
لماذا لا يملك العرب ثقافة الادخار؟
يعدّ الادخار أو التوفير ثقافة في الدول الغربية، لكنه لا يرقى إلى هذا المستوى في العالم العربي بسبب عوامل عدة، أبرزها ارتفاع معدلات الإنفاق الاستهلاكي، كما هي الحال في الدول الخليجية، وارتفاع تكاليف الحياة، إضافة إلى عدم كفاية المرتب الشهري اللازم لسد الاحتياجات الضرورية.
وتشير الدراسات إلى أن 75% من الأسر العربية -خاصة في منطقة الخليج العربي- لا تدخر شيئا من مداخيلها الشهرية، وأن نسبة الادخار في المصارف العربية لا تتجاوز نسبة 23% من إجمالي الناتج المحلي.
ويتمكن الفرد في اليابان من ادخار ما نسبته 25% من دخله مقابل 15% للفرد العربي، مع العلم أن سبع دول عربية هي في قائمة الصندوق الدولي للدول الأكثر ادخارا على مستوى العالم.
وأجمعت عينة من المواطنين العرب -تحدثت لحلقة (2/1/2016) من برنامج "الاقتصاد والناس"- على صعوبة التوفير من دخولهم الشهرية، بسبب غلاء المعيشة وكثرة الالتزامات، مثل الفواتير والمدارس والجامعات وغيرها.
غير أن بعض المواطنين قالوا إنهم يدخرون جزءا من مرتباتهم للمستقبل أو لشراء سيارة.
ويشير الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح إلى أن نسبة دخل الفرد من أسباب الضعف في حسابات الادخار، ففي قطر تبلغ نسبة دخل الفرد 94 ألف دولار، بينما في موريتانيا لا تتجاوز ألفي دولار للشخص الواحد في السنة.
بينما يرجع الخبير الاقتصادي قاسم محمد قاسم أسباب تدني ثقافة الادخار عند العرب إلى ثقافة الشخص وتربيته، حيث لا يُربى عنده الحس الادخاري منذ الصغر، وتنمو عنده في المقابل العادات الاستهلاكية والمغريات الشرائية.
ادخار الذهب
وتقول الموريتانية هوليي صال إن عادة امتلاك الذهب نمت لديها وهي في الـ16 من العمر، لأن والدتها عودتها منذ الصغر على اقتناء هذا المعدن النفيس وادخاره، لأنه يمثل وسيلة للتوفير ومصدرا المال.
أما طارق عبد العزيز فقد اختار اللجوء إلى الادخار عن طريق اقتراض مبلغ من المال من البنك واستثماره في العقار.
وينصح الخبير الاقتصادي أحمد عقل المواطنين العرب باللجوء إلى الادخار عبر التخطيط، لمتى وماذا وكيف نشتري، وما الضروريات، وما الكماليات، والابتعاد عن القروض، وأن يقوم الشخص بفتح حساب بنكي ادخاري خاص به.