين لشعبين، وأعتقد أنه إن لم تقم الولايات المتحدة بأمر كهذا فسينتهي بنا الأمر إلى ألا نحرز أي تقدم على الإطلاق وكما قلت إن لم نحرز تقدما بشأن حل الدولتين فالنتيجة ستكون الكثير من الأعوام يتخللها الصراع وبنهاية الأم حل بدولة واحدة سيكون نتاجا وهذا يجعل من الصعب أن يكون هذا الحل بحد ذاته ناجحا.


عبد الرحيم فقرا: السيد غيث العمري ونحن نتحدث عن مستقبل القضية الفلسطينية هل مستقبل القضية الفلسطينية بأيدي الفلسطينيين أم أن مستقبل القضية الفلسطينية بأيدي غير الفلسطينيين ومن بينهم الإدارة الأميركية؟


غيث العمري: المستقبل الفلسطيني بأيدي الفلسطينيين ويعتمد على مدى قدرتهم ومهارتم في إدارة هذا المستقبل وإدارة العوامل الخارجية، والعوامل الخارجية مهمة ولا يمكن التقليل من أهميتها ولكن يعني أعتقد مما يذكر للرئيس عرفات قدرته على إبقاء القضية الفلسطينية -والرئيس عباس أيضا- خارج إطار التأثيرات الخارجية والاستفادة من التوازنات الخارجية، بنهاية المطاف لا يوجد حل دون الموافقة الأميركية، لا يوجد حل دون التبني الأوروبي ولا يوجد حل دون الدعم العربي؟ كيف يقوم الفلسطينيين..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعة): بدون الموافقة الإسرائيلية.


غيث العمري: والموافقة الإسرائيلية، هي الموفقة الإسرائيلية أيضا هنا نقطة أريد أن أشير إليها ذكر عدة مرات في هذا الحديث أن إسرائيل أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب، أنا شخصيا لا يعنيني إذا كانت ترغب أو لا ترغب هناك عدة طرق للتأثير على القرار الإسرائيلي والإدارة الإسرائيلية ورأيناها في السابق أيام شامير وأيام نتنياهو في ولايته الأولى هناك أدوات ولكن على الجانب الفلسطيني أن ينخرط بشكل أكثر فاعلية للتأثير على محيطه الخارجي بما في ذلك هذه المدينة، مدينة واشنطن.


عبد الرحيم فقرا: إنما هناك من الفلسطينيين -وأنت تعرف هذا الأمر- هناك من الفلسطينيين من يأخذ على السلطة الوطنية الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو أنها سلمت مفاتيح مفهوم السيادة الفلسطينية وقياد الدولة الفلسطينية للمفهوم الإسرائيلي وللتعريف الإسرائيلي لذلك وليس للتعريف الفلسطيني كما أراده الفلسطينيون في البداية.


غيث العمري: في الواقع الموقف الفلسطيني كان ولا يزال تطبيق القرار 242، 242 نتكلم عن دولة فلسطينية على حدود الـ67، هذا هو الإجماع الدولي ما هو شكل هذه الدولة ما هي طبيعتها؟ هذا موضوع للتفاوض، وعندما دخلنا في التفاوض نحن دخلناه ونحن نعرف أن في نهاية المطاف التفاوض هو حل وسط، هذا كان واقع وهذا كان على أساس قراءة سياسية مفادها أن العنف لا يجدي وهذا كلام تأكد بعد 11 سبتمبر في العالم وعلى أساس أن الطريق الوحيد للتقدم لتحقيق هذا الحل هو التفاوض، فهناك بالتأكيد هناك مقولة إسرائيلة وهناك دور إسرائيلي في هذا الاتفاق ولكن لا نعتقد أنه لا يوجد لدينا أي قدرة على التأثير على هذا الموقف الإسرائيلي أو التأثير على الموقف العالمي.


عبد الرحيم فقرا: البروفسور أسعد غانم ما رأيك؟


أسعد غانم: طبعا أنا بأعتقد أن القيادة الفلسطينية الآن ما تبقى من القيادة الفلسطينية التاريخية هي تسير حسب أجواء وأهواء غير فلسطينية وغير وطنية فلسطينية بالتأكيد، يعني عندما يتخذ قرار في شأن لجنة غولدستون هل هذا موقف فلسطيني؟ من يدافع عن النخبة الحاكمة في الضفة الغربية؟ هي قوى فلسطينية؟! من يمنع الفلسطينيين بالضفة الغربية من التظاهر دعما لإخوتهم في غزة؟ هي قوة فلسطينية؟! من يدعم ماليا القيادة الفلسطينية التي تتحكم في الضفة الغربية في الفلسطينيين إلى حد كبير؟ هي قوة قوى فلسطينية؟! هذه أجندة ليست فلسطينية، هذه ممولة أصلا من مصادر غير فلسطينية وتتبع أهواء غير فلسطينية ونحن نعرف تماما عن دور بعض النخب والقيادات الفلسطينية في التأكيد على ضرورة حصار حماس ومقاطعة حماس، من يستعمل العنف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حماس أولا أم إسرائيلي؟ من استعمل العنف أخيرا حماس أم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؟ من يطالب إسرائيل أصلا في قضية شروط الرباعية؟ هل شروط الرباعية تنطبق على حماس فقط أم على إسرائيل؟..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعة): إنما بروفسور أسعد هناك مرة أخرى بعض الجهات الأميركية وهناك حتى جهات فلسطينية تقول إن السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس أعلنت أن حل العنف كما ذكر السيد العمري لم يعد يجدي، هناك من يقول الآن إن حتى حماس خلصت إلى نفس الخلاصة الآن وأنها مستعدة للإقدام على بعض الخطوات، هل ينهي ذلك المأزق الفلسطيني؟


أسعد غانم: أنا يعني موافق على أن العنف لن يؤدي إلى حل، السؤال هو من يبادر إلى العنف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وماذا يجب أن يكون موقف القيادة الفلسطينية عندما تعتدي إسرائيل على الفلسطينيين؟ هذا هو السؤال المركزي، نحن نعرف أنه في الحالة اللبنانية قوة حزب الله هي التي تمنع إسرائيل من اختراق الأجواء والإنسان اللبناني يوميا، إذاً هنالك حاجة لترتيب البيت الفلسطيني هذا ما أدعو إليه، أدعو إلى ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني أولا قبل أن ننطلق إلى أي وضع ممكن من الاتفاق مع إسرائيل بغض النظر عن مضمون الاتفاق -على فكرة- أنا أتفق أن هنالك خلاف جدي بين حماس وفتح وهذا الخلاف ليس فقط حول التعامل مع إسرائيل، حول قضايا اجتماعية ثقافية تاريخية، لكن كانت هنالك انتخابات في الضفة الغربية انتخابات أفرزت حماس، قامت السلطة الوطنية بالتعاون مع إسرائيل غداة الانتخابات والولايات المتحدة وأوروبا من أجل مقاطعة حماس والسلطة المنتخبة وطنيا وشرعيا من الشعب الفلسطيني، الآن يتحدثون عن ورقة اتفاق مصرية، مصر هي جانب غير متدخل في الشأن الفلسطيني هي فعلا لها موقف غير واضح ضد جهة معينة في الطرف الفلسطيني مصر -النظام المصري أعني طبعا- لا تستطيع أن تكون حلا وسطا بين الفلسطينيين لأن الفلسطينيين يجب أن يبادروا بأنفسهم وهنالك نخب فلسطينية في الداخل وفي الشتات وفي الضفة الغربية وفي لبنان وفي الولايات المتحدة وفي أميركا تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في تحقيق السلام الداخلي الفلسطيني وهذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن تجري.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور والت يعرف القاصي والداني أن الولايات المتحدة تتهم من قبل بعض الأطراف بتأجيل الوضع بين حماس وفتح ويؤدي ذلك إلى استبعاد المصالحة الوطنية، الإدارة الأميركية تقول على لسانها الخاص بها إنها مهتمة بتحقيق المصالحة وبتحقيق تسوية شاملة في الشرق الأوسط، بتصورك أنت ما مدى الدور الذي تلعبه الولايات، هل الولايات المتحدة جزء من المشكلة أم جزء من الحل وإلى أي مدى يمكن للفلسطينيين أن يعتمدوا يعولوا على إدارة الرئيس باراك أوباما في مستقبل القضية؟


ستيفن والت: بالتأكيد في ظل إدارة بوش الولايات المتحدة كانت جزءا من المشكلة فبالنظر إلى الوراء كان خطأ فظيعا ألا يكون هناك احترام للانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت عام 2006، الولايات المتحدة وإسرائيل رفضتنا أن يعترفا بالانتخابات التي أفرزت حماس وفقدتا فرصة بأن يأتو بحماس إلى ركب عملية سياسية شرعية، وفي الحقيقة الولايات المتحدة ساعدت على التحريض على إيجاد الفوضى والعنف الذي ظهر لاحقا في غزة والذي أدى أن تتولى حماس السلطة هناك وأن تسيطر عليها، كانت هذه سياسة حمقاء من جانب الولايات المتحدة وجعلت الأوضاع هناك أسوأ أكثر، أنا أعتقد أن إدارة أوباما تحاول أن تؤدي أداء أفضل والنية تتمثل في قيادة الأطراف إلى سلام شامل وحل الدولتين للأسف إلى الآن انعدمت الإرادة السياسية لفعل ما هو ضروري لتحقيق ذلك، ولكن ما تعلمناه في الأعوام القليلة الماضية هو أن العنف هو ليس السبيل إلى النجاح هنا، واستخدام العنف لم يساعد إسرائيل للتعامل مع حزب الله في لبنان واستخدام العنف لم يساعد إسرائيل عندما هاجمت غزة عام 2008، 2009 واستخدام العنف ضد أسطول الحرية الحرية المتجه إلى غزة كان مشكلة كبيرة لإسرائيل وقوضت وضع إسرائيل مع بقية العالم بشكل ملحوظ، الأمر ذاته ينطبق على الفلسطينيين في هذه المرحلة في كفاح الفلسطينيين استخدام العنف ليس وسيلة فاعلة، ما هم بحاجة إليه بالفعل هو كما قال أحد ضيوفك هو الوحدة الوطنية لكي يستطيعوا أن يتفاوضوا بشأن حقوقهم الوطنية بشكل كفء ولكن استخدام العنف يجعل الفلسطينيين يبدون وكأنهم هم المشكلة بدلا من أن تكون إسرائيل وبذلك يقوضوا ذلك الدعم الذي يمكن أن يصحلوا عليه من العالم الخارجي وأيضا يجعلوا من السهل على إسرائيل أيضا أن تستخدم العنف المضاد ضدهم وذلك لأن الإسرائيليين هم أقوى بكثير من الفلسطينيين وهذا هو عبارة عن قتال غير متكافئ وأمر لا يريد الفلسطينيون أن يحرضوا عليه، إذاً فالأمر عبارة عن كفاح دبلوماسي وسياسي الآن والعنف بهذا ليس الوسيلة الأكثر كفاءة ليتم استخدامها.


عبد الرحيم فقرا: السيد العمري هل الولايات المتحدة جزء من الحل أم جزء من المشكلة؟


غيث العمري: لا يمكن أن يكون هناك حل دون الولايات المتحدة لأسباب سياسية أمنية عسكرية دبلوماسية وكل ذلك، السؤال الآن كيف نستطيع أن نساعد الرئيس أوباما وأنا أتفق مع البروفسور والت، الرئيس أوباما وإدارته تريد التوصل إلى حل، كيف نستطيع كفلسطينيين أو كعرب أميركان من جهة وكعرب في العالم العربي من جهة أخرى كيف نستطيع أن نقوي هذه الإدارة ندعمها نساعدها للتوصل إلى هذا الحل؟ هناك بعض الأخطاء في السابق من الإرادة لا شك ولكن هناك رغبة هناك نية هناك توجه هناك جدية ما هو دورنا؟ هذا هو السؤا الأول، بالنسبة لموضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية ودور أميركا هل هي جزء من المشكلة أم من الحل؟ الموقف الأميركي هو موقف دولي بالمناسبة وموقف الرئيس الأميركي هو واضح، هناك شروط للانخراط في المجتمع الدولي نبذ العنف الاعتراف بالاتفاقيات السابقة والاعتراف بحل الدولتين.


عبد الرحيم فقرا: إنما إذا كانت قطاعات من الفلسطينيين تريد تحقيق المصالحة مع حماس يقال لماذا الولايات المتحدة تعترض على ذلك، المصلحة الأولى والأخيرة هي للفلسطينيين؟


غيث العمري: في نهاية المطاف الشعب الفلسطيني يفعل ما يشاء ولكن المجتمع الدولي أيضا له حقوق وله موقف، كيف تتوقع من المجتمع الدولي أن يدخل وينخرط مع حكومة أو مع حركة لا تعترف بأساسيات قواعد اللعبة الدولية التي يقوم عليها النظام الدولي، لماذا نتوقع من المجتمع الدولي عندما يكون هناك وحدة وطنية فلسطينية ترفض الاعتراف بهذه الأمور لا نتوقع من العالم الدولي أن يدعم هذه الحكومة، المجتمع الدولي له موقفه كانت هناك محاولة لوحدة وطنية بعد اتفاق مكة ورأينا ما هي آثارها، هناك واقع سياسي دولي هل نتعاطى معه أم نتعاطى مع أحلام ونتعاطى مع تمنيات.


عبد الرحيم فقرا: البروفسور غانم ما رأيك بهذا الجانب؟


أسعد غانم: يعني الاتهام.. يعني هنالك تجربة في لبنان على فكرة أثبتت أن هنالك إمكانية في صمود داخلي أن يتم التصالح داخليا وخارجيا وأنا أرجع للحالة اللبنانية لأنها هي المثال الذي يمكن أن يحتذى، ترتيب البيت الداخلي هو المفتاح، هل فعلا الفلسطينيين هم فقط الجانب الذي يخل بالمواثيق الدولية وبالأعراف الدولية، إسرائيل تستعمل العنف لا تعترف بالاتفاقيات السابقة وكما قال البروفسور والت لا تريد دولتين، إذاً من يناقض القرار الدولي؟ الشرعية الدولية مبنية على أساس يعني نحن نعرفه تماما كفلسطينيين ونحن كنا ضحاياه أن هنالك تعامل بأوجه مختلفة مع القرارات الدولية والمواقف الدولية لماذا لا تتخذ الإدارة الأميركية موقفا واضحا تجاه إسرائيل عندما تقوم إسرائيل نفسها بشكل فظ في رفض الشرعية الدولية أنا أريد أنا أتحد أي فلسطيني أي أميركي أي عربي أن يقول بماذا تختلف عينيا بشك واضح مواقف الرئيس الحالي من الرئيس السابق، الرئيس السابق أي الرئيس الأميركي السابق بوش أيد الدولتين لكنه لم يفعل شيء، الرئيس الحالي يؤيد الدولتين وحتى لم يفعل شيء..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعا): طيب على ذكر ذلك بروفسور غانم لو سمحت لي، على ذكر هذه النقطة معروف ماضي الإدارات الأميركية ومواقف تلك الإدارات من القضية الفلسطينية قد يجادل، قد يجادل، الرئيس باراك أوباما على علاته ماذا يلوح في الأفق بالنسبة للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة بعد الرئيس باراك أوباما خاصة في ظل الأجواء التي بدأنا نعاينها هنا في الولايات المتحدة؟


أسعد غانم: على فكرة أنا لا أناقش نواياه للرئيس، ربما الرئيس الأميركي الحالي نواياه جيدة تجاه الفلسطينيين، القضية هي قضية اتخاذ إجراءات سياسية ضد ما تقوم به إسرائيل، من يعتقد بأن إسرائيل تريد ذريعة من الفلسطينيين من أجل استعمال العنف ولا يعرف من يحكم بإسرائيل، إسرائيل يتحكم فيها الآن حكومة يمينية أكثر حكومة يمينية في العالم، من يقابل لابين في فرنسا هو ليس وزير الخارجية الإسرائيلية افيغدور ليبرمان بس رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي انتخب على أساس مشروع أنه هو جيد لليهود، إذاً هنالك في إسرائيل حكومة لا تريد لا ذرائع ولا أسباب من أجل استعمال العنف، هي تستعمل العنف كمشروع سياسي إسرائيلي داخلي، الفلسطينيون الآن فقدوا القدرة على الرد على هذا الشيء بسبب ممارسات القيادة الفلسطينية.


عبد الرحيم فقرا: طيب البروفسور والت يعني عطفا على هذه النقطة عندما تدرس الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة بناء على هذه المعطيات، بتصورك ماذا يلوح في الأفق أميركيا بالنسبة للقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة سواء فاز الرئيس باراك أوباما بولاية ثانية أو بالنظر إلى المصاعب الحالية التي يواجهها إن لم يفز؟


ستيفن والت: آمل أنني كنت أستطيع التحلي بالتفاؤل أكثر من ذلك ولكنني أؤمن أن الرئيس أوباما عنده النيات الحسنة ولكنني خاب أملي كثيرا بشأن سلوك إدارته عبر العام الماضي، أحد الأسباب تعود إلى أن هناك انتخابات قادمة في الولايات المتحدة الخريف القادم ومن الصعب لرئيس أميركي أن يضع أي ضغوط على إسرائيل قبيل هذه الانتخابات لأن مجموعات في اللوبي الإسرائيلي تضع ضغوطا عظيمة أيضا على الرئيس الأميركي لكي يتخلى عن فعل أي شيء لا يريدونه، تقليديا الرؤساء الأميركان كانوا قادرين على العمل بشكل أكثر جدية بشأن عملية السلام في ولايتهم الثانية إذاً إن كان الرئيس أوباما يعاد انتخابه عام 2012 قد تتحلى بالتفاؤل أكثر بأنه يمكن أن يفعل أكثر عندما لا يكون عليه أن يقلق بشأن إعادة انتخابه مرة أخرى للأسف ليس أمامنا ذلك الوقت وقد يكون القوت قد فات أيضا الآن على حل دولتين ولكن إن كانت المستوطنات ستتوسع في الأعوام القادمة وإن كان هناك الكثير من الإسرائيليين يعارضون أي فكرة لحل دولتين بالتأكيد عندها تكون آفاق التوصل إلى حل ستصبح نائية وبعيدة وسوف نواجه مستقبلا عصيبا وإن كان لي أن أضيف نقطة هنا، تحدثنا الكثير عن الحاجة للوحدة بين حماس والسلطة الفلسطينية أو بين حماس وفتح أيضا علينا أن نتذكر ان السلام سيتطلب درجة من الوحدة داخل إسرائيل أيضا فهناك انقسامات عميقة داخل إسرائيل الآن، الكثير من الإسرائيليين ليسوا مهتمين وراغبين بحل الدولتين وكما أشار أحد المتحدثين على هذا البرنامج فإن حكومة نتنياهو هي الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، إذاً يجب أن يكون هناك تغيير سياسي ليأتي بالمصالحة فيما بين الفلسطينيين ولكن هناك حاجة إلى إيجاد تغيير سياسي داخل إسرائيل لجعل إسرائيل ترحب بحل الدولتين بدلا من أن تعارضه.


عبد الرحيم فقرا: أفق الانتخابات الخريف المقبل في الكونغرس وأفق الانتخابات الأميركية عام 2012 هل تشعر بنفس القلق؟


غيث العمري: في الواقع فيما يتعلق بانتخابات الخريف لا أشعر بالقلق لأن هذا الموضوع -موضوع السياسة الخارجية- هو موضوع من اختصاص الرئيس وفي نهاية المطاف الرئيس أوباما أظهر بشكل مستمر رغبته في الانخراط في العملية السياسية حتى وهو يدفع الثمن السياسي، يجب ألا ننسى أن الرئيس أوباما لحد الآن لم يحصل من الانخراط في هذه العملية السياسية إلا وجع الرأس كما نقول بالعربي ولكنه لا يزال -سياسيا أتكلم- ولكنه لا يزال مصمم رغم الثمن السياسي لقناعته أولا بضرورة حل هذا النزاع للمصلحة الوطنية الأميركية وثانيا لأسباب إنسانية وأخلاقية يرى ضرورة حل هذا النزاع فلا أرى خوف من الانتخابات في الخريف، ولكن أعتقد أن أوباما نفسه يتفق مع البروفسور والت أن الوقت ينفد وهو يريد حصول اختراق من هنا حتى الانتخابات الرئاسية القادمة وهذا ما يقوم به الآن.


عبد الرحيم فقرا: طيب في كل الأحوال شكرا لك غيث العمري كبير الباحثين في فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، شكرا كذلك للبروفسور ستيفن والت أستاذ الشؤون الدولية وصاحب كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركة انضم إلينا مشكورا من جامعة هارفرد، شكرا للبروفسور أسعد غانم تفضل كذلك وانضم إلينا من جامعة إنديانا. في نهاية هذه الحلقة أشكر ضيوفي وأشكركم جميعا، انتهى البرنامج. عنواننا الإلكتروني، minwashington@aljzeera.net

إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة